صاحب فكرة أصغر كتاب: أتمنى توزيعها بالمدارس لتحمى الأطفال من التطرف
مشروع جديد ابتكره الفنان والأديب محمد الجنوبي، فبعد زيارته لأمريكا لفترة رأى هناك كتبًا تباع أصغر من كتب الجيب، وتقرأ بسهولة وهناك إقبال كبير عليها، خاصة أن هناك تبسيطًا للكلاسيكيات وتباع بسعر زهيد ومنها تتم تنشئة الفرد لخدمة المجتمع معرفيًا فيما بعد، وبعد عودته من أمريكا أسس محمد الجنوبي دار نشر وعنى بنشر كوميكس مصري مائة بالمائة.
ونشر الجنوبي الكتب الصغيرة في حجم أقل من حجم الجيب لروائيين وشعراء معروفين منهم الكاتب محسن يونس، والقاص طاهر الشرقاوي والشاعر جمال عدوي وغيرهم، وكان مشروعًا أشاد به الكثيرون، "الدستور" التقى محمد الجنوبي ليفصح عن الكثير بشأن هذا المشروع.
في البداية كيف جاءت الفكرة عن مشروع الكتب الصغيرة؟
كنت قد سافرت لأمريكا ورأيت هذا المشروع هناك وأعجبني جدًا، هى كتب أصغر من كتب الجيب، كانت هذه الكتب توزع أثناء الحرب العالمية الثانية ليقرأها الجنود، كانت كتبًا لشكسبير ولعظماء الكتاب في العالم، ومن هنا نبتت في رأسي الفكرة، لماذا لا تكون لدينا كتب صغيرة أصغر من حجم كف اليد وتقرأ في كل مكان وتكون مع القارئ في معظم الأماكن التي يرتادها، وبالتالي هنا لا يكون هناك زمن للقراءة محدد مسبقًا، فيمكنك أن تقرأ في المترو وأثناء جلوسك في أي مكان.
لكن نحن كانت لدينا أفكار لكتب جيب في مصر مثل كتب حلمي مراد وسلسلة كتابي وكتب المؤسسة العربية الحديثة؟
نعم، لكن أنا عنيت أن تكون مساحة الكتاب أصغر من كتاب الجيب المعروف، وبالفعل هناك نموذج لسلسلة كتابي التي اسسها حلمي مراد تشبه ما أحب عمله، ولكن القطع نفسه سيكون أصغر ويباع بسعر أرخص، وعلى هذا نشرت هذه الكتب والكوميكس المصري والذي قام بتأليفه أدباء مصريون وغيرها.
ما الذي قصدته من هذا المشروع بالضبط؟
الذي قصدته أنه هناك الكثير من الأماكن في الجنوب والشمال ليست لديها معرفة بالكتب وهناك أطفال يجب أن نعودهم على القراءة، ومن يقرأ تأتي له القراءة مصادفة، وبالتالي ما المانع أن توزع هذه الكتب على الأطفال في المدارس مع وجبات الطعام، أن يكون هناك كتاب مع كل وجبة، حتى لو لم يقرأ الطفل في يومه، فربما سيقرأ غدًا أو بعد سنة كاملة، ولكن سيكفي أن الكتاب سيكون متوفرًا وبالتالي تأتي القراءة نفسها فيما بعد.
تعني تأسيس الطفل قرائيًا؟
نعم تأسيسه قرائيًا، وبالتالي نحمي الطفل نفسه من الوقوع في براثن التطرف واستقطابه من قبل المتطرفين ليكون نواة لخدمة أفكارهم الهدامة، ولك أن تعلم أنني بنفسي ذهبت لبعض المدارس في محاولة لتوزيع الكتب على الأطفال ليتعلموا كيف يقرأون منذ نعومة أظفارهم، لكن فشل المشروع بسبب عدم وعي الناس في هذه الأماكن عن أهمية القراءة.
هل فكرت في نشر كتب أخرى بخلاف ما نشر مثل الكلاسيكيات مثلًا؟
بالطبع تخيل أن الكتاب العظيم ألف ليلة وليلة لم يقم أحدهم إلى الآن بتبسيطه ليقرأه الأطفال في صغرهم، هذه الحكايات العظيمة التي ترجمت إلى كل لغات العالم، كيف يغيب عنا هذا الأمر بهذا الشكل؟ وأنا نشرت بالفعل كتبًا لجول فيرن وعظماء في عالم الكتابة، لكن مشروعي الأساسي يحتاج إلى دعم وأن تكون الدولة مشاركة فيه، تخيل أن هناك طفلًا قرأ وعرف القراءة وتعود عليها منذ صغره، كيف ستكون نظرته حين يكبر ويختار مستقبله بناء على قراءته وأن يكون معظم المجتمع قراء هو شيء عظيم جدًا، ولا أمانع أن يأخذ أحدهم الفكرة ويطبقها على المدارس في القرى والنجوع وفي كل مدرسة، هذا سيسعدني كثيرًا.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في مشروعك؟
كثيرة منها مثلًا أن الكتابة مكلفة وأنا أبيع بسعر رخيص، فالكتاب لا يتعدى سعره 3 جنيهات، لكن مسألة التوزيع صعبة للغاية بالرغم من أن الكتب تبيع في معرض الكتاب وغيرها بكميات كبيرة، وقمت بالتوزيع في الإسكندرية والقاهرة ودمياط والعديد من المحافظات، لكنها تحتاج إلى أكثر من ذلك وأنا فنان لي لوحاتي ورسوماتي لذلك هناك تقصير في هذه المسألة، وأيضًا أحلم بأن تتبنى أي جهة لهذا المشروع وتقوم بتوزيع الكتب على الأطفال مع وجبات الطعام.
أنا حلمي أن يكون الكتاب في كل الأماكن النائية التي لا تصلها الكتب، وهناك الكثير من التلاميذ في المدارس يجب أن نعودهم على القراءة وأن نحثهم عليها، وبالتالي الكثير من الأمور ستتغير ويصبح لدينا قارئ واعٍ وفاهم ويشتبك مع الحياة بمعرفة وقدرة.