تفاصيل لقاء أحمد التوني بـ«يوحنا بولس الثاني» بابا الفاتيكان
«رنّيت يا كاس، قل لى على سبب رنّك».. جاءته السيدة زينب رضى الله عنها فى المنام، حينما كان طفلًا، روت عطشه بماء موضوع فى كأس، فاستبشر مداح النبى، المنشد الراحل أحمد التونى، وسخر حياته لآل بيت النبى محمد، خاصة السيدة زينب، التى أحبها وجاورها ومدح فضائلها، حتى لقبه المحبون بـ«مجذوب السيدة»، قبل أن يلقب بعد ذلك بـ«ساقى الأرواح» و«سلطان المداحين».
الشيخ التوني
ورغم أنه كان ينشد أشعارًا معروفة لكبار أئمة التصوف، مثل «ابن الفارض والحلاج وأبوالعزايم»، بصحبة فرقة موسيقية بسيطة، استطاع بـ«صدق ورقة» أن ينقل فن الإنشاد من المحلية إلى العالمية.. كان يقف وسط الأجانب واثقًا، ويضرب كأسه بمسبحته، ويلقى سحره.
«الدستور» التقت أسرة الشيخ الراحل، بقرية «الحواتكة» بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، لتكتشف الكثير حول نشأة المداح الذي وصلت شهرته إلى دول كثيرة، ولعل من أبرز الشخصيات التي التقاها البابا يوحنا بوليس الثاني بابا الفاتيكان.
لقاء الشيخ أحمد التوني بـ البابا «يوحنا بولس الثاني»
أثناء إقامه مولد العارف بالله الشيخ «أبي الحسن الشاذلي» بوادي «حميثرة» بقلب الصحراء الشرقية، التقى الشيخ «أحمد التوني» بشخص يدعى «Allen»، وهو متعهد حفلات لشركة «زمان الفن» بفرنسا وإيطاليا وكان يبحث عن منشد يستطيع أن يتعاقد لإقامة عدة حفلات في فرنسا وايطاليا، بعد أن استمع «Allen» للشيخ أحمد التوني تعاقد معه، وكانت أول حفلاته في فرنسا بعد شهر من التعاقد، وتم تسجيل الحفلة على أسطوانة سنه 2001 وكانت تضم قصيدة الله محبة:
الله محبة، سألت عليه المحبة
واحد، اثنين، جسمي بالحب مليان
قال لي اسمع يا شاطر
قال لي موسى وعيسى والأنبياء كلهم
يهدوا إلى طريق الرحمن
لما تدور السواقي
تجري القنا في البستان
يا ولد افهم رموز والمعني اللي فيها
دا إبراهيم وموسى وعيسى
والأنبيا كلهم يهدوا إلى طريق الرحمن
لا يفرقوا
إنما يجمعوا بني الإنسان
لما تدور، لما تدور السواقي في البستان
وتطلع نور، تطلع نور
الله محبة، الله محبة، الله، الله
استطاعت أن تنل أولى اسطوانات الشيخ أحمد التوني المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في فرنسا وأوروبا، إذ يرجع انتشار الاسطوانة بشكل سريع للأسلوب الغنائي للشيخ التوني، مستخدما طريقة «النواميس المسيحية القديمة» بدون إيقاع، لذلك كانت تذيعها الكنائس من قبل القساوسة، بعد هذا النجاح والتقدير لموهبة الشيخ قامت القناة الفرنسية والإيطالية بالتسجيل معه فقد كان حديث الغرب في ذلك الوقت.
بعد الشهرة التي حققها «التوني» وجّه يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، دعوة للقائه قبل وفاة الشيخ بخمسة أعوام.
بم وصف التوني حديثه مع بابا الفاتيكان؟
ومن جانبه، وصف الشيخ أحمد التوني حديثه مع البابا بالسهل البسيط فرغم أن اللغة مختلفة وكان يوجد مترجم إلا أن بابا الفاتيكان كان يعرف بعض الكلمات العربية استطاع من خلالها وصف الشيخ أحمد التوني بأنه فرعون مصري، وتضمن اللقاء أيضًا الحديث عن قصائد الشيخ محمود ماضي أبو العزائم و«الحلاج»، وأنهى بابا الفاتيكان حديثه قائلا: «التصوف له هيبته، والغرض منه هو الزهد والبعد عن الكبرياء».