علي جمعة يوضح تاريخ نشأة المدينة المنورة وعلاقة اليهود والخزرج
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية إنه اسم يثرب ورد في الكتابات عند مملكة (معين) وذكرت بين المدن التي سكنتها جاليات معينية، ومن المعروف أن المملكة المعينية قامت في جزء من اليمن في الفترة ما بين 1300 و 600 قبل الميلاد، وامتد نفوذها في فترة ازدهارها إلى الحجاز وفلسطين، وعندما ضعف سلطانها كونت مجموعة مستوطنات لحماية طريق التجارة إلى الشمال، وكان هذا الطريق يمر بيثرب، فتعد المدينة من أقدم المدن التي عرفت في منطقة شبه الجزيرة العربية.
أضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية: "سيطر الكلدانيون على المدينة منذ سنة 589 ق.م، حتى 539 ق.م وبعدها سقط ملك الكلدانيين على يد قورش الفارسي، وكان قد هاجر كثير من اليهود هروبًا من بختنصر البابلي الذي دمر أورشليم (القدس العربية) وظل بعض أشتات اليهود الهاربة تأتي إلى يثرب حتى حتى 70 ق.م بسبب اجتياح الإمبراطور الروماني تيتوس أورشليم وتدميرها مرة ثانية، وكانت آخر مشاهد هروبهم إلى يثرب عندما أرسل الإمبراطور الروماني هارديان جيشًا إلى فلسطين لإخراج اليهود منها ومنعهم من دخولها نهائيا، فتجمعت تلك الأشتات وعاشت جنبًا إلى جنب مع أهلها العرب الأصليين، والذين كانوا بقايا قبائل العماليق مع قبائل توافدت من شتى بقاع الجزيرة العربية.
وتابع جمعة أن اليهود سيطروا على يثرب فى فترة من الفترات حتى وصول قبيلتي الأوس والخزرج إلى يثرب، وبعد أن وصل القبيلتان في أول الأمر طلبوا من اليهود أن يسمحوا لهم بالبقاء في يثرب، فوافق اليهود لأنهم كانوا في حاجة إلى الأيدي العاملة، وتزايد أعداد الأوس والخزرج، وأقامت معهم اليهود العهود ثم نقضتها، وقد خشي اليهود من تزايد قوة الأوس والخزرج فسعت إلى إحداث الفتنة بينهم وإشعال المعارك فيما بينهما وبدأت بالفعل تلك المعركة بداية بحرب سمير ووصولاً إلى حرب بعاث قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات.
أوضح جمعة أن هذه لمحة تاريخية عن المدينة المنورة قبل مجيء المصطفى (ص) وهى لمحة مهمة، لنعلم ماذا أحدثت الهجرة النبوية في المدينة، وما ترتب على ذلك من آثار وأحكام شرعية.