نسمة يوسف إدريس: تاريخ العثمانيين في سفك الدماء لم ينتهي
رحّبت الدكتورة نسمة يوسف إدريس بالكاتب الصحفي محسن عبد العزيز مؤلف كتاب «ليل الخلافة العثمانية الطويل»، والدكتور محمد عفيفى المؤرخ وأستاذ قسم التاريخ بآداب القاهرة.
وأكدت «إدريس» على هامش مناقشة الكتاب في مركز هيئة الكتاب بوسط البلد، أن الكتاب يُفجر مسألة الهوية التركية، وهو ما يتضح عبر عدم دخولهم الاتحاد الأوروبي، وتاريخهم في سفك الدماء التي لا تنتهي، لافتة إلى أن الكتاب كشف عن بيع أردوغان للبطيخ.
يذكر أن الكتاب يناقشه كلا من الدكتور عبد المنعم سعيد والدكتور محمد عفيفي، وتدير الجلسة الدكتورة نسمة يوسف إدريس.
ومن جانبه، قال «عبد العزيز» في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، «إن الباحث في شخصية التركي الرعوية لا يجد فرقا يذكر بين أتاتورك العلماني أو أردوغان الشعبوي، ولا بين محمد الفاتح أو سليم الغازي، فداخل كل تركي يوجد هذا الذئب الأغبر الذي يجوس البراري والقفار بحثا عن صيد أو سطو دون أي وازع من أخلاق أو ضمير، واللحظة التي طلع فيها الأتراك على مسرح الأحداث كانت بداية الانهيار لأمتنا».
وتابع: «أقام الأتراك دولتهم على أنقاض الحضارة العربية، سرقوا الخلافة، كما سرقوا الصناع والتجار، وحتى المشايخ وحملوها إلى اسطنبول، فلم يكن لدى تركيا أبدا ما تعطيه، وتاريخ تركيا الدموي كاشف على غياب الأخلاق والضمير في قمة السلطة والحكم أي الخليفة أو السلطان، والصدر الأعظم، وحتى المفتي، فالخليفة الذي شرع قانونا لقتل الأخوة من أجل الوصول إلى كرسي الحكم وأخذ فتوى دینية تجيز ذلك من المفتي، لا يمكن أن ننتظر منه أو من أركان دولته أي أخلاق أو ضمير».
و«ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية» ليس تاريخًا لدولة السفاحين العثمانيين، لكنه يصور لحظات ما قاموا به من تخريب وتدمير القدرات هذه الأمة، طال المسجد والمدرسة والمستشفى، والبشر والشجر والحجر، لحظات دالة وكاشفة على الشخصية التركية وبنية العقل التي تحكمها في غياب البعدين الحضاري والأخلاقي لهؤلاء الرعاة القساة الهدف منه، كشف الخديعة التي يرددها البعض جهلا وزورا بأن خلافة العثمانيين السفاحين حمت الإسلام، بينما الحقيقة أن العثمانيين هم تتار الأمة و برابرتها، بحسب ما قال جمال حمدان، دمروا الحضارة الإسلامية عندما أصبح لهم الغلبة في الماضي على عقل الأمة وفلسفتها».
إصدارات «عبدالعزيز»
يأتي الكتاب استكمالا لإصدارات عبد العزيز حيث صدر له من قبل ولد عفريت تٔؤرقه البلاد ضمن سلسلة إبداعات التابعة لهيئة قصور الثقافة عام 1999، وعن الهيئة العامة للكتاب سلسلة إشراقات مجموعة «مروة تقول إنها تحبني» عام 2004، كتاب «الاستبداد من الخلافة للرئاسة - أيام للحضارة وسنوات للسقوط»، والذي صدرت منه ثلاث طبعات وكانت الطبعة الأولى عام 2007، وكتاب عبد الناصر والسادات - عواصف الحرب والسلام 2015، عن دار نشر جزيرة الورد، ورواية شيطان صغير عابر عام 2016 عن دار المحروسة، وكتاب رجال حول الوطن 2019 ومجموعة «كأننى حي قصص قصيرة» عام 2020، عن سلسلة أصوات التابعة لهيئة قصور الثقافة.