نهاية شرق المتوسط.. أم نهاية جائحة كورونا
يبدو، والله أعلم، أن جائحة فيروس كورونا كوفيد-19 لا تزال بين خبايا حياتنا، وتغزو فضاء إقليمنا، وهي "أبعد ما تكون عن النهاية".
المنطقة التي نعيش، بدلالة الإقليم، "جغرافيا وأمميا، جيوسياسيا، كما قاريا"، "أبلغ: وهذا مصطلح تقني تعتمد منظمة الصحة العالمية" عن أكثر من [ 4ر16 مليون] حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19.
.. عادة، وعندما أكتب قصصي،" أبلغ"روحي، انني ذاهب نحو نهاية ما، واكتب، دفقة واحدة(...) بحيث تتكون نهايات العالم الإقليم الذي أضع قصتي عنه.
هنا..على خرائط البؤس إقليميا، وبحسب منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن، الشرق الأوسط البائس، برغم جمال طبيعة ومعالم حضارتها، إقليم؛ [شهد: مصطلح بصرى اجتماعي حضري] وفاة أكثر من [ 30 ألف] إنسان، منذ بداية الجائحة ولغاية يوم أمس" 7 تشرين الثاني" 2021.
.. متاهة صعبة، عشناها، وما زلنا مع ما يقارب ألف ليلة وليلة من رعب وشبح فيروس كورونا، سواء في مناطقنا، بلادنا، بيوتنا، وحتى وهم عالمنا.
تصريحات خطيرة، تعيد تبادل الأقنعة، الأمكنة، المدن، الكمامات، فما أبان به وأعلنه، بشكل رسمي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، يضعنا في مواجهة جديدة، وإعادة لجدل العلاقة مع الفيروس، برغم عشرات التداعيات التي أصابت حياتنا، وهو ما أشارت اليه، المنظمة العالمية، إنه:" على الرغم من الانخفاض العام في عدد حالات الإصابة والاستشفاء والوفيات من كوفيد -19، في جميع أنحاء الإقليم، فإن المنظمة ما تزال تتوخى الحذر وتشعر بالقلق" .
الدكتور أحمد المنظري،في كلمة له أمام المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي عقده المكتب الإقليمي، اليوم الاثنين، أن "الجائحة لا تزال أبعد ما تكون عن نهايتها في إقليمنا، وما زلنا نلاحظ ارتفاعًا في الإصابات والوفيات في 10 بلدان هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع السابق".
عُيّن الدكتور أحمد المنظري "من عمان" مديرا إقليميا لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من قبل المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في دورته الثالثة والأربعين بعد المائة، منذ العام 2018، ويرى أن الإقليم يواجه تحديات كبرى بسبب أزمات طبيعية وأزمات من صنع الإنسان، فضلاً عن عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
.. هذا الفهم لطبيعة الإقليم والواقع الصحي، جدل وحوار برز في ماشفته عندما قال أمام العالم، عن آخر تطورات كورونا:"أن المنظمة شهدت في إقليم شرق المتوسط مجموعةً من المستويات المتباينة لالتزام عامة الناس بالتدابير الوقائية الشخصية الخاصة بكوفيد-19، التي تسترشد إلى حد بعيد بالتدابير الصحية العامة والاجتماعية المُطبقة على نطاق أوسع في كل بلد.
ففي دراسة إقليمية أُجريت في جميع بلدان الإقليم الاثنين والعشرين، تبيَّن أن 66 بالمئة فقط من المستجيبين أفادوا بارتداء الكمامات في جميع الأوقات أو معظمها، بينما أفاد 78 بالمئة فقط من المستجيبين بغسل أيديهم في كثير من الأحيان، كما أفاد نصف المستجيبين فقط بابتعادهم عن الآخرين بما لا يقل عن مترين في الأماكن العامة طوال الوقت أو معظمه.
وعلّق المنظري على نتائج الدراسة قائلا: "إن هذه ليست الطريقة التي سنُنهي بها الجائحة؛ فالطريقة الوحيدة المؤكدة لمنع انتشار كوفيد-19 هي : الحصول على اللقاح، والحفاظ على التباعد البدني، وتنظيف اليدين، وتجنّب الأماكن المزدحمة والمغلقة، وارتداء الكمامات، كما نحث الناس على الاطلاع على آخر الأخبار الصحيحة حول كوفيد-19، وعدم الاستسلام للخوف أو الشائعات".
وفيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19 بالإقليم، قال المنظري: يتواصل طرح اللقاحات حيث تم إعطاء أكثر من 417 مليون جرعة في جميع أنحاء الإقليم، ومنذ 3 من الشهر الجاري أصبح 14 بلدًا من بلدان الإقليم على الطريق الصحيح نحو تحقيق هدف المنظمة عالميا والذي يتمثل بتلقيح ما لا يقل عن 40 بالمئة من السكان في كل بلد بحلول نهاية عام 2021، في حين لا تزال 8 بلدان متخلّفة عن الركب، مشيرا إلى تعاون المنظمة مع وزارات الصحة والشركاء من أجل تسريع وتيرة معدلات التلقيح في الإقليم.
وعلى الرغم من وجود عدة عوامل تحول دون تمكُّن البلدان من طرح اللقاحات على نطاق أوسع، منها: عدم الإنصاف في الحصول على اللقاحات، والنزاعات، وانعدام الاستقرار، وضعف النظم الصحية، أكّد المنظري أهمية تمكين المجتمعات المحلية من خلال تزويدهم بالمعلومات الكاملة، مشيرا إلى أن ذلك أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة واستدامة الإقبال على اللقاحات وغيرها من تدابير الصحة العامة.
يبدو أن الجائحة، تعاود التلصص، تبطش، تعيدنا إلى المربع الأول ونهايات ما ان تنتهي، لتعود بمتحورات وآليات تفشي محيرة، سريالية،.. هنا استعيد، رؤية الدكتور المنظري، من أن لمنظمة الصحة العالمية، دورها الأساس، ذلك أن من شأنها أن تتجاوب بشكل أفضل مع احتياجات الدول الأعضاء وذلك من خلال الحوار المتواصل مع السلطات الصحية الوطنية بُغية إيجاد حلول للمشكلات الصحية الوطنية والإقليمية واستعراض السياسات والاستراتيجيات الصحية وتحديثها بانتظام.
وأوضح أنه ما زال التخفيف المُبكّر السابق لأوانه لتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية وعدم الالتزام بها، فضلًا عن انخفاض التغطية بالتلقيح، يُعرِّض مزيدًا من الأرواح للخطر؛ مدلّلا على ذلك بملاحظة المنظمة لعواقب هذه الإجراءات في بلدان في أوروبا وآسيا الوسطى على مدار الأسابيع الماضية، التي شهدت زيادة في عدد الحالات جرّاء ذلك، كما أن العدد الإجمالي للحالات عالميًا قد بدأ أيضًا في الارتفاع مرة أخرى.
تفشي قاتل، مرعب، محير، ففي الوقائع والتنبيهات، تركت كورونا، تداعيات وتحديات، قد نختفي، أمامها لنقرأ، بعض من الغياب، المنسي في مقاربات السرد، كحالة من التراث البشري، لازمة لمصائب الشرق، ففي رواية :(عالم بلا خرائط) ، لمؤلفها :جبرا إبراهيم جبرا و عبد الرحمن منيف :"القتل هناك في عز النهار , في عزالشمس .قتل مجاني روح سادية شريرة جاهلة , القتل الأحمق الاعمى الشرس المجنون قتل النساء الأطفال المرضى ,الجرحى, الممرضات الأطباء أن تطلق عليهم الرشاشات من أيدي أناس حقيقين بشر مثلنا ,أن يقتلوا بإصرار ببرود , بعمى .. أوه والعالم , طز على هذا العالم , كله يتفرج وهو ساكن صامت ,وكأن لاشىء يعينه مؤمراة صمت مجرمة، قذرة تستمر ولا تنتهي وضجيج الأخرين حول قضايا ابسط بالأف المرات يملاء الدنيا كيف يمكن الإ أن أكون مع القتلى مع الضحايا إلى أن يكف الرعب إلى أن تنتهي الوحشية إلى أن يسمع صوت الحق المخنوق ؟ إلى أن تعود إلى البشر أنسانيتهم إن كانت ستعود".
.. المؤشرات، حقائق تلزمنا في الإعلام والثقافة والتخطيط الحضري والصحة والتربية والإسكان، ان نعيد النظر جديا إلى ما تشير اليه نتائج المسح الإقليمي و ملاحظة ارتفاع مستوى قبول عامة الناس للقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء الإقليم، حيث أكد 80 بالمئة من المشاركين بالمسح قبولهم للقاح.
ودعت المنظمة إلى العمل مع المجتمعات المحلية وقادتها لبناء الثقة وزيادة الإقبال على اللقاحات من خلال التصدّي لأي شائعات، أو معلومات مضللة، أو مخاوف لضمان تحسين التغطية بالتطعيم.
.. الإنسان كائن يصنع إرادة التحدي، لهذا علينا مواجهة هذا التفشي، حتى لا نصنع النهايات المؤسف.
ما زال أمامنا تحديات كبيرة لكبح جمال الفيروس اللعين.
حسين دعسة، مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية