مُدمر المناعة..
المضادات الحيوية فى مرمى الاتهام.. وأطباء يحذرون: «تسبب الوفاة»
انطلق، أمس الخميس، الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، والتي تُطلقه الأمم المتحدة كل عام في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر، ويهدف الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات إلى زيادة الوعي بمخاطر المضادات الحيوية والحث على تطبيق أفضل الممارسات في أوساط الجمهور عامة، والعاملين الصحيين، من أجل وقف المزيد من ظهور وانتشار أشكال العدوى المقاومة للأدوية.
"الدستور" فتح ملف مخاطر المضادات الحيوية، وذلك تزامنًا مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
دكتور مجدى بدران: الاستخدام العبثى وراء انتشار الفطريات فى العالم
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن الاستخدام العبثي للمضادات الحيوية وراء انتشار الفطريات فى العالم، فهو يقلل المناعة ويسمح للفطريات باستعمار أجسام الأشخاص الأقل مناعة، موضحًا أن المضاد الحيوي قد يتسبب في آثار جانبية ضارة، ويعزز مقاومة المضادات الحيوية في القضاء على البكتيريا الضارة.
وأضاف بدران، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا المفيدة مما يسبب إخلالا بالتوازن الطبيعي بالجسم وبالتالي من الممكن ظهور بعض من أنواع العدوى الانتهازية، مثل تكاثر الفطريات بالفم والجهاز الهضمي، لافتًا إلى أن بعض الأفراد قد يكون لديهم حساسية لبعض المضادات الحيوية، وتظهر عليهم أعراض الحساسية عند تناولها.
وأشار دكتور مجدي بدران إلى أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تؤثر وتسبب فشلا كلويا للمرضي الذين يعانون من أمراض الكلى، محذرًا من أن استخدام المضادات الحيوية دون استشارة طبيب يؤدى إلى ضعف عصب الأذن نتيجة المواد المكونة منها، والتى تؤثر على السمع.
وأكد مجدي بدران: «تتفاعل بعض الأدوية الشائعة مع بعض المضادات الحيوية، مثل أدوية سيولة الدم، وتحديد النسل، ومضادات الحموضة، والهيستامين، والفيتامينات المتعددة، وبعض المكملات الغذائية، خاصة الغنية بالزنك والحديد والكالسيوم، وأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي، ومدرات البول، ومضادات الفطريات».
المضادات الحيوية ليس لها علاقة بـ كورونا
وأشار دكتور مجدي بدران إلى أن المضادات الحيوية تعمل ضد البكتيريا، وليس لها فائدة مع الأمراض التى تسببها الفيروسات أو الفطريات، وكورونا وأغلب أمراض الشتاء تسببها فيروسات، ناصحًا المواطنين بأن استخدام المضاد الحيوي مع كورونا غير سليم ومضيعة للوقت والجهد والمال، والمضاد الحيوى يعمل ضد البكتيريا فقط، واستخدامه ضد الفيروسات لا فائدة منه مطلقاً.
مخاطر الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية
وأوضح "بدران" أن مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، تتضمن الآتي:
- تهدد الوقاية الفعالة والعلاج لمجموعة متزايدة من الالتهابات التي تسببها البكتيريا، والطفيليات، والفيروسات، والفطريات.
- دون مضادات حيوية فعالة، يصبح نجاح العملية الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان مهددا.
- تكلفة الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من التهابات مقاومة أعلى من الرعاية للمرضى الذين يعانون من التهابات غير مقاومة بسبب زيادة طول فترات المرض، والحاجة لاختبارات إضافية مكلفة، واستخدام عقاقير أقوى جديدة أكثر تكلفة.
- كل عام هناك 480 ألف شخص يصابون ببكتيريا الدرن المتطورة متعددة المقاومة للأدوية.
- مشكلة مقاومة المضادات الميكروبية تقوض أيضا جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا.
