الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بمناسبتين مهمتين اليوم.. تعرف عليهما
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بمناسبتين مهمتين على مدار اليوم أولهما استشهاد القديس مرتينوس أسقف ثراكى، وثانيهما استشهاد الضابط فاروس ومعلميه.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، عن الأولى إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم مرتينوس أسقف مدينة ثراكى، وقد ولد بمدينة تدعي سافارية من أبوين مسيحيين، ونشأ وديعا عابدا محافظا على الإيمان القويم، ولم يفتر عن مقاومة الأريوسيين فحنقوا عليه، وكمنوا له مرارا في الطريق وضربوه، وإذ بالغوا في مطاردته ترك المدينة، وذهب فسكن في مغارة قريبة من ساحل البحر الأبيض وكان يتغذى بنباتات الأرض، ولما شاع خبره، وذاع صيته في البلاد، اختاروه لأسقفية ثراكى، فسار سيرة رسولية، وزاد في المحبة والرحمة على كثيرين من الناس.
وتابع: «وأجرى الله على يديه آيات كثيرة ، منها أنه كان مارًا فابصر إنسانا أوقف جنازة ميت، ومنع أهله من دفنه، مدعيا إن له عليه أربعمائة دينار، فتوسل إليه القديس أن يطلق الميت فلم يقبل، فصلى وابتهل إلى الله إن يظهر الحقيقة، فقام الميت في الحال وبكت الرجل الذي ادعي عليه، مظهرا كذبه أمام الحاضرين، وعلى أثر ذلك مات الرجل الظالم، أما الذي قام من الموت بصلاة القديس فقد عاد إلى منزله وعاش سنين كثيرة، وأكمل هذا الأب حياته بسيرة مرضية وتنيح بسلام.
الضابط فاروس
وعن الضابط فاروس، قال كان هذا الضابط قائداً كبيراً في جيش الإمبراطور دقلديانوس في أوائل القرن الرابع، حيث كان الاضطهاد يتصاعد ضد المسيحيين، وكان الوالي كولسيان يبطش بهم بقسوة ووحشية.
أرسل الوالي جنوده، فقبضوا على ستة من النساك المتوحدين وألقوهم في السجن فذهب إليهم الضابط فاروس ليلاً وفكّ قيودهم وقال لهم: "اطلبوا من الرب عنى يا آبائي أن يجعلني شريكاً لكم في الاستشهاد، لأنني ضابط كبير ولكني أخاف من الاعتراف بالسيد المسيح لشدة التعذيب" فصلّوا لأجله.
إرغامهم أن يبخروا للأصنام
قاد الجنود النساك الستة إلى الوالي، وحاول الوالي إرغامهم أن يبخروا للأصنام، لكنهم رفضوا، وهنا اندفع الضابط فاروس يعترف بالسيد المسيح ويدافع عن النساك، فلاطفه الوالي ثم أمر بتعذيبه بعذابات شديدة إلى أن تمزق جسده ونال إكليل الشهادة، أما الستة نساك، فبعد تعذيبهم كثيراً، أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا أكاليل الشهادة، ثم أمر الوالي جنوده أن يحملوا أجساد الشهداء خارج المدينة لتأكلها الوحوش، لكنها لم تقترب إليها، فجاء المؤمنون وحملوا هذه الأجساد إلى الكنيسة وصلُّوا عليها ودفنوها بإكرام جزيل.