اليوم.. الكنيسة تحيي تذكار رحيل البابا إسحق البطريرك 41
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس 18 نوفمبر، باحياء ذكرى رحيل الأب العظيم القديس الأنبا إسحق بابا الإسكندرية الحادي والأربعون.
وبحسب الكتاب "السنكسار" الكنسي، ولد هذا الأب في البرلس من أبوين غنيين خائفين الله، رزقا به بعد زمان طويل من زواجهما، ولما قدماه إلى المعمودية رأى الأسقف الذي تولى عماده صليبًا من نور على رأسه، فوضع يد الصبي علي رأسه وتنبأ عليه قائلًا: أن سيؤتمن على كنيسة الله، ثم قال لأبويه: “اعتنينا به فإنه إناء مختار لله”.
ولما كبر قليلًا علماه الكتابة والآداب المسيحية والعلوم الكنسية، وكان يكثر من قراءة أخبار القديسين فتشبعت نفسه بسيرتهم الطاهرة ، ومالت إلى الرهبنة ، فترك أبويه وقصد برية القديس مكاريوس.
وترهب عند الأنبا زكريا الإيغومانس، وكان ملاك الله قد سبق فاعلم الأب الشيخ بقدومه، فقبله فرحًا، وفي أحد الأيام رآه أحد الشيوخ القديسين في الكنيسة فتنبأ عليه قائلًا "سيؤتمن هذا على كنيسة المسيح"، وحدث إن طلب الأب البطريرك في ذلك الوقت راهبًا ليكون كاتبًا له وكاتمًا لسره، فأثنى الحاضرون على هذا الأب الفاضل إسحق، فدعاه وأعطاه كتابا يكتبه، فأفسده عمدًا حتى يخلي الأب سبيله ، لأنه كان زاهدًا مجد الناس، فلما علم الأب بقصده قال له "حسنا كتبت فلا تبرح هذا المكان".
ولما تيقن إن الأب البطريرك لن يخلي سبيله، استخدم ما له من العلم والكتابة وظهرت فضائله، ففرح به البطريرك جدًا، ولكن لشغفه بالوحدة، عاد بعد حين إلى البرية، ولما دنت وفاة البابا يوحنا، طلب من الله أن يعرفه بمن يجلس بعده علي كرسي الكرازة، فقيل له في الرؤيا إن تلميذك إسحق هو الذي يجلس بعدك، فأوصى الشعب أنه بإعلان إلهي وبأمر الرب سيجلس إسحق علي الكرسي بعده، فلما تبوأ هذا الأب الكرسي المرقسي استضاءت الكنيسة وأخذ في تجديد كنائس كثيرة، منها كنيسة القديس مرقس الإنجيلي وقلاية البطريركية، وقد قاسى شدائد كثيرة، وأقام علي الكرسي ثلاث سنوات ونصف، حتى رحل عن العالم بسلام.