وقوع البلاء ولّا انتظاره؟
فى الوقت اللى انتشر فيه خبر دعوات الصين لمواطنيها بتخزين السلع الغذائية الأساسية استعدادًا لحالة طوارئ ومتحددتش أسبابها، وفيه حالة تهويل للخبر كبيرة عملت قلق للناس وخوف من اللى جاى، مع بداية انتشار فيروس كورونا وحظر التجول ووقف الطيران، تأثر الاقتصاد العالمى بشكل كبير، وحصلت أضرار مادية ونفسية على المواطنين وتراكماتها لسه مستمرة.
ده غير إن التعليم عن بُعد أثر بشكل سلبى على الأطفال، وفيه سنتين ضاعوا من عمرهم، حتى مع المجهود الكبير اللى عملته الأهالى فى الدروس والمذاكرة، لكن عدم الحضور بشكل فعلى فى المدارس، مش بس أثر على اكتساب مهارات جديدة.. لا ده كمان عمل انخفاض كبير فى مستواهم التعليمى.
طبعًا بجانب حالات الفقد الشديدة اللى حصلت لناس كتير نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، والخوف المستمر لفقد أعز الأشخاص لينا لو أخد العدوى.
فلما تنتشر أخبار جديدة تقول إن ممكن نعيد كل ده من الأول، هيكون إيه صداها على الناس؟
وبالرغم من إن حصلت تطمينات بإن الخبر ده ما هو إلا إجراء روتينى عشان دخول فصل الشتا اللى بترتفع فيه أسعار المواد الغذائية بشكل معتاد فى الصين، بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، حسب ما ذكرته جريدة «الفاينانشيال تايمز»، لكن فيه قطاع كبير من الناس حصلتلهم حالة هلع من توقع الأسوأ.
الرعب اللى حاصل جوانا من تخوفاتنا على الظروف المادية والنفسية يمكن يكون أكبر من خوفنا من الفيروس نفسه.
تفتكروا لو كان حصلت تحذيرات للناس قبل أزمة كورونا بفترة كافية.. كان الوضع هيبقى إيه؟ الناس كانت هتعرف تاخد احتياطاتها فعلًا ولا كانت هتحصل أزمة أكبر؟
لما كل الناس تجرى عشان تخزن احتياجاتهم تحسبًا للحظر، ساعتها الأسعار كانت هتزيد بشكل كبير نظرًا للضغط على الطلب.
والمسافرين هيحاولوا يظبطوا وضعهم، ومحاولات لتجمع الأسر مع بعض فى مكان واحد، كان هيحصل تكدس فى المطارات والتذاكر هتعلى أسعارها يمكن أكتر ما عليت.
كل ده يخلينا نفكر فى إشكالية أكبر وأعمق، هل التحذيرات فى الأوضاع الكارثية مفيدة فعلًا، ولا ممكن آثار التحذير السلبية تكون أسوأ من الكارثة نفسها لو حصلت؟
الحقيقة وقفت كتير قدام الفكرة دى، ولقيت إن صعب أوى نفضل عايشين حياتنا على توقع الأسوأ إلا لو فيه حاجة فعلًا ممكن تتعمل، وده ممكن يكون درس اتعلمناه أصلًا فى الأزمة اللى فاتت.. يعنى ممكن نعمل احتمالات لأسوأ سيناريو محتمل ونفكر على أساسه لو ده حصل إيه الخطة البديلة؟.
من غير تحذيرات ومن غير إننا نفضل عايشين مرعوبين.. كل واحد فينا يفكر إيه خطته البديلة لو حصل إيه! من غير هلع ومن غير ما نجرى كلنا فى نفس التوقيت.
أكيد فيه دروس مستفادة من أزمة كورونا على كل المستويات.
فكل واحد فينا مسئول.. يفكر إيه اللى استفاده، وإيه اللى ممكن يعمله يأمنه فى المستقبل لو حصل حاجة شبيهة.
وعلى مستوى تانى، جميل إننا نبقى على دراية باللى بيحصل، والسوشيال ميديا خصوصًا كان ليها دور كبير فى مساعدة الناس لبعض والوصول للمعلومة بسرعة.
لكن لازم برضه نتعلم نتأكد من أى معلومة قبل ما نصدقها ونساعد فى نشرها وتهويلها، ونتعلم نهدى بعض بدل ما ننشر القلق فى نفوس بعض ومفيش تأكيدات من صحة اللى بيتنشر.
فى النهاية، كلنا بنتمنى الكابوس ده يخلص خالص، وكل واحد ربنا يعوضه فى خسارته ويرجع لحياته الطبيعية، وننسى القلق ده ونطّمن على ولادنا، وكلنا بندعى نصحى فى يوم منلاقيش أى أخبار عن فيروسات جديدة أو أى أخبار تشاؤمية تانى.