أبناء «الأسرات الجامعية»: المهرجان أخرج طاقاتنا ونماها
ينتظر النشء القبطي نهاية موسم الصيف بشكل سنوي لخوض مارثون مهرجان الكرازة المرقسية حتى انتهاء مرحلتهم الثانوية، والذي يشهد اقبالًا مُكثفًا من كافة الإيبارشيات بمصر وبلدان المهجر.
وبمجرد انتهاء المرحلة الثانوية، يلتحق شباب الكنيسة بمستوى متقدم من مهرجان الكرازة المرقسية، وهو "مهرجان الأسرات الجامعية"، والذي يتسابق فيه شباب كل أسرة من الأسرات، والأسرة هي الحزام الذي يجمع الطلاب الأقباط في كل كلية من الكليات فلكلية طب القاهرة أسرة وطب عين شمس أسرة أخرى، وحلوان أخرى مختلفة، وهكذا لبقية الكليات الحكومية وأيضًا الخاصة.
ويتجمع الطلاب في كل أسرة اجتماعًا روحيًا كنسيًا يترنمون ويتحدثون فيه عن الله؛ لدعم الهوية الدينية والكنسية للشباب الذين يوصفهم أسقفهم وهو الأنبا موسى بـ"عماد الكنيسة ومستقبلها"، ويأتي ذلك التجمع في كنيسة ما، فتتجمع أسرة القديس فلان لطلاب الكلية الفلانية بالكنيسة الفلانية وهكذا..
الأسر الجامعية
وللحديث بشكل أكثر تفصيلًا عن خدمة الأسر الجامعية ، فتقول اللجنة المنظمة لمهجران الأسرات الجامعية التابعة لأسقفية الشباب، وفي نشرة تعريفية، إنه بدأت الأسرات الجامعية تحت رعاية نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم، آنذاك وإشراف الدكتور شفيق عبد الملك رائد الأسرات فى الخمسينات بأسرة لوقا الطبية، وبولس الرسول التجارية، واستفانوس الطبية وحظيت الأسرات الجامعية برعاية خاصة من نيافة الأنبا شنودة وذلك برعاية برامجها الروحية والثقافية والاجتماعية، ولقائه بالأمناء ولقاءات أخرى بالشباب، وإقامة حفل للخريجين كل عام، وفى ٢٥ مايو ١٩٨٠ سيم نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقفًا عامًا للشباب، بيد مثلث الرحمات بيد قداسة البابا شنودة الثالث، وترعى أسقفية الشباب خدمة الأسرات الجامعية.
مهرجان الأسرات الجامعية
وعن المهرجان أشارت اللجنة إلى أن مهرجان الأسرات الجامعية من الأنشطة المركزية لخدمة الأسرات الجامعية التابع للأمانة العامة للأسرات الجامعية بأسقفية الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت رعاية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشريكيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف عام الشباب، نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة.
ويضم المهرجان ثلاث أنشطة رئيسية هم (الروحي، الفني، الرياضي) بجانب أنشطة وفعاليات طوال العام (مسابقة فتشوا الكتب –ورش تدريب للموهوبين– مسابقة مواهب شباب الأسرات – صلوات أسبوع الآلام).
مهرجان 2021
وبالتركيز حول مهرجان هذا العام، وثماره، أوضحت اللجنة أن المهرجان حمل شعار : " تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب (يش 1: 9)".
وعلقت على الشعار قائلة: "أن الأسقفية ترغب في أن توصل رسالة لكل شاب تُفيد أن الله هو إله محب ومعتني وحتي وإن كنا لم ندرك ذلك هو دائماً معنا وحتي فى أكثر الأوقات صعوبة فى الرحلة، وعندما نظن أننا بمفردنا، هو ما زال هناك معنا! ليس لكي يشاركنا الصعاب، ولا لكي يتألم معنا، بل لكي يخرجنا منها منتصرين ويقول فى (عبرانيين13: 3-6) لا أهملك ولا أتركك حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ:«الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟
لم تكتف الدستور بذلك بل تحدثت كذلك مع عدد من الفائزين ومواهب المهرجان
سلفانا شريف: الفن وراثة في عائلتنا
قالت الفنانة سلفانا شريف، البالغة من العمر 19 عامًا، والطالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة القاهرة، إنها حصلت على المركز الثالث في الرسم.
وأشارت إلى أنها ورثت الفن من جدها ووالدتها فكليهما فنانين، وتخرجا من كلية الفنون الجميلة، وهو ما أحسنت الأسرتين استثماره الأولى هو عائلتها التي شجعتها ونمت موهبتها من أن بدأتها بـ"الشخبطة" منذ أن كانت في الرابعة من العمر، والثانية هي أسرة ماريوحنا الحبيب الخاصة بخدمة أبناء الكنيسة في كلية التجارة جامعة القاهرة.
وأوضحت أنها تعرفت على الأسرة من صديقتها مادونا عصام، وبمجرد أن علم خُدام الأسرة بموهبتها شجعوها دون تردد للاشتراك في مهرجان الأسرات الجامعية الذي كانت تلك هو أول مشاركتها به، مؤكدة ان تجربتها تلحك تسببت في سعادة غامرة لها، وترغب في تكرارها مُجددًا.
بيتر شرقاوي: إبن الوز عوام
"ابن الوز عوام".. هو المثل الذي ينطبق على الفنان بيتر شرقاوي، البالغ من العمر 20 عامًا، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة بجامعة عين شمس، ونجل مُرتل كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس بالنزهة الجديدة.
قال "بيتر" إنه فاز بالمركز الثاني، في مسابقة العزف المنفرد على آلة الكمان، بعد عزفه لترنيمة "انا شعار بي" لفريق الخبر السار، كممثل لأسرة القديس العظيم بولس الرسول.
وأشار "شرقاوي" إلى أنه بدأ العزف على آلة الكمان منذ عام ونصف تقريبًا، إلا أن الأمر لم يأت من فراغ فموهبة والده التي ورثها منه هي السبب، فوالده كمرتل كنسي يتمتع بصوت رخيم، وأذن موسيقية، نمت لديه بحفظه لألحان الكنيسة وتراتيلها، مما دفع للدخول إلى العمق نسبيًا في الموسيقى، لا سيما بعد أن أهداه والده آلة الكمان.
وأوضح أنه بدا التعلم عليه بشكل منفرد من خلال دورات تدريبية عبر الإنترنت، ثم استكمل الأمر مع أحد خدام الكنيسة، ثم عاد للتدريب من خلال الإنترنت.
وأكد أن تلك ليست هي المرة الاولى التي يُشارك خلالها بمهرجان الأسرات الجامعية، فكانت المرة الأولى في 2020، حيث حصل على المركز الثالث في مسابقة الألحان الكنسية.
مريم ماجد.. دكتورة "تحترف لعب "الكورة"
نجحت الدكتورة مريم ماجد، البالغة من العمر 20 عامًا، والطالبة بكلية الطب البشري بجامعة حلوان، في كسر أي ظنون بأن الرياضة تتعارض مع الاجتهاد في الدراسة.
وقالت مريم إن الطاقة التي تخرج في ممارسة الرياضة تساعدها على استكمال دراستها في كلية الطب، موضحة أنها بدأت الأمر مع تادرس شقيقها الذي يصغرها بعام في الشقة كأي طفلين، ثم تطور الأمر حين كبرت حيث اشتركت في مسابقتات مهرجان الكرازة المرقسية مع كنيستها السيدة العذراء بحي الزيتون.
ولم توقف الكورونا حماس مريم التي استعاضت عن إيقاف الأنشطة الكنسية، بالاشتراك في رياضة كرة القدم بأحد الاندية الخاصة، وانتقلت منها إلى أحد الأكاديميات المستمرة بها حتى الآن.
وعن دور الاسرة الجامعية في الامر، فقالت إنها تنتمي لأسرة "بي استافروس"- وهي كلمة يونانية تعني الصليب- وحين سمع خُدام الأسرة بموهبتها في ممارسة رياضة كرة القدم، شجعوها بالانضمام لفريق الأسرة الذي حمل نفس الشعار والمتكون من مريم ماجد- روزالين رامي، وميرا منير، وميرنا عادل، و ماريان ناروز، و سالي رمزي، و مريم رأفت.
ويخضع ذلك الفريق الذي حصل على مركز أول في رياضة كرة القدم، للتدريب الذي يدربهم عليها المدربان عماد يوسف، مينا ناجي.
مارينا وجدي.. دكتورة بروح فنانة مسرح
مارينا وجدي، البالغة من العمر 23 عامًا، الطالبة بالفرقة النهائية بكلية الصيدلة بجامعة الأهرام الكندية، قالت إنها تُحب ممارسة موهبتها في التمثيل المسرحي من خلال أسرتها الجامعية وهي أسرة الشهيد أبي سيفين وفريقها المسرحي كريستيان ايجي.
وأوضحت وجدي أنها حصلت على عدة ورش تمثيل مثل ورشة الفنان فادي فوكيه، والفنان ماير مجدي، وقامت بعرض عدة عروض مثل مسرحية "ساعة تروح وساعة تيجي" على مسرح الانبا رويس بكاتدرائية الاقباط الارثوذكس الكبرى بالعباسية، وكذلك مسرح كنيسة رئيس الملاك الجليل ميخائيل بحي سموحة بالإسكندرية، في إشارة إلى أن العرض المقبل سيكون في سوهاج.
وأكدت "وجدي" أن موهبتها تعتبر مساحة دعم لاستكمال دراستها، في إشارة إلى أنها بدأت موهبتها منذ لغر بتقيد ممثلي أفلام القديسين الدينية.