«حانوكا» هرتزوغ.. انتفاضة فلسطينية من الخليل!
تنبيه خطير أشارت إليه صحيفة هآرتس الصادرة في الكيان الإسرائيلي، ونشر "التنبية" بقلم: أسرة التحرير في أهم مؤسسة إعلامية إسرائيلية، تتخذ بحريتها المواقف المختلفة من عمل وسياسة وعدوانية الدولة الصهيونية.
هآرتس.. دعت رئيس الدولة اليهودية الصهيونية، "إسحاق هرتزوغ" لعدم تنفيذ ما أقره، بأن تكون احتفالات الأعياد "حانوكا/ عيد ٱلأنوار"، في مدينة الخليل المحتلة.
.. وأبرزت الصحيفة نداءها وتحذيرها بالقول:
"إن زيارة المواطن رقم 1- تقصد هرتزوغ- إلى مكان، يضطر معظم سكانه الفلسطينيين للفرار من رعب المستوطنين، فيهجرون بيوتهم ومحلاتهم ويجعلون( قلب الخليل الفلسطينية) حي أشباح، إنما هي بمثابة شرعية رسمية للظلم الساحق الذي يجري هناك يومياً، قبل المذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين وبعدها أيضاً".
العيد، استفزاز صهيوني يمس أصحاب الديانات في كل فلسطين المحتلة، كما يصعد المواجهات بين جيش الاحتلال الصهيوني، والفلسطينيين، ما يجعل شرارة المواجهات والانتفاضة، قائمة في ظل توترات سياسية واقتصادية وصحية وأزمات دولية… أيضا، "هآرتس"، تدرك خطورة ما يريد أن يقدم عليه رئيس دولة الاحتلال الصهيوني في إسرائيل، وتلفت في ذات الوقت، إلى أن هذا المنصب صوري وإلى حد كبير غير سياسي ومجرد عملي من السلطات التنفيذية (.....)، ذلك أن القوة التنفيذية الحقيقية تقع في يد رئيس الوزراء، اليمين المتطرف.
.. وكأنها "هآرتس"، تضع العالم أمام تخوف ممكن حدوثه، كالمواجهات، والحزام الهادي، لمنع الاحتفالات، في الخليل، أو أي مكان آخر في فلسطين المحتلة، وتقول في مقالها إن جرس الإنذار: "لا مكان آخر في الضفة الغربية يصرخ فيه" الأبرتهايد الإسرائيلي "بهذا القدر: شوارع منفصلة يحظر على الفلسطينيين السير فيها، ويحظر عليهم الدخول بالسيارة حتى الذين لا يزالون يسكنون هناك، وحواجز على كل خطوة وشبر؛ وليس ذلك إلا للفلسطينيين"، وتعزز" هآرتس" تحذيراتها، رؤيتها بالتأكيد على أن الأراضي الفلسطينية المحتلة، تشهد، ما أطلقت عليه:" نصيب يومي من العنف والإهانات لكل مقيم (مواطن) فلسطيني يلتقونه على أيدي المستوطنين وأبنائهم وعلى أيدي قوات الجيش وحرس الحدود، الذين يكمنون في كل زاوية".
.. لماذا يستفز هذا الرجل الصوري، الفلسطينيين ليل نهار؟
هل لأن ما يعتقده هرتزوغ، من أن عليه الوصول إلى هناك.. إلى الخليل المحتلة، زيادة في استفزاز وقتل وتصعيد رد الفعل الفلسطيني؟
.. ما نشرته الصحيفة، يحلل شخصية، انسان متطرف، وأن كان في موقع رئيس دولة(...)، فهو يدرك أنها دولة استعمارية، وضيفتها أن تكون مخلب قط، في دول المنطقة والشرق الأوسط، والعالم..
.. ترى أسرة تحرير هآرتس، أن زيارة هرتزوغ، إلى الخليل "خطوة اعتراف وتضامن مع العنيفين بين المستوطنين"، ودليل آخر على أن الخليل المحتلة ضمت لإسرائيل، بحكم الأمر الواقع على الأقل، وإن لم يكن كذلك، فما لرئيس الدولة والزيارة هناك؟.
.. تضيف الصحيفة، ما يثير شهية الحوار الاستباقي، بين فرقاء السلطة المتطرفة في هذا الكيان، وقالت: "ينبغي الافتراض بأن هرتزوغ، لن يتصور أن يلتقي في أثناء زيارته المخطط لها في الخليل بضحايا المستوطنين في المكان وبذلك يعترف أيضاً بالأبرتهايد المتبع هناك؟".
.. وليست هذه هي" الزيارة الأولى التي يقوم بها هرتزوغ للمستوطنات منذ تسلم مهام منصبه- وبالذات في أكثرها تطرقاً وعنفاً. فقبل نحو ثلاثة أشهر، بعد وقت قصير من تسلمه مهام منصبه، سارع الرئيس لزيارة "هار براخا"- مستوطنة عنيفة، يعرف سكان المحيط الفلسطينيون رعبها ورعب مستوطنيها".
.. في التنبية، فسحة للحوار، كما قالت الصحيفة: "إذا كان هرتزوغ، الذي جاء من اليسار الصهيوني، يريد إشعال شمعات في الأماكن المقدسة لليهود، ولكن كرئيس، عليه أن يمتنع عن زيارة المكان الذي يتعارض جوهرياً مع هذه الرؤية، لم يفت الأوان بعد لإلغاء هذه الزيارة المرفوضة".
اعتادت الصهيونية الإسرائيلية، أن تتزامن حروبها ومواجهاتها، مع سرقات مقصودة الموروث والتراث الشعبي الفلسطيني، أو العربي، أو من أي مصدر، وهي نحتفي بأيام عيد "حانوكا أو حَنُكَّة أو عيد ٱلأنوار"، وهو عيد يهوديظ يحتفل به اليهود لمدة 8 أيام ابتداء من الخامس والعشرين من شهر "كيسليف" إلى الثاني أو الثالث من شهر" تبت "حسب التقويم العبري، ويتراوح موعده حسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر والأسبوع الأخير من شهر ديسمبر.
عمليا، رتبت الصهيونية، حساسية استفزازية، مقصودة، فالاحتفال بعيد "إسرائيل" في نفس الفترة التي يحتفل فيها المسيحيون بميلاد المسيح، عليه السلام، ما يؤثر في الأمن والأمان ، خلال الاحتفالات بين القدس والناصرة والليل وبيت لحم.
… "حانوكا" هو من الأعياد اليهودية، الصهيونية الشعبية، ليس عيدا توراتيا ولا هو عطلة كأيام السبت، بل مجرد مظاهر استفزازية، تتميز بالامتناع عن الحداد والتعبير عن الحزن، والقيام ببعض الطقوس الدينية الخاصة.
.. إلى الآن، لم تعلق السلطة الوطنية الفلسطينية، على قرار "هرتزوغ"، لا سياسيا ولا أمنيا.
.. مستوى التوقعات يرتفع، إلى حد مواجهات دامية، ستشهدها الخليل نتيجة "حانوكا".. ربما تقفز إلى انتفاضة مرتقبة.
- [email protected]
- مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية