بعد الإعلان عن التخلص منه
حكايات خاصة.. كيف تخلصت مصر من فيروس «سى» خلال السنوات الماضية؟
لا يخفى على أحد أن مصر لديها تجربة رائدة في علاج فيروس «سي»، بعدما خاضت سنوات طويلة في محاربته بكل الطرق، لاسيما من خلال المبادرات الصحية المجانية وعلى رأسها مبادرة ١٠٠ مليون صحة التي كانت السلاح الأول والأهم في رحلة القضاء على فيروس سي.
ونتج عن تلك الرحلة الطويلة آلاف من المرضى تم علاجهم بشكل مجاني من فيروس سي، حتى باتت التجارية المصرية في علاج ذلك المرض العضال الذي ظل سنين طويلة مستوطنا بها محل نظر دول العالم في الطريقة والتطبيق.
واتساقًا مع ذلك، أكد الدكتور جمال عصمت مستشار منظمة الصحة العالمية وعضو اللجنة العليا للفيروسات الكبدية، إن مصر نجحت في تحقيق انتصار كبير على فيروس سي، مضيفًا أن مصر وصلت لأفضل نقطة فيما يخص فيروس سي.
وأوضح جمال عصمت، أن هذه النقطة هي التخلص نهائياً من فيروس سي، لافتًا إلى أن كانت مصر أعلى نسبة إصابة بفيروس سي على مستوى العالم، وأن اليوم تخلصت مصر من هذه الوصمة وتخلصنا من المشكلة المزمنة التي كانت تواجه البلاد، في أزمة فيروس سي منذ 30 عامًا.
"الدستور" تسرد في التقرير التالي حكايات لمرضى تم شفاؤهم من فيروس سي بعد سنوات من التعب على يد مبادرات الصحة المجانية وتحديدًا مبادرة ١٠٠ مليون صحة التي ظهرت منذ سنوات.
عواد عبدالرحمن، ٤١ عامًا، مريض فيروس سي لمدة ٧ أعوام والذي طاف على أطباء ومستشفيات كثيرة من أجل تلقي علاج فيروس سي، لكن دون نتيجة حتى أصبح متأقلمًا مع المرض ومتعايش معه.
إلا أن بارقة أمل سطعت له من حديد حين تم الإعلان عن حملة ١٠٠ مليون صحة من أجل القضاء على فيروس سي في مصر والكشف المبكر عنه، وبالفعل ذهب عواد إلى مركز الصحة بالجيزة لاجراء الكشف الأوليّ.
قال: "خضعت للكشف بشكل طبيعي زي أي واحد عشان كان لازم يتأكدوا من التحاليل إني مصاب بالفيروس، وبالفعل طلعت تحاليل الدم إني مصاب بفيروس سي، وتم تحويلي لمستشفى هرمل في دار السلام لتلقي العلاج".
أضاف: "لمدة ٩ شهور كنت بصرف العلاج بشكل شهري وكل المستلزمات الخاصة بمريض فيروس سي، لحد ما تعافيت في أول سنة ٢٠١٩، ومكنش عندي قبل حملة ١٠٠ مليون صحة أمل إني أخف خالص".
وتدل الأرقام بالفعل على نجاح الدول في محاربة فيروس سي، إذا أنه تم توفير العلاج لما يقرب من 4.5 مليون مواطن وفحص أكثر من 100 مليون مواطن في ظل حصولهم على العلاج بالمجان.
وتم الكشف على ٥٠ مليون مواطن، ووفرت المبادرة على البلاد نحو 64 مليار جنيه، كان يتم إنفاقها سنويًا على علاج المرضى، وتبعات المرض، فضلًت عن النجاح فى حماية 150 ألف مواطن من الإصابة بفيروس سى سنويًا.
إسلام محمود، صاحب رحلة طويلة مع فيروس سي كتبت نهايتها السعيدة حملة ١٠٠ مليون صحة، والذي لم يكن سيكتشف مرضه بدون تلك الحملة، قال: "عملت تحليل فيروس سي تبع الحملة في البداية كان عشان أطمن على نفسي زي أي مواطن، لكن اتفاجئت إني مريض فيروس سي بالفعل".
أضاف: "بدأت أخد كورس العلاج من الحملة منهم علاج "ميبيفيروباك ودكلانزا"، وكل فترة أعمل تحاليل أشوف النسبة وصلت لحد فيم، لكن بعد انتهاء الكورس مباشرة في آخر شهر إبريل ٢٠١٩، عملت تحليل وطلعت سلبي وتعافيت من المرض"
تابع: "وقتها فرحت جدا إني تعافيت، لكن المفروض كل أربع شهور نعمل تحليل ونتابع عشان الانتكاسات، وفي شهر أغسطس عملت تحليل والصدمة إني طلعت إيجابي يعني انتكست تاني لكن المبادرة صرفتلي العلاج تاني لحد ما تعافيت في أول ٢٠٢٠".