«الروم الملكيين» تحيي ذكرى غريغوريوس الذيكابولي وبروكلوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة
روت كنيسة الروم الملكيين سيرة العظمين في القدّيسين غريغوريوس الذيكابولي وبروكلوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، في خضم احتفالاتها بهما في تذكارها وقالت إنه كان القدّيس غريغوريوس من ابطال المناضلين عن المعتقد الارثوذكسي في تكريم الايقونات المقدسة. وكان المرشد والاب الروحي للمرنّمين يوحنا ويوسف. فهو الذي أرسل هذا الاخير إلى روما ليحمل إلى الحبر الاعظم غريغوريوس الرابع انباء اضطهاد الامبراطور ثاوفيلوس للمنادين بالعقيدة القويمة. وقد انتقل إلى الحياة الابدية في القسطنطينيّة في مثل هذا اليوم من سنة 842، قبيل اعلان انتصار الارثوذكسية في الاحد الاول من الصوم الكبير عام 843.
أما القدّيس بروكلوس فهو تلميذ الذهبي الفم. وقد رقّي إلى الكرسي القسطنطيني سنة 434 في عهد الامبراطور ثيودوسيوس الصغير. ووجّه إلى الامّة الارمنية رسالة مسهبة في المعتقد الارثوذكسي، داحضاً أضاليل نسطوريوس واتباعه. واستقبل في اعظم حفاوة وتمجيد رفات معلمه الذهبي الفم، يوم نُقِل إلى العاصمة في 27 كانون الثاني سنة 438، وانتقل إلى الحياة الابدية سنة 446.
احتفلت الكنيسة كذلك بعيد تقدمه ودخول السيدة العذراء مريم البتول إلى الهيكل، وذلك بجانب حلول السبت السادس والعشرون بعد العنصرة والإنجيل التاسع بعد الصليب.
احتفالات اليوم اقتصرت على القداس الالهي، الذي قُرأ خلاله رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية، إنجيل القدّيس لوقا، كما تخلله عظة روحية حملت شعار «أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي»، وكتبها القديس يوحنّا الثالث والعشرون والذي عاش في الفترة 1881 - 1963، وهو بابا روما، وكتبها في "يوميّات نفس" وصدر في يونيو 1957قبل اختياره للبابويّة.
وتقول: ""في المساء، أعطنا النور". يا رب، ها نحن الآن في وقت المساء. لقد ناهزت السّنة السادسة والسبعين من العمر وحياتي هذه عطيّةٌ كبيرة من الآب السماوي. لقد انتقل أغلب مُعاصِرِيّ إلى الضّفة الأخرى. لذلك عليّ أن أعدّ نفسي لتلك اللّحظة الكبرى. إنّ فكرة الموت لا تقلقني... صحتي لا تزال ممتازة وقوية، غير أنّني لا أستطيع الاتّكال على ذلك، أريد أن أبقى على أهبّة الاستعداد للإجابة على كل دعوة ولو كانت غير متوقّعة: "أنا حاضر". إن الشيخوخة -وهي أيضا هدية عظيمة من الرب – يجب أن تكون حافزًا لفرحٍ داخلي صامت وللاستسلام اليومي للرب نفسه، الذي أقف متّجها نحوه كطفل نحو ذراعي والده المفتوحتين.
وتضيف: "إنّ حياتي المتواضعة والطّويلة قد دارت كَشِلّة خيوط، تحت شعار البساطة والنقاء. لا يكلّفني شيئا الاعتراف والتكرار بأنني لست سوى نكرةٍ جميلة، وقد خلقني الرب من أهل فقراء وفكّر بكل شيء. لقد استسلمت لمشيئته... فمشيئته هي سلامي. "وكل رجائي يكمنُ في رحمة الرّب يسوع ...
وتكمل: "أعتقد أن الرّب يسوع يخبّئ لي -من أجل توبتي توبة كاملة وتنقيتي، ولكي أكون مهيّأً لفرحه الأبدي- ألمًا جسديًا أو روحيًّا كبيرًا قبل أن أموت. حسنا، أنا أقبل كل شيء بطيبة خاطر، شريطة أن يخدمَ كلُ هذا مجده وخير نفوس أبنائي الروحيين الأعزاء، أخشى من ضعف مقاومتي، لذا أصلّي إلى الله كي يساعدني، لأنه لدي ثقة ضئيلة أو حتى معدومة بنفسي، ولكن لدي الثقة الكاملة في الرب يسوع.
وتختتم: "هناك بابان للدخول إلى السماء: البراءة والتوبة. أي إنسان يمكنه الادعاء بأنه يجد الباب الأول مفتوحًا على مصراعيه؟ غير أنّ الباب الثاني هو أيضا أكيدٌ تمامًا. لقد جاز الرّب يسوع من خلال هذا الباب، حاملاً صليبه على كتفيه، للتكفير عن خطايانا، وهو يدعونا لاتّباعه.