في عيد جلوسه.. عضو اللجنة الباباوية للتاريخ: البابا عاشق للوطن
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد جلوس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التاسع إذ تم تجليسه بيد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية والقائم مقام آنذاك في 18 نوفمبر عام 2012.
كشف ماجد كامل الباحث في التراث القبطي وعضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" عن العطاء الوطني الإنساني لقداسة البابا تواضروس الثاني قائلًا: “ورث قداسة البابا تواضروس الثاني العشق الشديد لمصر وللوطن مثل كل البطاركة السابقين علي الكرسي المرقسي من مارمرقس الرسول حتى قداسة البابا شنودة الثالث والحقيقة أن هذا العشق للوطن يكاد يكون موقفًا عقائديًا ثابتًا عبر العصور من خلال طقوس كنيستها وتاريخ آبائها”.
وأضاف: “إن قداسته قد تولى المسؤولية في سنة صعبة مليئة بالأحداث الطائفية المؤسفة واستمرت بعض هذه الأحداث خلال السنوات التي تلتها نذكر منها حرق الكنائس في 14 أغسطس 2013 وحادثة الخصوص 6 أبريل 2013 -الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية في اليوم التالي مباشرة – الاعتداء على كنيسة الوراق في 20 أكتوبر 2013 – شهداء ليبيا في 15 فبراير 2015 - شهداء الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016 – شهداء كنيسة مارجرجس طنطا في 9 أبريل 2017؛ وفي نفس اليوم الكنيسة المرقسية بالإسكندرية – شهداء القلمون في 26 مايو 2017 إلى أن قداسته تمكن من استيعاب كل هذه الأحداث المؤسفة بالمحبة والصدر الرحب”.
وتابع: وعند أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية في 8 يونيو 2014؛ حضر قداسة البابا الحفل؛ وأرسل برقية تهنئة قال فيها "يسرني بالأصل عن نفسي وباسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية أن أهنئكم على ثقة الشعب المصري بكم في انتخابكم رئيسًا؛ والذي جاء تعبيرًا عن إرادة شعبية خالصة والكنيسة الوطنية تشد علي أيديكم؛ وتصلي إليك هللًا أن يمدكم بالعون".
وأكمل: "وفي 1 يونيو 2015 ترأس قداسة البابا تواضروس احتفالية دخول السيد المسيح إلي أرض مصر بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة؛ ولقد ألقى فيها قداسته كلمة تحدث فيها عن التاريخ وجذوره الحية؛ وعن الوطن الغالي مصر، وجاء الحدث التاريخي الضخم الذي عاشته مصر بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة؛ يوم 11 يونيو 2015؛ ولقد شارك في الاحتفال بالحدث بوفد كنسي يضم 15 شخصًا من الآباء الأساقفة وعشرة من الآباء الكهنة؛ و10 من أراخنة الشعب؛ بزيارة مشروع قناة السويس الجديدة؛ وعبر قداسته عن سعادته بالمشروع فقال: "إن هذا المشروع فخر لكل المصريين الأجيال القادمة؛ ويصل إلى حد الإعجاز".
وأردف: “وقد قام قداسته بالتبرع بمبلغ مليون جنيه للمساهمة في مشروع قناة السويس الجديدة ولرغبة قداسته الشديدة في الحوار والتقارب الإسلامي – المسيحي؛ عبر قداسته عن تقديره الشديد لدور الأزهر الشريف في دعم قيم المحبة والحوار والتسامح؛ وعند أول لقاء لقداسته مع شيخ الأزهر قال له: "نحن سعداء لهذه الروح الوطنية؛ ونشيد بمؤسسة الأزهر التي تحمل الفكر المعتدل الوسطي علي أرض مصر".
كما شارك قداسته في المؤتمر العام الـ23 للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية المنعقد بوزارة الأوقاف بعنوان "خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية".
