عمر شهريار يشيد بمشروع صبحي شحاتة الروائي
أشاد الناقد والشاعر عمر شهريار بمشروع صبحي شحاتة الروائي، والتي منها روايته "الضعف" و"عين السمكة"، مؤكدا أنه لا يمكن اتخاذ موقف وسط أو محايد مع الكاتب ومشروعه الروائي، فهو طوال الوقت عبر روايته "الضعف" نجد أن الأشخاص تمثل أفكار وقيم، وحضور فلسفة نيتشه واضح جدا في روايته.
وأوضح خلال إلقاء كلمته بمناقشة رواية "الضعف" والصادرة عن دار الدار للنشر والتوزيع، والتي تقام بصالون "سحر السرد" بنادي التجديف المصري، أن المثير في الرواية أن كل شخصيات الروايات جاءت بدون أسماء ومنهم كاهنة النسيان، كاهنة القبح، والخوف وغيره، بالإضافة إلى أن الرواية مشغولة بالنقد الاجتماعي.
ولفت شهريار إلى أن لغة صبحي شحاتة جاءت مشغولة بالمصطلحات والمفردات الدينية والمعرفية، والتي تصدر بشكل مباشر ثقافة وموسوعية كاتبها، وختم حديثه قائلا إن الرواية مبنية على مجموعة من الأفكار تحاول طرحها وتفكيكها، إلى جانب ثمة سخرية يتخللها مفردات العامية.
" الضعف" رواية تناقش ماهية الضعف، وتبحث فيه وتحاول استكناه أغواره وأسبابه ومراميه، وتفتح " الضعف" عالما جديدا وأفقا مختلفة للنظر إلى قيمة الضعف ما يجعلها تمس إن لم تشر إلى حالة مجتمعنا الآن حيث يعاني الضعف إن لم نقل الانهيار والتحطم وليس مجتمعنا فحسب وإنما عالمنا العربي معظمه إن لم يكن كله، حيث صار الضعف وإنسانه المتخلف الرجعي المريض الجاهل هو السائد والمتسيد في هذا الليل “هي عالم متخيل جديد يعرض لجماعة من الناس ليسوا مصريين ولا عربا فحسب، وإنما من جميع أنحاء العالم يقومون برحلة سنوية لزيارة أبيهم الضعف تلك الرحلة الخطرة الضارية التي تعرضها الرواية بالتفصيل تتجه من فوق الأرض إلى ما هو تحتها من كهوف وأغوار ومجاهل صعبة قبيحة مهلكة، حتى يصلوا إلى أبيهم ليس لإنهاء ضعفهم وإنما لزيادته والوصول إلى منتهاه المهين الكامل.. إن إرادة الضعف تعرضها الرواية لا لتسخر منها فحسب وإنما لترينا الفجيعة التي ألمت بإنساننا الآن الذي يترك الآن والمستقبل ويغور إلي ماض سحيق لا يروم منه ليس الحياة والقوة وإنما الضعف الأصلي الخام النهائي الأقسى من الموت ذاته".