الدكتور أمجد الحداد: لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بكورونا
وقال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن فرط استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى قتل البكتريا النافعة، مما يؤدي إلى فقدان المناعة، موضحًا: "في وقتنا هذا أصبح المضاد الحيوي استخدامه يشكل أمرا خطيرا، كما أن الناس المصابة بعدوى فيروسية تستخدمه، وهذا غير صحيح، فتتكاثر البكتريا الضارة وتهلك الجهاز المناعي".
وأكد "الحداد"، خلال حديثه لـ«الدستور»، أنه بعد فترة من تناول المضادات الحيوية يحدث نوع من المقاومة للميكروبات، وتقل كفاءة المضادات الحيوية بعد فترة من الاستخدام إذا أصيب الفرد بالعدوى الشديدة وتقل الكفاءة والفاعلية.
وأشار إلى أنه لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بكورونا لأنه عدوى فيروسية ليس لها علاقة بالمضاد الحيوي، وفي الحالات الشديدة المصحوبة بعدوى بكتيريا يتم استخدام بعض المضادات الحيوية لعلاج مضاعفات كورونا.
ونصح دكتور أمجد الحداد مركزًا على عادة منتشرة يجب التصدي لها قائلا: «إن بعض الأمهات يكرر بعض الروشتات الماضية وهذا يعتبر كارثة كبيرة، بتكرار الروشتة مع كل مرة يصاب بها الطفل وقد كون الطفل لا يحتاج لهذا النوع من المضادات الحيوية، فيجب التوجه للأطباء المتخصصين والحفاظ على سلامة أطفالنا وأولادنا من أي خطر».
دكتور صبحى النويهى: المضاد الحيوى يؤثر على الجهاز المناعى
وقال دكتور صبحي النويهي، أخصائي الباطنة والأطفال، إن المضاد الحيوي يؤثر على الجهاز المناعي عن طريق إضعافه وجعله عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة سواء كانت بكتيرية أو فيروسية.
ولفت "النويهي" إلى أنه لا يمكن استخدم المضاد الحيوي في حالة الإصابة بكورونا إلا إذا تحولت من عدوى الفيروس إلى عدوى بكتيرية، عن طريق عمل التحاليل والفحوصات اللازمة، ولا ينصح باستخدام المضاد فى المنزل دون استشارة طبيب.
وأوضح، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن المضاد الحيوي يؤثر على الدم عن طريق إضعاف مكونات الدم المناعية كاليمفوسايتس.
دكتور سيد محمود: المضادات تصبح ضارة حين يحدث إفراط فى استخدامها
قال الدكتور سيد محمود، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، إن المضادات الحيوية مزيج من مواد كيميائية تستعمل لقتل البكتيريا أو إيقاف نموها، مضيفًا أن المضادات الحيوية تصبح ضارة حين يحدث إفراط في استخدامها، حيث تسبب في قتل البكتيريا النافعة داخل الجسم التي تمثل جزءا مهما من الجهاز المناعي.
وأضاف "محمود" أن كثرة استخدام المضادات الحيوية يزيد من مقاومة البكتريا فتصبح خارقة غير مستجيبة لأنواع كثيرة من المضادات الحيوية، وتضعف وظائف الكلي مع كثرة استخدامها، وقد يحدث حساسية مفرطة تظهر على هيئة طفح جلدي أو هبوط حاد في الدورة الدموية.
ولكي تتلاشى أضرار المضادات الحيوية يجب ألا تعطى إلا بأمر الطبيب وتحت إشرافه وبجرعات يحددها الطبيب المعالج ويجب الالتزام بها.
وشدد على عدم أخذ مضادات حيوية عشوائية في حالات الإصابة بالعدوى الفيروسية ونزلات البرد.
أخصائى الأطفال وحديثى الولادة: استخدام المضاد الحيوى للأطفال يضعف استجابة الجسم للأدوية
استكمل دكتور سيد محمود، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، بأن سوء استخدام المضاد الحيوي للأطفال عادة سيئة، ومعظم العدوى في الأطفال تكون فيروسية، والأمهات غير الواعيات يذهبن بأطفالهن للصيدلي دون الرجوع للطبيب المختص، فيعطي مضادا حيويا دون فحص إكلينيكي مما يؤدي إلى حدوث ضعف مناعي لجسم الطفل ويضعف استجابة الجسم، لذلك إعطاء المضاد الحيوي للطفل يجب أن يكون تحت إشراف طبيب بعد الفحص الإكلينيكي للطفل أو بالإثبات للمعامل أن العدوى بكتيرية، فيجب حين ذلك إعطاء المضاد الحيوي.
