لمرضى السكر.. «روشتة النجاة» للوقاية من كورونا
مع الدخول في ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا تجدد التحذير من جديد بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية التي من شأنها أن تساعد في عبور هذه الموجة دون إصابات هائلة، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة الذي يمثل الفيروس خطر مضاعف عليهم.
ففي دراسة أجريت حديثا ونشرت في مجلة Diabetes & Metabolic Syndrome، وجدت أن مرضى داء السكري والذين أصيبوا بفيروس كورونا، عانوا من التعب أكثر من الأشخاص غير المصابين بداء السكري وأصيبوا بفيروس كورونا ولم تظهر عليهم أي أعراض جانبية أخرى غير المتعارف عليها عند الإصابة بالفيروس، وكشفت النتائج أن مرض السكري يؤدي إلى وجود أعراض طويلة المدى ويؤدي إلى زيادة معدلات الاعتلال والوفاة.
في البداية قال الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ أمراض المناعة، إن المصابين بالسكري من أكثر المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، وبالتحديد المرضى الذين يواجهون أزمة السكري الخارج عن السيطرة بالعلاج والنظام الغذائي، مؤكدًا أهمية المتابعة الدائمة لمريض السكري مع الطبيب المختص، وعمل تحليل للسكر التراكمي كل ثلاثة أشهر.
وأضاف أن يجب الاهتمام بالطعام الخالي من السكر والابتعاد عن الدقيق الأبيض وتناول الفاكهة ولكن بمعايير محددة، لأن هناك بعض الفواكه التي يجب الابتعاد عنها كـ(التين والمانجو والبلح)، ولكن في حال الرغبة في تناولها يكون في صورة وجبة كاملة، والفراولة من الفاكهة المهمة لمريض السكري ولكن ألا يزيد عن 6 حبات فقط ولابد وأن تكون عبارة عن نشويات معقدة في صورة بسيطة وكمية قليلة، بجانب الخضراوات، وقطعة من البروتين الذي يفضل إذا كان لحوم ألا تكون مقلية، كما أن الأسماك ممتازة لمريض السكري ويفضل تناولها مرتين أو ثلاثة في الأسبوع".
وأكد أهمية ممارسة الرياضة حتى ولو كانت في المنزل، بجانب التعرض لأشعة الشمس أطول فترة ممكنة حيث يحتاج الجسم لفيتامين د الذي يساهم في تقوية المناعة ويساعد على التمثيل الغذائي في الجسم.
وذكر أبو عامر أن مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض انتشارًا في مصر حيث يعاني منه حوالي 8.9 مليون مواطن بما يمثل 15.2 بالمئة من إجمالي عدد البالغين، كما تشغل مصر المرتبة التاسعة عالميا من حيث معدلات انتشار المرض ومريض السكري يجب عليه اتباع النظام الغذائي يعتمد بشكل أساسي على الخضروات والفاكهة والبروتينات، مع الابتعاد عن السكريات والنشويات التي تقوم بعمل أزمة في مستوى السكر الموجود في الجسم، وبالتالي تحدث له مضاعفات كبيرة".
وأوضح أبو عامر، في تصريح لـ"الدستور" أنه يجب على مريض السكر الالتزام بارتداء الكمامات لأنها شيء أساسي للوقاية من الاصابة بفيروس كورونا، مع غسل اليدين بالماء والصابون وتطهيرها الدائم بالكحول، والاهتمام بممارسة المشي بشكل يومي لأهمية تحريك مفاصل الجسم وعدم الجلوس لفترة طويلة، إلى جانب تناول مكملات غذائية التي تقوي المناعة خصوصًا التي تحتوي على الزنك و فيتامين سي و فيتامين بي ١٢ مع ضبط الجرعات المناسبة لكل حالة عن طريق الطبيب المتخصص.
وختم أن كل هذه الإجراءات يجب أن تكون بجانب التطعيم بلقاح فيروس كورونا المستجد طالما لا توجد أي موانع يراها الطبيب المختص، بجانب المتابعة الدائمة والمستمرة للحفاظ على نسبة السكر في الدم وجعله تحت السيطرة، ناصحًا دائما بضرورة خفض الوزن في حال كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من المعدل الطبيعي.
التطعيم بلقاح كورونا أمر أساسي
واتفق معه الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة، قائلًا إن التطعيم بلقاح فيروس كورونا أمر أساسي في الوقت الحالي للوقاية من الفيروس وفي حالة الإصابة التخفيف من حدة الأعراض المصاحبة للإصابة والتي يمكن أن ترتفع مع مرضى أمراض السكر، مع ضرورة تجنب الاجتماعات خاصة أننا في ذروة الموجة الرابعة في الوقت الحالي.
وأوضح عز العرب، في تصريح لـ"الدستور"، أن يجب العمل على تقوية جهاز المناعة من خلال التغذية الجيدة وخاصة الأغذية ذات مضادات الأكسدة والفاكهة والعصائر الطازجة، مضيفًا أنه يجب النوم بشكل هاديء ليلًا لتقوية جهاز المناعة.
وشدد على أهمية عدم أخذ أي ادوية من شأنها أن تضعف جهاز المناعة مثل المسكنات والمضادات الحيوية بشكل مفرط دون الرجوع للطبيب، مع مراعاة أخذ أدوية السكر بشكل منتظم وضرورة عمل تحليل سكر تراكمي كل 3 أشهر وضبط معدلات السكر والمتابعة بشكل هام، لأن اختلال مستوى السكر يؤدي إلى حدوث إضطرابات.
اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام
وأكد الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة، أن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية الإصابة بالسكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره، وتساعد في مقاومة الأعراض التي تصاحب المرضى بفيروس كورونا وما بعد الاصابة.
وأوضح المُر، في تصريح لـ"الدستور"، أنه يمكن علاج السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف له وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات، خاصة أنه يمكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب.