الكنيسة المارونية تحتفل بمناسبتين مهمتين على مدار اليوم
تحتفل الكنيسة المارونية، برئاسة الانبا جورج شيحان، اليوم الاثنين، بحلول عيد جميع القديسين، وتقول الكنيسة: "أنه تُذَكِّر الروزنامة المارونية اقتداءً بروزنامة الكنيسة الرومانية بجميع القديسين الذين بلغوا السعادة الابدية. بما ان عدد القديسين يفوق التسمية والتعداد وبما أنه من غير الممكن اعلان قداسة كل مَن بلغ الملكوت، فلذلك تُعَيِّد الكنيسة اليوم جميع الذين ينعمون بالسعادة الابدية. اوّل مَن رسَم هذا العيد في هذا اليوم هو البابا بونيفاسيوس الرابع (608-615). كما تّذكُر الروزنامة المارونية عيداً ثانياً مشابهاً لهذا العيد وهو أحد الابرار والصدّيقين الواقع في الاحد الثاني قبل الصوم".
بالإضافة إلى ذلك تحتفل الكنيسة أيضا بذكرى القدّيسان قزما ودميانوس الشهيدان، وتقول الكنيسة إنه: كانا من بلاد العرب يتعاطيان الطبابة، يطوفان في البلاد ويُطبَّبان الناس مجّاناً حتى لُقبا "بالزاهدَين بالمال". أوقِفا واسْتُشهِدا في مدينة إيجيه قيليقية في أواخر الجيل الثالث أو بدء الجيل الرابع. عبادتهما شائعةٌ في بلاد المشرق".
وتكتفي الكنيسة في احتفالات اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله العديد من القراءات الكنسية مثل الرسالة إلى العبرانيّين، إنجيل القدّيس متّى.
بينما تقتبس العظة الاحتفالية من العظة رقم 14 للقدّيس غريغوريوس الكبير الذي عاش في الفترة (نحو 540 - 604)، وهو بابا روما.
وتقول: "قال الرَّب يسوع في الإنجيل: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة"، وأيضًا قال: "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى". لأننا ندخل في الإيمان، ولكننا نخرج من الإيمان بنظرة واضحة للأمور، فنمرّ من الإيمان الى حالة التأمل وسنجد حينها المرعى للراحة الأبدية".
وتضيف: "إن خراف الرَّب يسوع هي التي ستحصل على هذا المرعى، لأن من يتبع الرَّب يسوع في بساطة القلب يتلقى كغذاء له نبتةً دائمة الاخضرار. ما هي مراعي الخراف إلا السعادة العميقة لنعيم أخضر اللون دائمًا أبدًا. ومراعي المختارين ما هي إلا وجه الله الحاضر في نظرةٍ لا تسودها الظلال، وهذا كفيل بإشباع النفس الى الأبد من غذاء الحياة هذا.
وتكمل: "وكل من هرب من شباك الرغبات في العالم الأرضي، يمتلئ بالسعادة الأبدية في هذه المراعي. هنا تُغَنّي جوقات الملائكة ويجتمع سكّان السماوات، هنا يقام الاحتفال اللطيف جدًا للَّذين عادوا مع آلامهم بعد رحلتهم الحزينة في عالم الغربة. هنا تقطن جوقة الأنبياء ذات النظرات الحادة والرُّسل الإثني عشر القضاة، وجيش الشُّهداء اللامتناهي المنتصر بفرحٍ عامر يوازي العذابات القاسية التي عانوها على الأرض.
وتختتم: "في هذا المكان، تُعَزَّى مجموعة المعترفين الثابتين بالإيمان بالحصول على مكافأتهم، هنا يسكن الرِّجال الأوفياء الذين لم تقدر ملَذَّات العالم أن تُلَيِّن قوّة نفوسهم، وتسكن النِّساء القدِّيسات اللّواتي انتصرن على كل ضعف وعلى العالم بحدّ ذاته، وهنا يسكن أيضًا الأطفال الذين بطريقة عيشهم الصحيحة ارتفعوا الى ما يفوق أعمارهم والشيوخ الذين لم يضعفهم عمرهم في الأرض ولم تفارقهم قوّة العمل والعطاء. يا إخوتي الأحباء، دعونا إذاً نبحث عن هذا المرعى حيث ننال السعادة الأبدية برفقة هذا العدد الهائل من القديسين.