خلال مؤتمر المدفوعات الرقمية..
الأجهزة المصرفية تتوجه نحو خدمات الشمول المالى وتقليل الاعتماد على"الكاش"
اتفق خبراء القطاع المصرفى والتكنولوجيا المالية فى مصر على أهمية التحوّل والشمول الرقمى للخدمات المالية، والتسرع فى إتاحة الخدمات المطلوبة من قبل العملاء.
جاء ذلك خلال جلسة “بنوك المستقبل - البنوك الرقمية”، ضمن فاعليات مؤتمر المدفوعات الرقمية والشمول المالي، المنعقد على هامش معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا والاتصالات فى الفترة من 7إلى 10 نوفمبر الجارى.
وفي البداية قال محمد الصبان، رئيس الابتكار في شركة مصر كابيتال، إن “بيل جيتس” أكد منذ ٢٥ عامًا على أن المواطنين يحتاجون خدمات بنكية لكن لا يحتاجون بنوك بشكلها التقليدي، مُشيرًا إلى أن عدد البنوك الرقمية فى الوقت الحالى حوالى 330 بنكًا رقميًا فى العالم مقارنة ببنك واحد في 2010.
ومن جهته قال كريم سوس، الرئيس التنفيذي للتجزئة فى البنك الأهلي المصري، إن البنك المركزي يعمل على إتاحة الشمول المالي والخدمات رقميًا لكافة عملائه، مشيرًا إلى أن عدد كروت المدفوعات فى مصر بلغ 52 مليون كارت مدفوعات و٢١ مليون بطاقة ميزة، وأن عدد ماكينات الدفع بلغ ٧٠٠ ألف ماكينة مدفوعات من خلال مبادرة البنك المركزي.
وأشار سوس إلى أن البنك الأهلي هو الوحيد في مصر وأفريقيا الذى يتيح خدمة الدفع الـ "لا تلامسي" موضحًا أن البنك شهد ٧٠٠% نموًا في الكروت الـ "لا تلامسية"، وأن عدد عملاء الانترنت البنكي في البنك الأهلي بلغ 6 ملايين عميل إنترنت بنكي.
وأضاف أن حجم التداولات عبر الإنترنت من قبل عملاء "الأهلي نت" بلغ حوالي 568 مليار جنيه خلال العام الماضي، وبلغت المدفوعات الرقمية حوالي 338 مليار جنيه على البنك الأهلي، واختتم كلمته بأن كل البنوك متجهة نحو التحول الرقمي وإتاحة كافة الخدمات الرقمية لكافة العملاء.
من جانبه قال محمد كفافي، رئيس شركة "أي سكور" إن عدد العملاء الذين أجرت "أي سكور" استعلامات ائتماني عنهم بلغ حوالى 20.5 مليون عميل.
وتوقع كفافي، إصدار التوقع التنبؤي لسلوك العميل مع الإصدار الثالث لقواعد الإقراض مما يسهل إتاحة الخدمات للعملاء بناء على السلوك السابق للعميل، لافتا إلى أن "أي سكور" وقعت 6 بروتوكولات حكومية لتطبيق الخدمة وتحقيق استعلامات ائتمانية دقيقة عن
العملاء ومنها السجل التجاري والأحوال المدنية.
وأكد أن "أي سكور" بدأت في نوعية جديدة من الاستعلام مع إتاحة الاقتراض متناهي الصغر عبر المحمول حيث يقدم إتاحة خدمات الاستعلام عن الأفراد والشركات المتوسطة والصغيرة بعد موافقة البنك المركزى على توفير قروض عبر المحمول 5 آلاف للأشخاص 10 للشركات الصغيرة و15 المتوسط وبالتالي تعمل الشركة على دمج البيانات لتوفير الاستعلام الائتماني.
من ناحية أخرى أشار علاء فاروق، رئيس البنك الزراعي، إلى أن البنك يعمل على تحديث مركز البيانات الخاص بالبنك موضحًا أنه أصدر خلال الفترة الماضية 850 ألف "كارت فلاح" الذي يتيح المدفوعات والخدمات الرقمية للمزارعين.
وأوضح أن البنك يستهدف تغطية الريف المصري الذي يضم 20-30 مليون شاب بإجمالي 45 مليون مواطن، ومؤخرًا بدأ البنك الزراعي في تدشين فرعين للبنوك الإلكترونية بالتعاون مع "إي فينانس"، و"خالص" ، مضيفًا أن البنك يتعاون مع "أي سكور" لتوفير المنتجات لكل المستخدمين.
وبيّن حبيب حنا، مدير عام شركة ديبولد نيكسدورف، أن ماكينات الصراف الآلي هي أهم منصة لتقديم الخدمات البنكية فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الماكينات لم تعد فقط لسحب الأموال لكنها أصبحت تفاعلية تقدم خدمات مختلفة تفاعلية عبر الإنترنت مثل التحويل بين الحسابات وإصدار دفاتر الشيكات.
وأشار إلى أنه مع افتتاح "جي بي مورجان" البنك الرقمي الخاص به أتاح بنك رقمي مع ماكينات ATM، لافتا إلى أن استعمل النقود في الشرق الأوسط سيسجل معدل تصاعدي بنسبة 11٪ وعالميًا النسبة ٢.٥٪.
وشدد على أن واحدة من أهم التحديات فى منظومة الشمول المالي هو إعادة تدوير الأموال داخل الأنظمة المصرفية مع تقليل الاعتماد على الكاش، لافتا إلى أن ٢٥٪ من الأجهزة، التي توفر خدمات الإيداع تعيد تدوير الكاش داخل العملية المصرفية، وتلك النسبة في المنطقة لا تتعدى حوالي ٤% فقط
من جانبه قال محمد ثروت، مدير قطاع التجزئة في بنك القاهرة، إنهم يركزون على تطبيق منظومة الشمول المالي والتحول الرقمى عبر تهيئة العملية كلها، مضيفًا أن البنك أتاح الشهر الماضي تقديم خدمة الاقتراض متناهى الصغر خلال ساعة واحدة عبر المنصة الرقمية للبنك بما يمنح العميل الموافقة على الفرض خلال 24 ساعة، حيث أطلق البنك الخدمة فى 20 فرعًا ويسعى لتعميمها وإتاحة كافة الخدمات رقميًا خلال الفترة المقبلة.
وبيّن كالين داريف، الرئيس التنفيذي لشركة "سوفت وير جروب" أن النموذج الحالي للشمول المالي قوي جدًا كاشفا أنه منذ 20عاما بدأ العالم يشهد نموًا في الاعتماد على الخدمات المالية الرقمية، مشيرا إلى أن الشمول المالي ينعكس إيجابيًا على النواحي الاجتماعية للدول.
وأكد "درايف" أن شركته عند عرضها للحلول التقنية المالية لم تعد تواجه مقاومة ضد استخدام تلك الخدمات وإنما أصبحت تجد استعدادًا أقوى من قبل الشركات والمؤسسات المالية لاستخدام الأدوات التقنية المالية، مؤكدًا على أن الاستثمار في حد ذاته ليس هو الأهم لكن العائد على الاستثمار.
من جهته قال شريف البحيري، الرئيس التنفيذي لشركة مصر للابتكار الرقمي، التابعة لبنك مصر، صاحبة أول بنك رقمي فى مصر إن الوقت الحالي يشهد تحولا في المنظومة الرقمية، مشيرًا إلى أن بنك مصر اختار إنشاء بنك رقمي من البداية وهو ما يسمح بسرعة وسهولة مقارنة بتحويل بنك مصر الحالي إلى منصة لتقديم الخدمات الرقمية.