«إنت هتقعد عبد الوهاب فى البيت».. حكايات المطرب محمود المليجى
في حوار أجراه محمود المليجي مع مجلة "الموعد" أكد أنه كان سيصبح مطربا، حيث حكى المليجي القصة من البداية، ويقول: “كان والدي من هواة الموسيقى والطرب، وكان لدينا في البيت إلى جانب البيانو بعض آلات العزف، وكذلك الفونوغراف، ومجموعة من أسطوانات المطربين والمطربات القدامى، وكان والدي يجمع أصدقاءه من هواة الموسيقى والغناء للسهر كل ليلة عنده يستمعون إلى أسطوانات عبده الحامولي ومحمد عثمان ثم يقوم الهواة منهم مباراة في الغناء والعزف”.
يكمل محمود المليجي: “وكان والدي يسمح لي بحضور جانب من هذه السهرات كلما سمحت ظروفي المدرسية، وذات يوم حضر إلى البيت صديق من أصدقاء والدي، ولم يكن والدي موجودا فاستقبلته أنا وأدخلته إلى الحجرة التي تضم آلات العزف، وجلسنا نتحدث في شئون الطرب والموسيقى ويومها كشفت لصديق والدي عن هوايتي الموسيقية وجلست أمامه أغني بعض الأغنيات التي كانت مشهورة في ذلك الوقت”.
يواصل: “وغنيت له بعض الأغنيات لنعيمة المصرية وبعض أغنيات سعدية الكمسارية التي كانت تغني أغاني خفيفة أشبه بالمونولوجات، وأعجب صديق والدي بصوتي ونصحني بتعلم الموسيقى وأبدى استعداده لأن يخاطب والدي في هذا الشأن، وذات يوم استدعاني والدي وراح يكيل لي سيلا من الشتائم وطلب مني أن أتفرغ لدروسي المنزلية، وأن اقطع كل صلة بيني وبين الموسيقى، وعرفت أن صديقه فاتحه في فكرة تعليمي الموسيقى فرفض، ولم يكتف والدي بهذا بل حرم علي حضور السهرات التي كان يعقدها في البيت لهواة الموسيقى من أصدقائه”.
ويكمل: "ولم يمنعني هذا من التردد على مسارح الغناء في ذلك العصر، فكنت أقضي يومي الخميس والجمعة متنقلا بين هذه المسارح كل ليلة، واستمعت إلى اشهر أصوات المغنيين ثم تطور الأمر بي فعرفت الكثير من الموسيقيين وبدأت أتلقى دروسا في أصول الغناء والموسيقى على يد أستاذ من المطربين المغمورين، وكان هذا الأستاذ "منافقا" فقد كان يحرص على كتلميذ وكمصدر رزق فقد كنت أعطيه مرتبا شهريا من مصروفي في سبيل أن يعلمني الموسيقى، وكان هو حريصا على هذا المرتب فكان يجاملني ويؤكد لي أنني سأصبح مطربا مشهورا، بل أشهر من الشيخ حامد مرسي الذي كان من أشهر مطربي العصر، وأكد لي أن المطرب الجديد محمد عبد الوهاب لن ينجح مثلي في دنيا الغناء، وكان عبد الوهاب قد بدأ يلمع في عالم الطرب".
ويواصل: “وذات يوم قررت أن أغني أمام بعض الأصدقاء، وكانت هذه الحفلة هي آخر صلة بيني وبي الموسيقى، فقد جمعت أصدقائي في البيت أثناء غياب والدي، وطلبت منهم أن يصارحوني بالحقيقة، وما أن انتهيت من الغناء وتلفت حولي حتى وجدت أصدقائي متفرقين في أنحاء البيت هربا من الاستماع إلى صوتي، وقال لي أحدهم: إن صوتي أشبه بمدفع رمضان”.
وفي الأخير يقول محمود المليجي: “وقررت بعدها أن أمتنع عن الغناء واكتفي بالثقافة الموسيقية التي حصلت عليها واستأنف الاهتمام بدراستي الثانوية وأنا قانع بذوقي في الموسيقى وحكمي الغني على الألحان”.