وأوضح محمود أن العدوى البكتيرية مثل الالتهاب الرئوية والتهابات مجرى البول، أو الالتهابات السحائية، بناء على تشخيص الطبيب للحالة.
الإفراط فى استخدام المضاد الحيوى يسبب الوفاة
وأشار دكتور سيد محمود إلى أن هناك العديد من الأنواع المختلفة للمضادات الحيوية تسبب وقف نمو الطفل، فالبتالي يصيب الطفل بحالة من قصر القامة، ووقف نشاط نخاع العظم لإفراز الكرات الدموية، ويصيب الطفل بأنيميا شديدة ونقص في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية.
ومن الممكن أن يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية والدخول في غيبوبة وتوقف عضلة القلب ما قد يؤدي للوفاة.
وقال: «إن هناك دراسات أجرتها مايو كلينك وباحثو روتجرز بينت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ويتناولون المضادات الحيوية دون داعٍ أكثر عرضة للإصابة بالربو والحساسية التنفسية والاكزيما والداء البطني والسمنة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة».
دكتورة نهلة إدريس: يجب عمل مزرعة قبل تناول المضاد الحيوى
دكتورة نهلة عبدالوهاب إدريس، استشاري البكتريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتريا مستشفى جامعة القاهرة، قالت إن المضاد الحيوي لا يستخدم إلا إذا ثبت وجود عدوى بكتيريا، من خلال القيام بعمل مزرعة، لكي نعرف نوع المضاد الحيوي المناسب والذي تستجيب له العدو».
وأضافت قائلة: "الإفراط في استخدام المضاد الحيوي يعمل على نمو أنواع من البكتريا لا يستطيع المضاد الحيوي مقاومتها، نتيجة للاستعمال الخطأ ودون أمر الطبيب".
ولفتت إلى أن استخدام المضاد الحيوي في غير مكانه المناسب يؤدي للإصابة بفشل كلوي، وحساسية، وفشل كبدي عند بعض الناس.
وأشارت دكتور نهلة إلى أن المضاد الحيوي يستخدم بعد العمليات الجراحية الكبيرة، ويعتبر نوعا من الأمان، ولكن تحت إشراف الطبيب المختص، ولكن لا ينصح بالإسراف في استخدامه.
وأكدت أن المضاد الحيوي لا يمكن استعماله إلا إذا تم عمل مزرعة تبع تخصص الشكوى، ويصف الطبيب الجرعة على حسب العمر والشخص سواء كان شابا أو طفلا أو امرأة حاملا، والاستخدام العشوائي للمضاد الحيوي يضعف المناعة بشكل كبير، لذلك يجب انتظار الطبيب المختص، وإذا كان الشخص لديه بعض الأعراض الفيروسية لا يجب أخذ مضاد حيوي، والاستعمال المسرف يؤدي إلى ظهور نوع من البكتيريا المقاومة، حيث إنه حين يحتاج الشخص للمضاد الحيوي لقتل البكتيريا فيما بعد لا يصلح ويصبح دون فائدة.
وشددت دكتور نهلة على أن الأسراف والاستخدام العشوائي يؤدي إلى نمو نوع من البكتيريا الشرسة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية، كما قالت: أما بالنسبة لمرضى الحساسية فيجب إعطاء الطبيب كافة التفاصيل لكي يعطى المضاد الحيوي المناسب حتى لا يصابوا بالحساسية.
وعلقت دكتور نهلة على أنه لا يسمح بإعطاء مضاد حيوي في حالة الإصابة بـ كورونا لأن كورونا عدوى فيروسية وليس لها علاقة بالمضاد الحيوي، ويتم إعطاؤه في حالة واحدة إذا كانت العدوى الفيروسية مصاحبة بعدوى بكتيريا، وأيضا تحت إشراف طبيب.