تقرير نمساوي: الإخوان أقاموا شبكات سرية في كل دول أوروبا
أصدر مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا تقرير حديث كشف فيه المزيد عن هيكل جماعة الإخوان المسلمين في عموم أوروبا محذرًا من اختراق الجماعة العديد من المجتمعات الأوروبية وفقا لما نقله موقع عين أوروبية على التطرف في نسخته الانجليزية.
ووفقًا لتقرير مركز توثيق الاسلام السياسي فان جماعة الإخوان هي المهد الأساسي لجماعات الإسلام السياسي.
هيكل الإخوان في أوروبا
وفقًا للتقرير فإن جماعة الإخوان هي أقدم جماعة إسلامية، أسسها في مصر حسن البنا عام 1928.
ونوه التقرير إلى أنه يختلف طريقة عمل جماعة الإخوان في الدول العربية عن الدول الأوروبية حيث تعتمد في اختراقها للمجتمعات العربية على السياسية والتربية والتعليم بينما تعمل على اختراق المجتمعات الأوروبية على التغلغل في العمل الخيري والجمعيات الخيرية.
وتأسست الجماعة في أوروبا في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، على يد مجموعة صغيرة من كبار قادة الجماعة الذين تم طردهم من مجتمعاتهم العربية بسبب أعمالهم وأنشطتهم الإرهابية، مثل سعيد رمضان ويوسف ندا وغالب همت وراشد الغنوشي ونوح القدو وأحمد جاب الله وهم لا يزالون على قيد الحياة، ولا يزالون في مناصب قيادية.
تسلل الإخوان للقارة الأوروبية
وفقًا للتقرير فإن الإخوان قرروا الاستقرار في القارة الأوروبية مع نبذ المجتمعات الأوروبية لهم، حيث بدأوا في ترسيخ أنفسهم في الدول الأوروبية، وإنشاء المساجد والشركات والجمعيات الخيرية ومنظمات الضغط ويؤكد التقرير النمساوي: "اليوم نجحت جماعة الإخوان في اختراق كل دولة أوروبية رئيسية وأسست فيها شبكة صغيرة من الأفراد والمنظمات تنتمي لجماعة الإخوان".
الجيل الأول من الجماعة
وفقًا للتقرير فإن الرعيل أو الجيل الأول من الجماعة أنشأ هياكل تحاكي هياكل جماعة الإخوان في الدول العربية وفي مصر حيث قام الجيل الأول بتجنيد أعضاء جدد للجماعة في أوروبا وأدوا اليمين وباتوا أعضاء في جماعة الإخوان السرية في أوروبا.
انتشار الإخوان
أنشأ الاخوان شبكات منتظمة لم تعلن أيًا منها صلتها المباشرة بجماعة الإخوان ولكنها تنتمي للإخوان ولكنهم يرفضون أي اتهام بالصلة مع الجماعة مستخدمين في كثير من الأحيان الحجة القائلة بأنهم كيانات مستقلة - وهو أمر صحيح على مستوى شكلي فقط وأشار التقرير إلى أن منظمات جماعة الاخوان في أوروبا تطلق على نفسها أسماء تشير لاعتدالها وبعدها عن التطرف.
وحول المنظمات المتأثرة بالإخوان، قال التقرير: انها منظمات وكيانات لها بعض الروابط التاريخية والتنظيمية والمالية، والأهم من ذلك، الروابط الأيديولوجية بجماعة الإخوان الأساسية.
ووفقًا للتقرير فإن عدد الإخوان الذين يقرون بانتمائهم للجماعة في أوروبا عددهم قليل للغاية في مقابل عدد كبير من أعضاء الجماعة ينكرون انتمائهم للجماعة.
ويؤكد التقرير أن جماعة الاخوان أنشأت شبكات لها في كل دولة أوروبية ولكن التواجد الإخواني في بريطانيا أمر مختلف تمامًا.
التواجد الاخواني في بريطانيا
بدءًا من الستينيات، أنشأت جماعة الإخوان فروعًا متعددة لها في المملكة المتحدة، لاسيما مع استقرار كبار قادة الإخوان من مضر ومن تونس وليبيا والعراق والعديد من البلدان الأخرى حول العالم، في المدن البريطانية، بل انه بعد سقوط الإخوان في مصر، كانت لندن مقر المرشد الأعلى بالوكالة.
