تداعيات حرب إثيوبيا.. مخاوف من استخدام الصومال كمنصة دولية للإرهاب
قالت إذاعة “إن بي آر” الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الحرب في إثيوبيا لها تداعيات خطيرة ليست على مستوى إثيوبيا وحدها ولكن على مستوى العالم ودول شرق أفريقيا.
يأتي هذا بينما أعلنت إثيوبيا الأسبوع الماضي حالة الطوارئ وسط مخاوف من أن تتقدم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في شوارع العاصمة أديس أبابا.
كما ناشدت القوات المسلحة الفيدرالية الجنود المتقاعدين والمحاربين القدامى للانضمام إلى الجيش، وطلبوا من سكان أديس أبابا الانضمام إلى المجهود الحربي بأي أسلحة لديهم.
وتبتعد جبهة تحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو (OLA) - وهي جماعة متمردة من منطقة أوروميا الإثيوبية أكثر قليلًا عن 200 ميل من العاصمة، ولكن قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع من القتال عبر التضاريس الجبلية حتى دخول العاصمة.
واشنطن تجلي رعاياها
ويأتي هذا بينما أمرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت "موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم" بمغادرة إثيوبيا، حيث أعلن البيت الأبيض أن الوضع في إثيوبيا "تهديد غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة"، ووصل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا يوم الخميس، لبدء محادثات وقف إطلاق النار.
بيان مجلس الأمن
أصدرت كينيا المجاورة مناشدة لإنهاء ما وصفته بـ "الاضطراب الاجتماعي الوطني" وانضمت الصين وروسيا، إلى بيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى "إنهاء الأعمال العدائية".
تحالفات ضد الحكومة الإثيوبية
يأتي هذ فيما وقعت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي يوم الجمعة تحالفا مع سبع مجموعات متمردة أخرى.
وقال برهان غيبريكريستوس، وزير الخارجية السابق والمسؤول في تيجراي، للصحفيين في حفل توقيع في واشنطن العاصمة: "بالتأكيد سيكون لدينا تغيير في إثيوبيا قبل أن تنهار إثيوبيا".
خبراء دوليون يحذرون
وقالت ميشيل جافين، الزميلة البارزة في مجلس العلاقات الخارجية: إن إريتريا على حالة عداء قوية مع تيجراي، وتابعت: الغضب ينتشر في أجزاء كثيرة من إثيوبيا.
و يقول كاميرون هدسون، زميل بارز في مركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي: إن أفظع انتهاكات حقوق الإنسان وقعت في تيجراي وارتكبها جنود إريتريون، حيث حاولوا القضاء على التيجراي.
وتابع هدسون: إن دول إثيوبيا الإقليمية منقسمة إلى حد كبير على أسس عرقية ولديها ميليشيات خاصة بها، ولديهم نزاعات، ولديهم ضغائن ضد جيرانهم وضد السلطات المركزية"، محذرا من إمكانية تدفق ملايين اللاجئين على منطقة غير مستقرة للغاية، ومحذرا أيضا من كارثة إنسانية.
ويقول هدسون إن إريتريا تعتبر صعود التيجراي "تهديدًا وجوديًا" كما تشعر كينيا بالقلق إزاء تدفق اللاجئين والأزمة الإنسانية على أعتابها، وهي مشكلة مألوفة لدى السودان بالفعل.
أما بالنسبة لواشنطن، فإن القلق الأكبر من حرب إثيوبيا، هو الصومال وإمكانية تحويل دول شرق أفريقيا لمنصات إرهابية عالمية.
القوات الإثيوبية ترتكب جرائم حرب
وألقى تقرير صدر يوم الأربعاء عن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان باللوم على جميع الأطراف في الصراع المستمر منذ عام على الفظائع، بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب والاغتصاب والهجمات على اللاجئين.
كما خلص تقرير داخلي أمريكي: إلى أن القوات المتحالفة مع الحكومة الإثيوبية في نوفمبر الماضي حاولت القضاء على تيجراي من خلال الاستخدام المنظم للقوة والترهيب".