خبير أمريكي لـ«الدستور»: مصر الدولة الأكثر فاعلية في مواجهة «الإخوان» الإرهابية
قال جون روسوماندو الخبير العسكري والمحلل الأمني الأمريكي، صاحب كتاب «حيلة الربيع العربي: كيف خدعت جماعة الإخوان المسلمين واشنطن في ليبيا وسوريا» إن مصر هي الدولة الأكثر فاعلية في صد سلطة ونفوذ جماعة الإخوان الإرهابية.
وكشف الخبير الأمريكي في حواره مع “الدستور” عن كيف اخترق الإخوان الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: "خلال الربيع العربي، برزت الولايات المتحدة كموقع رئيسي للعمليات السرية للإخوان، فقد صوروا أنفسهم على أنهم "قادة المجتمع المسلم" لاستبعاد جميع المسلمين الآخرين في أمريكا الذين لا ينتمون إلى حركتهم".
وتابع: “لقد أصبح الإخوان بعد الربيع العربي، جزءًا لا يتجزأ من تحالف الحزب الديمقراطي اليساري في أمريكا الذي يتكون من مجموعة متنوعة من مجموعات الضحايا التي تعمل على التنمر على كل من يعترض طريقهم للخضوع”.
واستكمل جون روسوماندو: لقد أنشأوا مجموعات “واجهة” ابتداءً من الستينيات مثل جمعية الطلاب المسلمين (MSA)، والتي أصبحت منصة انطلاق لمجموعات مستقبلية مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، ومجلس أمريكاو العلاقات الإسلامية (CAIR)، والصندوق الإسلامي لأمريكا الشمالية NAIT من بين آخرين، وخلال الربيع العربي، أصبح مركز دار الهجرة الإسلامي خارج واشنطن العاصمة مركزًا لنشاط الإخوان المسلمين الذي يهدف إلى إشراك إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما سياسيًا وعسكريًا في ليبيا وسوريا.
وأضاف: تم عقد اجتماع في يوليو 2012 والذي جمع قادة كل مجموعة واجهة للإخوان المسلمين في أمريكا والتي أظهرت سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها أنه تم تنسيقها من قبل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) لوضع استراتيجية لكيفية جعل إدارة أوباما تدعم الجيش السوري الحر في سوريا.
وأكد الخبير الأمريكي أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أصبح متورطًا تقريبًا في كل نشاط رئيسي للإخوان في واشنطن حيث أنشأت قيادة المجلس مجموعات واجهة جديدة للجماعة خلال الربيع العربي. وكان من بينهم فريق العمل السوري للطوارئ (SETF) ومجلس الشؤون العامة الليبي الأمريكي (LAPAC) الذي ضغط على إدارة أوباما ثم إدارة ترامب لاحقًا لدعم الميليشيات المرتبطة بالإخوان والقاعدة في كلا البلدين، حيث عمل “معاذ مصطفى” من كبار رجال الجماعة في أمريكا ومن المقربين من رجالها في مصر على حث إدارة أوباما على دعم الجبهة الإسلامية المعادية للديمقراطية المنحلة، والتي تضم فصائل ذات توجهات مماثلة للقاعدة وطالبان في ديسمبر 2013.
وأردف: "حث زعيم مجلس الشؤون العامة الليبي الأمريكي عصام عميش، الرئيس أوباما على دعم مجلس الشورى الثوري المرتبط بالقاعدة في درنة عام 2016 ونشر صور "شهداء" ينتمون إلى مليشيات ليبية تعاونت مع القاعدة على صفحته على فيسبوك في 2020".
“عميش” هو شخصية رئيسية في جماعة الإخوان الأمريكية، وهو مقرب من شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. واليوم ، يعمل مجلس المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة كمجموعة مظلة رئيسية لأعضاء جماعة الإخوان.
وتابع روسوماندو: يهدف تنظيم جماعة الإخوان إلى إقامة دولة خلافة عالمية، تحكمها الشريعة وفقا لمنظورهم، ولكن جعلت ألمانيا وفرنسا والنمسا من السهل على عناصرها العمل، مضيفا: “ربما مكن زيادة عدد السكان المسلمين في هذه البلدان الإخوان المسلمين من إقامة أرضًا خصبة للانخراط في التبشير والدخول في شراكة مع الأحزاب اليسارية، حيث وجدت جماعة الإخوان أنها تستطيع العمل في هذه الأراضي مع الإفلات من العقاب لاسيما وأن هذه المجتماعات الأوروبية متفتحة وتتمع بقدر كبير من الديموقراطية وبالتالي استغل الاخوان هذه النقاط”.
وتابع الخبير الأمريكي: حضرت حديثًا مؤتمرا لأحد أعضاء جماعة الإخوان التونسية في عام 2013: قال فيه إن علمنة أوروبا الغربية تركت فراغًا رأى فرصة للإسلام لملئهن، ولفت إلى أن الديموقراطية في أوروبا تعوضهم فقدانهن للسلطة في شمال إفريقيا، حيث يلجأ قادة الإخوان في كل هذه البلدان الأوربية إلى الحديث المزدوج عن "التسامح" و"الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" ، إلخ في محاولة لإخفاء أهدافهم الحقيقية.
وحول الاجراءات النمساوية الأخيرة لمكافحة الإخوان، قال روسوماندو إن الجماعة حركة تخريبية وإجرامية في كثير من الأحيان تشارك في جمع الأموال لمنظمات إرهابية، كما أن أجهزة الأمن النمساوية حددتها على أنها تهديد للتماسك المجتمعي، مضيفا: “أرى أن أي جهود لتقليص أنشطة الجماعات الإسلامية السياسية مثل جماعة الإخوان خطوة ضرورية لأن أنشطتها تعمل على إبعاد المسلمين عن بقية المجتمع النمساوي وتشجيع التطرف”.
وحول اختراق الإخوان للجماعات اليسارية في أوروبا، قال الخبير الأمريكي: لقد أقامت الأحزاب اليسارية مثل حزب العمل بقيادة جيريمي كوربين في بريطانيا علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان، المتمثلة في المجلس الإسلامي البريطاني.
وتابع: يستخدم الإخوان بطاقة الضحية وبطاقة الإسلاموفوبيا للتلاعب بالمجتمعات الليبرالية لمعاملتها كأقلية أخرى مظلومة، مستكملا: “لقد راقبتهم على مدار عقد تقريبًا، فقد كان عناصر الجماعة في مركز القيادة للترويج للجنون الحالي من Wokeness و Neo-Marxist Critical Race Theory منذ البداية واستخدمت الأصوات الرائدة في أمريكا مثل حاتم بازيان، المحاضر في جامعة كاليفورنيا بيركلي، روايات الماركسية عن الضحية ذات التأثير الكبير، ومن المثير للاهتمام، أن داعش والقاعدة يستخدمان أيضًا روايات الإخوان نفسها”.
وأضاف أن جماعة الإخوان تعد مصدرا رئيسيا للتطرف الإرهابي الذي يخلق مجموعة من المسلمين المتضررين المعرضين لداعش والقاعدة.
وأوضح أنه يتم كشف أعضاء الجماعة من خلال إلقاء نظرة على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي باللغات العربية والأردية ولغات أخرى غير أوروبية، لأنهم غالبا ما يتحدوثون عن انتمائهم للتنظيم الإهاربي باللغات العربية، بالإضافة إلى أنهم متعجرفون بما يكفي لإظهار دعمهم للإرهابيين عندما يشعرون أنه لا أحد ينظر إليهم أو يستمع اليهم.
واستكمل الخبير الأمريكي: "في معظم الدول الغربية، لا توجد منظمة تسمى "الإخوان المسلمون"، لكن هناك مجموعة من المجموعات الأمامية التي تعمل معًا بشكل تكتيكي وتفتقر إلى التسلسل الهرمي العلني المعروف للجمهور ولكن على الأقل بموجب قانون الولايات المتحدة، يجب أن تكون قادرًا على إثبات القيادة والسيطرة، وقد تكون العلاجات الأخرى مفيدة، مثل استخدام تشريعات مكافحة المافيا التي تستهدف الكيانات التي يستخدمها أعضاء الجماعة لتسهيل الأنشطة الإرهابية".
واختتم: “لقد خرجت بوكو حرام من الفرع النيجيري للإخوان المسلمين ، وتأثرت حركة طالبان بالمنظر الجهادي عبد الله عزام، العضو السابق في جماعة الإخوان الأردنية وكان زعيم داعش إبراهيم عوض المعروف باسم أبو بكر البغدادي ينتمي سابقًا لجماعة الإخوان العراقية وتشترك كل هذه الجماعات في تعاليم سيد قطب بأن المسلمين يعيشون في عصر الردة وأن الأمر متروك للمسلمين المخلصين لشن الجهاد للإطاحة بالأنظمة الإسلامية غير الملائمة وبناء خلافة جديدة”.