واستطرد: "كما شارك قداسته في المؤتمر الذي نظمه الأزهر بعنوان "مواجهة الارهاب والتطرف" ألقى فيه قداسته كلمة عن "الكنيسة المصرية والمواطنة، وفي 4 ديسمبر 2014 استقبل قداسته في المقر البابوي السيد فيصل بن معمر؛ رئيس مركز حوار والثقافات بالنمسا والأديان واستمرت لقاءات وحوارات المحبة مع الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية في 3 فبراير 2015.
وفي 6 مارس 2015ا ؛ استقبل قداسته في المقر البابوي سماحة الشيخ "علي الهاشمي" المستشار القضائي والديني لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق له.
وواصل: "ولقد أبتهجت الكنيسة القبطية؛ وأبتهجت مصر كلها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قداس عيد الميلاد المجيد عام 2015؛ ويومها أثني قداسة البابا علي الرئيس السيسي وحياه قائلًا: "هذه هي المرة الأولى في تاريخ مصر الحديث والمعاصر التي يشارك فيها المسؤول الأول في مصر لتهنئة المصريين الأقباط في ليلة عيدهم، ورغم أن التهنئة استغرقت وقتًا قصيرًا بحسب الزمن؛ إلا أنها بحسب التاريخ تمتد أثرها في العالم كله واستمر هذا التقليد خالل السنوات التالية حتى عام 2020.
وأوضح أنه في جميع المناسبات الوطنية المختلفة كنا نشاهد مشاركات قداسته؛ حيث شارك قداسته في الاستفتاء على الدستور في 14 يناير 2014، احتفالات عيد تحرير سيناء كما شارك في المؤتمر الدولي الثاني لتاريخ مصر في العصر الحديث؛ والذي عقد في كلية الآداب جامعة عين شمس خلال الفترة من 5 -7 مايو بكلمة مسجلة عن أهمية العصر القبطي؛ واهتمام الأقباط بالتدوين لتاريخي.
وكان من ضمن ما قاله قداسته في هذه الكلمة "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛كنيسة وطنية حتى النخاع؛وتاريخها المجيد علي مدار عشرين قرنًا من الزمان يشهد بذلك؛ وهي ليس لها دور سياسي؛ فهي مؤسسة روحية تهتم بخالص الإنسان؛ ثم مؤسسة اجتماعية تعمل تحت مظلة المواطنة".
وأشار إلى أنه قام قداسته بتوقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية ووزارة الموارد المائية والري بهدف حماية نهر النيل من التعديات والتلوث وترشيد استهلاك المياه، وفي 5 أغسطس 2016 أطلقت الكنيسة القبطية مبادرة بعنوان "مبادرة عظيمة يا بلدي " لتشجيع المصريين في الخارج على زيارة مصر للتعرف على معالمها التاريخية والأثرية.
وفي خلال نفس العام أيضًا 2016 أعلن قداسته عن تبرع الكنيسة بقطعة أرض في الكيلو 4 بمدخل مدينة مطروح إنشاء مستشفى لخدمة أهل المحافظة يحمل اسم "مستشفى المحبة الوطنية" ومساهمة قدرها مليون جنيه مصري وعندما قامت المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية األرثوذكسية بروسيا بإهدائه جائزة مالية؛ تبرع بقيمتها لصالح المسجد والكنيسة التي تم افتتاحها في بالعاصمة الإدارية الجديدة عام 2017
ومن خلال حوار البابا تواضروس مع الأقباط المقيمين في فرنسا؛ ذكر لهم أن الكنيسة القبطية مؤسسة وطنية لا تعمل بالسياسة ولقد تربينا على هذا؛ لكن في نفس الوقت نحن مواطنون مصريون ديانتي المسيحية القبطية لكني مواطن مصري وأساهم في هذا الوطن ومشغول بمشاكله والمسيح عندما قال لنا "أنتم نور العالم وأنتم ملح الأرض؛ الملح لا يظهر إلا عندما يعمل في وسط الناس وسط الطعام.