وتُعد الرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB) والمجلس الإسلامي البريطاني (MCB) من أبرز الجماعات الموالية للإخوان في بريطانيا كما حذر التقرير من محاولات الإخوان اختراق الحكومة البريطانية واختراق دوائر صنع القرار السياسي البريطاني.
التمويل المالي
وفقًا للتقرير فقد أنشأت الجماعة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) في عام 1989، والذي غير اسمه إلى مجلس مسلمي أوروبا (CEM)، وبعد ذلك أنشأ CEM سلسلة من المنظمات المتخصصة لأجزاء محددة من المهمة الشاملة لنشر نفوذ الإخوان وأيديولوجيتهم.
وتشمل هذه المجموعات اتحاد الشباب المسلم الأوروبي والمنظمات الطلابية (FEMYSO)؛ المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) للإشراف على شبكة من المدارس؛ المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (ECFR) في دبلن، بقيادة يوسف القرضاوي لتقديم التوجيه الديني؛ و Europe Trust ، ومقرها بريطانيا، "يسيطر عليها بعض كبار قادة شبكة الإخوان الأوروبية"، لإدارة الشؤون المالية للإخوان في أوروبا، كل هؤلاء يخضعون لسيطرة أعضاء كبار في الإخوان .
فضلًا عن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية (IRW) هي منظمة أخرى تعد جزءًا مهمًا من هذا المشروع، على الرغم من أنها بعيدة عن جهاز FIO / CEM و"تنفي بشدة أي صلة بجماعة الإخوان".
تأثير الإخوان في أوروبا
تمنح "الشبكة الهائلة من المساجد والجمعيات الخيرية والمدارس ومنظمات الضغط والحقوق المدنية والعديد من أنواع الكيانات الأخرى التي تقع تحت سيطرة جماعة الإخوان تأثيرًا عميقًا على المجتمعات الإسلامية من جهة والمؤسسات الأوروبية من جهة أخرى.
غالبًا ما يتعامل السياسيون الأوروبيون والإدارات الحكومية ووسائل الإعلام مع هذا "الوجود المرئي والصوتي" كما لو كان يمثل المجتمعات الإسلامية لأن جماعة الإخوان، بطبيعتها كحركة جيدة التنظيم وحازمة، تميل إلى "التفوق على التيارات الإسلامية المتنافسة وعندما تبحث النخب الأوروبية حولها بحثًا عن محاورين مسلمين للمشاركة، غالبًا ما يبدو أن هؤلاء من بيئة الإخوان هم الخيار الوحيد.
وأحد أسباب تمكن الإخوان المسلمين من الانتصار هو وصولهم إلى المال، وتنقسم مصادر التمويل في الجماعة إلى أربعة: التبرعات من المجتمع الإسلامي، وأنشطته المالية الخاصة (مؤسسات تجارية مثل اللحوم الحلال، والعقارات، وما إلى ذلك)، والتبرعات الأجنبية والمنح من الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية.
أهداف الإخوان
في حين أن بعض قادة جماعة الإخوان في أوروبا لديهم رغبة في أسلمة القارة في نهاية المطاف، فإن الجدول الزمني لهذا المشروع ضبابي نوعًا ما، وفي عملهم اليومي، فإن الإخوان لديهم “أهداف أكثر واقعية بشكل ملحوظ”منها نشر رؤيتها الدينية المتطرفة وأن تصبح الممثل الرسمي الفعلي للمسلمين في التعامل مع الحكومات الأوروبية والتأثير على أي وجميع السياسات المتعلقة بالإسلام من قبل الدول الأوروبية.
ووفقًا للتقرير فإن جماعة الإخوان تنظيمتها السرية تتجنب الظهور في مظهرها الحقيقي الداعي للتطرف والعنف.
وناشد التقرير بضرورة ووقف التمويل الرسمي للجماعة وأنه يجب على الحكومات الأوروبية تعديل المعايير التي تستخدمها في تقديم المنح والأموال الأخرى.