بعد منع فيلم أنجلينا جولي.. المثلية الجنسية في مصر بين المرض والحرية
على خلفية منع فيلم النجمة العالمية أنجلينا جولي الجديد "Eternals من العرض في 3 دول عربية (الكويت والسعودية وقطر) بسبب المشاهد الحميمية الصريحة بين أبطال العمل "المثليين"، لما يعنيه ذلك من تعارض كامل مع المعايير الدينية والأخلاقية للدول العربية، فيجب الاعتراف بأن المثلية الجنسية قد نخرت بأشواكها داخل الدول العربية والإسلامية، فأصابت بعض أفراده بسبب التقليد الأعمى للغرب الذي يرى الشذوذ الجنسي حرية شخصية كأحد السموم التي يقصد بها هدم قيم وأخلاق العرب.
في هذه السطور التالية وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لمعرفة عدد الشواذ بمصر، نناقش التوصيف السليم"للمثلي الجنسي" نفسيًا وطبيًا وقانونيًا.
فرويز: نهاية مأساوية
وفسّر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، المثلية الجنسية لـ"الدستور" بأنها اضطراب جنسي وله علاج، مشيرًا إلى أنه قيل إن الأطباء الذين طلبوا رفع الشذوذ الجنسي من الأمراض النفسية هم أنفسهم مثليين.
وعن ادعاءات بعض المثليين بأن السبب وراء ممارستهم الشاذة أنها نتيجة وجود سبب عضوي خلقي ولدوا به، وهو وجود هرمون يدعى"كيو اكس"، يؤكد فرويز أن التحاليل والأدلة الطبية أثبتت أن كثيرًا من الشواذ لا يوجد لديهم هذا الهرمون، وكذلك الأمر فيمن ادعى أن ذلك نتيجة تغيرات تحدث في بعض الهرمونات فهذا أمر أيضًا عار تمامًا من الصحة.
وتابع فرويز أن أسباب المثلية أغلبها أسباب نفسية فهناك من يتعرض للاغتصاب في طفولته فتحدث لديه الرغبة في تعويض الأذى النفسي الذي أصابه بأن يصيب به غيره من نفس الجنس.
وأضاف استشاري علم النفس أنها كذلك قد تنتج عن الكبت الذي يتعرض له الشخص بسبب أسرته لتذمّتها، مع اضطرابات شخصيته الحدية، وكذلك قد تنتج نتيجة تقليد الشخص لبعض من يقوم بهذا السلوك الشاذ، بل وبسبب بعض المفاهيم الدينية الخاطئة كأن ممارسة الجنس رجلًا مع امرأة حرامًا بينما رجلًا مع رجل ليس بحرام، وكذلك الحال مع المرأة.
أضاف أن أغلب المثليين الجنسيين تكون نهايتهم مأساوية، وهي بالأغلب تكون إما بانتحارهم أو خنقهم على يد مشاركيهم نتيجة الشعور بالذنب.
واختتم فرويز حديثه بأنه في بداية السلوك الشاذ يكون العلاج سهلًا، ولكن مع استمرار الشخص في هذه الممارسة يصبح الأمر أكثر صعوبة وذلك لكون البروستاتا عند الشخص المريض قد اعتادت الاحتكاك من الخلف، لذا يصبح تلقائي بحث الشخص عن هذا الشئ، لكن أشار في الوقت نفسه أن كل ذلك يمكن العلاج منه في حال أراد المثلي نفسه.
عقوبة في الدنيا والآخرة
قولًا واحدًا من الناحية الدينية فتعتبر المثلية الجنسية من جرائم العرض الموجبة للحد الشرعي الخاصة بالعلاقات الجنسية المحرمة فهي جريمة فعل قوم لوط وذلك حسبما يقول الشيخ ربيع المهدي أمام من علماء الأزهر الشريف، موضحًا أنه اتفق الفقهاء على تجريم هذه الممارسات وأنها من الكبائر كما ذكرت الشريعة الإسلامية أن لهذا الفعل عقوبات دنيوية خلاف للعقوبة السماوية، فجمهور الفقهاء قالوا إيقاع عقوبة الإعدام مع الاختلاف فى صفة الإعدام، لكن منهم من يرجح استخدام أخف الوسائل لقول الرسول الله عليه وسلم "إذا قتلتم فأحسنوا القتلى".
ولفت ربيع كذلك إلى أنه ذهب أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس ومالك وإسحق بن راهويه والإمام أحمد والشافعى فى أحد قوليه إلى أن عقوبة اللواط أغلظ من عقوبة الزنا، وهي القتل في كل الأحوال محصنًا كان أو غير محصن، بينما ذهب الشافعى إلى أن عقوبته وعقوبة الزانى سواء، أما الإمام أبو حنيفة فذهب إلى أن عقوبته دون عقوبة الزّاني وهى التعزير.
القانون: لا يوجد نص يجرمه
على الرغم من تجريم الدين للمثلية الجنسية، فإنه إلى الآن لا يوجد قانون يجرم المثلية الجنسية بشكل صريح وذلك حسبما قال المحامي محمود حسن أستاذ القانون الجنائي، مفسرًا ذلك أن القوانين بالعالم اعتبرت هذا النوع حرية شخصية.
وأضاف أن قانون العقوبات وضع قواعد للأخلاق بعدم الترويج للإباحية أو غيرها من الفسق والفجور، وهذا ما جاء في المادة 296 من قانون العقوبات التي تشير إلى أنه يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات، كل من قاد أو حرض أو أغرى بأي وسيلة ذكراً لارتكاب فعل اللواط أو الفجور.
طبيًا: لا يقل أخطاره عن الإيدز
المثلية الجنسية لها من الأضرار الصحية الخطيرة، وذلك حسب ما أكده الدكتور أحمد عبد الرحمن، أستاذ المناعة، لـ"الدستور" أنه أثبتت الأبحاث وجود بكتيريا آكلة لحوم البشر وهى السلالة الجديدة من البكتيريا التي كان وجودها في الماضي مقتصراً على المستشفيات مازالت لتنتقل حاليًا لجماعات يمكن للمرض الانتشار فيها بالاتصال العرضي أيضا، وأن عدوى هذه البكتيريا تصيب غالبًا، الشواذ جنسياً في مواقع أجسادهم التي يحدث فيها تلامس الجلد بالجلد أثناء العلاقات الشاذة، مشيرًا إلى أن ما يخشاه الأطباء هي أن هذه الجرثومة إن انتشرت بنسبة كبيرة فيصبح من الصعب السيطرة عليها.
وتابع عبد الرحمن أنه وجد نسبة أعداد المتوفين بهذه البكتيريا بأميركا نسبة هي أكثر من نسبة الذين يموتون بسبب فيروس الإيدز، مشيرًا إلى أن بعض المواقع الأميركية الشهيرة نادت بضرورة عزل الشواذ جنسيًا، لخطورتهم على الأفراد الباقين، مشيرين في ذلك إلى أهمية الاتعاظ من مرض الإيدز.