مقدم التقرير الرئيسي في مؤتمر فيينا لـ«الدستور»: نسعى لكشف خطر «الإخوان» وإضعافه
أكد «لورنزو فيدينو»، مدير برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن، والخبير الأمريكي في شئون الإخوان والإسلام السياسي، ومؤلف كتب «الدائرة المغلقة: الانضمام والانشقاق عن جماعة الإخوان»، و«الإخوان المسلمون الجدد في الغرب»، أن المؤتمر المقرر عقده في فيينا الخميس المقبل، خطوة مهمة لكشف خطر الجماعة والتنظيمات التابعة أو الموالية لها.
وأوضح في تصريحاتٍ خاصة لـ«الدستور»، أن النمسا تقود أوروبا في عملية مواجهة «الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي، ما سيؤدي إلى تحركات جديدة من الدول الأوروبية في مواجهة الجماعة ومواجهة أنشطة التطرف والإرهاب، وهو الأمر الذي سيؤثر على التنظيم الدولي الذي يعاني الآن من انشقاقات بالفعل، فضلًا عن الضعف والتفكك الداخلي.
وأعلنت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب، إن فيينا ستحتضن مؤتمرًا تحت عنوان «منتدى فيينا لمكافحة الفصل والتطرف في الاندماج» حول خطر الإخوان وتيار الإسلام السياسي، الخميس المقبل، في قصر «النمسا السفلي» بمشاركة أكثر من 100 خبير متخصص في الإسلام السياسي من بينهم الدكتور لورنزو فيدينو، وخبراء من عدة دول أوروبية، فضلًا عن مشاركة وزراء من النمسا، والدنمارك، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي.
صحوة أوروبية ضد «الإخوان»
وقال «فيدينو»، إن أوروبا الآن تبدو أكثر إدراكًا ووعيًا بخطر تيار الإسلام السياسي وعلى رأسه جماعة «الإخوان»، والتي ظلت مبهمة لعقود بالنسبة لمسؤولي أوروبا لأنها كانت تعمل في سرية، وتحاول من خلال أذرعها المتمثلة في الجمعيات أو المنظمات الصغيرة، أن تتغلغل بين المسلمين في الدول الأوروبية وتصور نفسها ممثلة عنهم وتتسلل أيضًا داخل المؤسسات المهمة بالدولة لتصبح أكثر نفوذًا.
وأشار «فيدينو»، إلى أن الإجراءات الأوروبية الحالية والصحوة داخل أوروبا، سوف تؤدي إلى إضعاف «الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي، لأن تسلل الجماعة إلى دول الغرب كان يعطيها قوة بنفس القدر الذي كان يعطيها تغلغلًا داخل الدول العربية والإسلامية والشرق الأوسط.
وأكد أن «الإخوان» هي أول جماعات الإسلام السياسي في معرفة أهمية التسلل واكتساب النفوذ في أوروبا، وكانت البداية من سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، بالإضافة إلى يوسف ندا، وإبراهيم منير، والكثير من قادة الجماعة الذين أسسوا كيانات تابعة لـ«الإخوان» في كل دولة أوروبية تقريبًا، لأنهم كانوا يؤمنون بقوة الوصول إلى مؤسسات أوروبا وخداعهم، لأن ذلك سيخول لهم التأثير في صنع السياسة الغربية تجاههم بعد ذلك.
توصيات مرتقبة
وحول توقعاته بالنسبة لتوصيات المؤتمر المرتقب في فيينا، أكد «فيدينو»، أنه سوف يكون هناك إعلان عن إجراءات جديدة وخاصة في النمسا ودول أوروبية أخرى منها؛ فرنسا وربما بريطانيا التي عانت الفترة الأخيرة من هجمات إرهابية ذات صلة بجماعات الإسلام السياسي.
ولفت «فيدينو»، إلى أن المؤتمر خطوة هامة للتعريف بخطر «الإخوان» والإسلام السياسي، الذي يمثل تهديدًا كبيرًا وواضحًا على أمن الدول وربما أكثر خطورة من التنظيمات الإرهابية الواضحة مثل «داعش» أو «القاعدة» لأنها تتسلل ببطء وتعمل على غسل الأذهان على المدى البعيد.
وأوضح «فيدينو»، أن المؤتمر سيكشف خطر «الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي في أوروبا، وكيف يعملون، ومن أهم النقاط التي سيتطرق لها المشاركون، هو التمويل الذي تحصل عليه جماعة «الإخوان»، سواء من خارج الدولة الأوروبية أو من داخلها وخداع الأوروبيين للحصول على المال تحت مسميات عدة منها مساعدة اللاجئين أو مزاعم الدمج أو الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية وغيرها، لكنها في النهاية تذهب لصالح «الإخوان» وأنشطتهم.
وقال إن المناقشات ستدور حول المشكلة الحقيقية التي تمثلها «الإخوان»، وجماعات الإسلام السياسي وفهم وتحديد المشكلة جيدًا وإيجاد الحلول لها، حيث قامت بعض الدول باتخاذ بعض الإجراءات تجاه «الإخوان»، والإسلام السياسي منها النمسا وفرنسا، ومن خلال المؤتمر، سيتم تبادل الخبرات بين الدول المشاركة في العمليات التي اتخذتها لمواجهة خطر ونفوذ الجماعة على أراضيهم.
التهديد الخفي
وأشار إلى أنه لأول مرة، يتم تنظيم مثل ذلك الحدث الذي يجمع وزراء وخبراء من عدة دول أوروبية لبحث خطر «الإخوان»، وجماعات الإسلام السياسي، مع تحديد «الإخوان» كتهديد خفي للأمن في أوروبا، وأنها تُعد أم التنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، والتي تمهد مناخًا يسمح باعتناق العنف، كما أنها تمثل تهديدًا لوحدة المجتمعات الأوروبية، وتؤثر على صحة عمليات الدمج بين المسلمين أو اللاجئين داخل أوروبا.
وأوضح «فيدينو»، أن الوزراء المشاركين في المؤتمر، من النمسا، وألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والدنمارك، سيبحثون تلك الظاهرة علنًا وبشكل مباشر، حيث تم بحثها خلال الفترة الأخيرة ليس وجهًا لوجه بسبب إجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا المستجد، مضيفًا أن النقطة المهمة في هذا التجمع هو التنوع السياسي للمشاركين، والذين يتبعون حكومات وسط ويسار ويمين، وهو ما يعني أنه خلال السنوات الماضية، بدأ السياسيون من جميع الأحزاب السياسية في فهم خطر «الإخوان»، والتحديات التي تحيط بذلك داخل بلادهم وليس اليمين فقط كمان كان في العقود الماضية.
وأكد «فيدينو»، أنه سوف يطرح التقرير الأهم في المؤتمر، لأنه مستشار الحكومة النمساوية منذ سنوات، وهو مكون من 200 صفحة عن كل الجماعات التابعة لـ «الإخوان»، في كل دولة أوروبية حتى التابعة والمتصلة بالزعيم الروحي للجماعة يوسف القرضاوي، مضيفًا أن التقرير يُعد تحقيقًا واسعًا لأذرع «الإخوان» في أوروبا.
ولفت إلى أنه سيكشف في تقريره عن شبكة «الإخوان» في أوروبا التي تعمل في جميع أنحاء القارة والتمويلات التي تصل للجماعة داخل الدول الأوروبية وتجعلها ذات نفوذ، وما هي عناصرها داخل تلك الدول، مضيفًا أنه سيكشف للوزراء المشاركين ما هي جماعة «الإخوان»، وأنها ليست كما تدعِّي جماعة غير عنيفة، وسيتم طرح بعض الأمثلة التي تؤكد أنشطتهم العنيفة، وكذلك تحركاتهم على «السوشيال ميديا» لنشر أفكارهم وأيديولوجيتهم المتطرفة.