الشاعرة وفاء بغدادى: ديواني الأول زى الحقيقة بوحى وإلهام أمي
عن كتابها الأول، قالت الشاعرة وفاء بغدادي: لا أعلم لماذا الآن وأنا أعد تلك الكلمات عن الكتاب الأول إنتابنى الحزن ربما لأننى تذكرت أمى وأنا أقرأ لها كلماتى بكت ثم قالتلي: "عارفة يا فوءة كلامك زى الحقيقة إنت ( حقيقة ) يا وفاء"، ربما كانت الحقيقة مؤلمة بعض الشئ لكنها الباقية.
تابعت "بغدادي" في تصريحات خاصة لــ"الدستور": أخذت من كلمات أمى اسم الديوان الأول "زى الحقيقة"، وكانت القصيدة الرئيسية فى الديوان: زى الحقيقة أنا.. دايما مبعجبشِ.. مرة بطعم الضنا.. سودا سواد رمشى.. ليها رجول إنما عاجزة ومابتمشى.
وكان إهداء ديوانى الأول إلى أمى رحمها الله: أمنتك أمانة إدعيها ف حياتك.. يجعل مماتى يسبق مماتك..
واوعك تقولى عاشت وحيدة وماتت وحيدة.. قولى يا أمى آخر قصيدة.. حبت قلمها.. وعاشت آلامها وماتت سعيدة.
وبعد أن أعددت كلمات ديوانى على أمل أن أذهب به إلى إحدى المؤسسات الثقافية خاننى الجهاز التعويضى الذى أرتديه وسقطت بكسر مضاعف لكن أبى رحمه الله جعل من منزلنا ملتقى أدبى وكان الأصدقاء والصديقات يأتون يقولون الشعر ويذهبون بى المستشفى أيضا فى محاولات أن يلتئم هذا الكسر اللعين. أتذكر فى مرة من المرات التى ذهبت إلى المستشفى تضرر الدكتور من عدد الأشخاص المصاحب لى فقال له زميل لى طبيب أيضا دى شاعرة حلوة قوى بعدها سمع الطبيب شعرى فما كان منه إلا إنه قال ( إنت فعلا زى الحقيقة).
وأضافت: عدت من المستشفى بخيبة أمل أمتد الجبس ثلاثة أشهر أخرى لكن أبى وأمى أرادا لى الفرح وذهبا إلى دار نشر بالإسكندررية وتم نشر ديوانى "زى الحقيقة"، أحببته حقا، أحببته كثيرا ليس لأنه حمل مشاعري وروحي الحقيقية بل لأنه حمل البهجة لأبي وأمىي رحمهما الله بقدر كل جميل زرعاه داخلى وكانت سعادتي لا توصف برأى أساتذتي وزملائي بهذا الديوان وتمت مناقشته فى أماكن عديدة وحصلت بقصيدة "زى الحقيقة" على المركز الأول من وزارة الشباب والرياضة وأرسل إلي وقتها وكيل وزارة الشباب والرياضة، موظفة إلى منزلى وتم التعاقد على طبعة جديدة للشباب والرياضة وهذا الديوان كان سببا حقيقيا لسعادتى رغم حزن الحروف بداخله وعرفتنى وزارة الثقافة بعدها وتوالت دواوينى: الحتة اللى بتحلم فيا ــ بير مسعود ــ مش ملك حد ــ شرايح من روح بنت ــ البنت اللى بتشوف الملايكة ــ مثلث مفهوش ــ أضلاع ــ البحر مش عارف ينام. ورواية بعنوان "الموتى لا يرتدون الأحذية"، ورواية "الأمواج تعيش أكثر"، لكن ظل ديوان ( زى الحقيقة ) بدايتى الجميلة وعندما ماتت أمى كان فى شنطة يدها وأيضا عندما مات أبى وجدته كتب فوقه ( إبنتى كونى حقيقية دائما )، ومنذ اللحظة أحاول وليتنى أستطيع.