تلاوة باطلة.. كيف تواجه الدولة قراء القرآن غير المصرح لهم بمزاولة المهنة؟
إجراءات حاسمة أعلنت عن تطبيقها نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم في الأيام القليلة الماضية، بشأن حماية كتاب الله من التلاعب به داخل سرادق العزاء، عن طريق استدعاء بعض القراء لوجود مخالفات فى التلاوة وعرضها على لجنة المتابعة وأخذ إقرارات عليهم بعدم تكرار الأخطاء الجسيمة في حق القرآن مرة أخرى.
وقدمت النقابة شكاوى عدة للجهات المختصة مثل وزارة الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون والنيابة العامة تجاه بعض القراء لوجود مخالفات فى القراءة، ما جعل القائمين على النقابة يتخذون قرارًا بتعديل القانون لأول مرة منذ إصداره في عام 1983، للحد من ظاهرة التلاعب بكتاب الله.
وقال الشيخ محمد صالح حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، لـ"الدستور"، إنه لا يوجد لدى النقابة أي آليات لمنع القراء غير النقابيين من تلاوة القرآن الكريم حتى وقتنا هذا، فقط تقوم باستدعائهم في حالة حدوث أي مخالفة لأحكام التلاوة، ونتخذ معهم قرارات صارمة بمخالفتهم لأحكام التلاوة، وليس بمحاكمتهم لقراءة القرآن دون أن يكونوا أعضاء بالنقابة.
أضاف: "قانون إنشاء النقابة لم ينص على منع غير أعضاء النقابة من إحياء الحفلات القرآنية، لكننا نسعى حاليًا إلى تعديله ووضع هذه المادة به (لا يقرأ القرأن في الأماكن العامة إلا أعضاء النقابة فقط)، وسوف تنص التعديلات الجديدة على أن يكون القارئ نقابي، ويمتلك تصريحًا للآداء ومزاولة المهنة، يتم تجديدهما كل عام كباقي النقابات.
وأكدت النقابة تواصلها مع بعض القراء الإذاعيين، بسبب وجود بعض الأخطاء فى التلاوة وتقديم النصيحة لهم لعدم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم، وبالفعل رحبوا بنصيحة النقابة، كما قام مجلس الإدارة الحالي بتعديل بعض مواد القانون منها للحد من ظاهرة التلاعب بكتاب الله فى المحافل العامة أو الخاصة، وإبلاغ النيابة العامة عنهم.
تحدث الشيخ حشاد عن قانون النقابة الذي وضع قبل ٤٠ عامًا دون هذه الأحكام الأساسية، التي تجعله رادعًا ويحترمه الجميع، بالتالي يسعى المجلس الحالي لتعديل هذه المخالفات وعمل خدمات اجتماعية وصحية، وصندوق أمانة يتبع النقابة في التعديلات وسيتم عرضها على وزير الأوقاف، لتتولى لجنة في الوزارة مراجعتها سواءً بالحذف أو الإضافة، ثم الحصول على موافقة مجلس الوزراء ثم مجلس النواب قريبًا.
وعن كيفية التعامل مع عضو النقابة أثناء ارتكابه أخطاء في تلاوه القرآن، أوضح: "يستدعى العضو إلى مقر النقابة في لجنة الاستماع، ويكون بحوزتها فيديو يعرض مخالفته الأحكام، وتعرضه أمامه على شاشة العرض، للتأكد من ماهية صوته مع توضيح المخالفات التي قام بها، ثم يتخذوا منه إقرار بعدم العودة، وإذ تم اكتشاف عودته مرة آخرى، يتم إبلاغ النيابة العامة ضده، حيث يوجد نص قانوني يشمل: "على نقابة القراء إبلاغ الجهات المختصة بالمخالفة لأحكام التلاوة".
أشار حشاد إلى خطورة مزاولة المهنة دون ترخيص، فهناك قراء غير أعضاء بالنقابة يزاولونها دون تصريح وبالمخالفة للأحكام، ففي حالة استدعائهم للتحقيق معهم وعدم حضورهم في الموعد الذي تم إبلاغهم به، يتم تقديم بلاغات رسمية ضدهم بتهمة ازدراء القرآن الكريم، وفي حالة حدوث هذه الأخطاء الجسيمة من قبل أعضاء النقابة، يتم سحب الترخيص منهم على الفور، حتى يكون حريصًا على عدم مخالفته للأحكام مرة أخرى.
شرح أيضًا التلاعب الذي يحدث داخل سرادق العزاء: "هناك أحكام للتلاوة يعرفها كل قارئ، وهي التلاعب بالأحكام في التجويد والقراءات وحركات المد، لذا من الضروري تفعيل التعديلات الجديدة التي أعلنت عنها النقابة مؤخرًا، ففي حالة سحب تراخيص مزاولة المهنة من القارئ المخالف، يتم نشر خبرًا على صفحة النقابة الرسمية بمنع التعامل مع الشخص المذكور، كونه لا يحمل تصريحًا لمزاولة المهنة.