«الأهرام» تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة
أكدت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها الصادرة، صباح اليوم الخميس، عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وتحت عنوان "واشنطن والقاهرة.. شراكة استراتيجية"، ذكرت "الأهرام" أنه بحلول العام المقبل 2022 سيكون قد مضت مائة سنة كاملة على بدء العلاقات الرسمية المصرية ـ الأمريكية، حيث ترجع إقامة أول تمثيل دبلوماسي لمصر في الولايات المتحدة إلى مارس 1922 بعد أن أصبح لمصر الحق في إنشاء تمثيل دبلوماسي وقنصلي في الخارج مستقل عن بريطانيا العظمى.
وأضافت الصحيفة أنه خلال تلك السنوات المائة، تراوحت العلاقات بين البلدين بين أخذ ورد، وشد وجذب، وارتفاع وهبوط، حسب تطور الأوضاع الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وحسب تطورات الصراعات الدولية المختلفة.
وأشارت إلى ما تضمنه البيان المشترك الصادر عن الحوار الإستراتيجي بين الدولتين خلال يومي 8 و9 نوفمبر الحالي بالعاصمة واشنطن، والذي ترأسه عن الجانب المصري الوزير سامح شكري، وعن الجانب الأمريكي الوزير أنتوني بلينكن، والذي أكد أن الدولتين يجمعهما الآن "شراكة إستراتيجية"، وبطبيعة الحال، فإن إطلاق هذا الوصف للعلاقات في ثنايا بيان رسمي ليس مجرد مجاملات، ولا هو من مقتضيات المراسيم الدبلوماسية، وإنما هو تأكيد على حقيقة الأشياء وطبائع الأمور.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الشراكة تنبع من كون مصر قوة رائدة في إقليمها والولايات المتحدة هي القوة الأعظم حاليا في العالم، ولها مصالح في أقطاب الأرض كلها، وبالتالي لا يمكنها التغافل عن دولة قوية ومهمة مثل مصر.
وأكدت أن البيان المشترك الصادر عن محادثات (شكرى/بلينكن) أوضح أن أمن مصر المائي لا يمكن التغافل عنه، ومن ثم فإن واشنطن والرئيس جو بايدن والإدارة الأمريكية كلها تدعم هذا الأمن المائي المصري، وذلك في إشارة إلى قضية السد الإثيوبي.
وأضافت أنه من ثوابت هذه الشراكة أن مصلحة الدولتين، مصر والولايات المتحدة، تكمن في استقرار منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ومن ثم فإن تعاون القاهرة وواشنطن في تحقيق هذه الاستقرار هو ضرورة استراتيجية لكلا الطرفين.
وتابعت أن من عناصر هذه الشراكة الاستراتيجية، أيضًا مكافحة الإرهاب، وهي مطلب حيوي لتحقيق المصلحة الأمريكية والمصرية معا، حيث يشكل هذا الإرهاب خطرا جسيما على هذه المصالح، وبالتالي لابد من التعاون بينهما، كما أن هذه الشراكة تقتضي أن يكون هناك تطابق في النظرة إلى القضايا الإقليمية، مثل ليبيا وسوريا والسودان ولبنان واليمن، خاصة فيما يتعلق بضرورة التخلص من المرتزقة المنتشرين في هذه الدول، ويهددون أمن وسلامة شعوبها.
واختتمت الصحيفة أن قضية المناخ هي عنصر أساسي في علاقات الدولتين، وهكذا يمكن، وبارتياح شديد، فهم لماذا ترتقي العلاقات المصرية ـ الأمريكية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.