«حنفي ونصر أبوزيد وإدريس».. اعترافات الكبار عن فتاوى تكفيرهم
بمقال نشرته جريدة «روز اليوسف» في مايو 1995، لفت الدكتور نصر حامد أبوزيد أن فتوى تكفيره كانت بمحض آراء بشرية وليست دينا، ولا سند لها سوى آراء كاتبها «لقد تم تجريم الفكر بفكر آخر».
وفي مجلة «المصور» 1996، علّقت الدكتورة ابتهال يونس زوجة "أبوزيد" لاعتبارها "مرتدة" بتعبير خصوم زوجها، وقالت: "لم أكن أعرف أنني رقيت، أنا أيضا إلى درجة مرتدة، وإذا سرنا على هذا المنوال، فسنجد كل من صافح نصر أو حياه بنفسه مرتدا هو الآخر، وربما وصل الأمر إلى أن يصبح كل من اسمه نصر مرتدا أيضا، وهكذا سنجد غالبية الشعب المصري نفسها على قائمة على المرتدين".
وروت "يونس" واقعة حصلت في ألمانيا في عام 1996، ففي إحدى المؤتمرات هاجمت إحدى السيدات الإسلام ولم يتحرك أحد من "الإسلاميين" بالرد عليها، قالت "الوحيد الذي تصدى لها ودافع عن الإسلام كان نصر أبوزيد نفسه، ولما سُئل الإسلاميون لماذا لم يقف أحد منهم للرد عليها، كانت الإجابة: أصلها بتقول كلام فارغ، لا يستحق الرد، صارت مهاجمة الإسلام في نظرهم كلام فارغ".
كان القضاء قد حكم بتفريق نصر أبوزيد عن زوجته ابتهال يونس بعد تكفيره، بناء على دعوى حسبة اعتبرته مرتدا، وكُفّر بتقرير من الدكتور عبد الصبور شاهين الذي أنكر في ما بعد أنه قام بتكفيره.
واستند "شاهين" في اتهامه لـ "أبوزيد" بالردة بناء على تقرير أشار فيه إلى معاداة الثاني لنصوص القرآن والسنة ورفضهما، بجانب هجومه على الصحابة، وإنكار المصدر الإلهي للقرآن الكريم، وروايته "آيات شيطانية".
"أكان لا بد يا لي لي أن تضيئي النور؟" تكفير يوسف إدريس
عام 2001 كُفر الأديب يوسف إدريس بعد نشر قصة "أكان لابد يا لي لي أن تضيئي النور"، ودافع الناقد رجاء النقاش في مقال بجريدة "الأهرام" 2001، عن "إدريس" موجها قائلًا: "أقول للذين أعلنوا تكفير يوسف إدريس، راجعوا أنفسكم فأنتم مخطئون وغير منصفين".
ولفت "النقاش" إلى أن من يتهمون يوسف إدريس بالكفر ويلقون على عقيدته بالشكوك والاتهامات، غير منصفين، ورؤيتهم لأدبه هي رؤية خارجية ينقصها العقل والتذوق لأدبه، وأسلوبه وصوره وقدرته على إيجاد لحظات مدهشة.
وعندما شرع المخرج السينمائي مروان حامد في إخراج فيلم قصير عن القصة اتهم بأنها قصة ضد الدين، وهو ما حفز "النقاش" للكتابة والدفاع عن "إدريس"، بجانب لجوء جريدة "العربي" لنشر القصة مرة أخرى تحت عنوان "نتحدى صيحات التكفير وننشر رائعة يوسف إدريس".
كتاب "العقيدة والثورة"..تكفير حسن حنفي
في ندوة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، دعا الدكتور عبد المعطي بيومي عميد الكلية الدكتور حسن حنفي للمشاركة في ندوة عن الشيخ محمود شلتوت وأعماله بجانب عدد من المفكرين والمشايخ وأعضاء جبهة علماء الأزهر، وبعد الندوة فوجئ الجميع برسالة للجبهة نُشرت في صحيفة "آفاق عربية" تحرض الناس ضد "حنفي" بعد أن أطلقت حملتها بعنوان "المشروع التكفيري لحسن حنفي".
الدكتور عبد المعطي بيومي حكى الواقعة لجريدة "العربي" 1997، وقال، أنه دعا "حنفي" للمشاركة في الندوة وتحدث ببراعة حول "شلتوت" وفكره، ولم يكن هناك محل اعتراض من أحد على الإطلاق، في الوقت الذي لم يحضر فيه أحد من جبهة العلماء ولم يحضر المعترض الوحيد على حضور الدكتور حسن حنفي "وكنت أتمنى أن يحضر أحدهم الندوة وناقش حنفي في كتبه وفكره".
وقال "بيومي" أنه دعا علماء الجبهة لتقييم كتب وفكر الدكتور حسن حنفي وإجراء ندوة يتم تسجيلها ونشرها، لكن لم يظهر أحد منهم.
واعتبر أمين عام جبهة علماء الأزهر في حديثه لـ "العربي"، أن حسن حنفي مسيئا للذات العليا، قال "عبر عنها بألفاظ لا يقبلها أي دين أو صاحب أي خلق، كما رد في كتابه العقيدة والثورة، فإذا كانت جامعة القاهرة قد ابتلت به فجامعة الأزهر تتنزه عن أنها تدعوه أو يحاضر الأساتذة والطلاب، ورغم ذلك لم نكفره".