«ديلي تليجراف»: جماعات الإسلام السياسي تمثل تهديدا رئيسيا لأمن بريطانيا
حذرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، من خطورة توغل جماعات الإسلام السياسي في بريطانيا، مشيرة إلى أنها تمثل تهديدا رئيسيا لأمن البلاد وتقف وراء معظم العمليات والهجمات الإرهابية التي شهدتها في الفترة الأخيرة.
ودعت الحكومة إلى بذل مزيد من الاهتمام لمحاربة هذا الخطر وتشديد إجراءتها لمكافحة التطرف الذي تنشره تلك الجماعات على وجه الخصوص.
وذكرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن برنامج "بريفينت"، إن البرنامج الحكومي الرسمي لوقف التطرف في بريطانيا، وأحد أبرز الإجراءات التي لجأت إليها حكومتها لمواجهة التطرف وتقليص التهديدات الإرهابية التي تواجه المملكة المتحدة، فشل في استهداف المتطرفين التابعين لجماعات الإسلام السياسي على الرغم من أنهم يمثلون الغالبية العظمى من الحوادث الإرهابية التي تشهدها البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى دراسة حديثة أجراها جوناثان هول، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب والذي يقوم حاليا بمراجعة الجرائم الإرهابية داخل السجون في بريطانيا، حذر فيها من أن المتطرفون الذين ينتمون لجماعات الإسلام السياسي ربما يتهربون من المراقبة لأن برنامج "بريفينت" فشل في استهدافهم، مضيفا إن هناك "عدم توافق جوهري" بين حجم التهديد من تطرف الإسلام السياسي والنقص النسبي الواضح في الاهتمام الذي يوليه برنامج الحكومة الرسمي لمكافحة الإرهاب.
تهديد الإسلام السياسي تضاعف
وأوضحت “ديلي تليجراف”، أن هذا التهديد تضاعف في أعقاب حادثة مقتل النائب البريطاني من حزب المحافظين ديفيد أميس، بعد تعرضه للطعن عدة مرات في اجتماع لدائرة انتخابية شرق لندن على يد متطرف، حيث أعلنت الشرطة أن التحقيق المبكر كشف عن "دافع محتمل مرتبط بالتطرف التابع لجماعات الإسلام السياسي"، وأنه ربما استلهم العملية من إحدى حركات الإسلام السياسي المتطرفة.
ووجدت الدراسة أن 22 في المائة فقط من الإحالات إلى برنامج "بريفنت" كانت لتطرف الإسلام السياسي، (وهي نسبة قليلة بالمقارنة مع أنواع التطرف الأخري) وأن 30 في المائة فقط من هؤلاء نُقلوا إلى برامج الخاصة بمنع التطرف، وفي المقابل ، شكل المتطرفون اليمينيون 24 في المائة من الإحالات و 43 في المائة من أولئك الذين تم إحالتهم للبرنامج ، مما يجعلهم أكثر عرضة للإحالة والتعامل معهم كحالات مشتبه في تطرفها.
ووفقا للصحيفة، خلصت الدراسة إلى أن نسبة الإحالات الخاصة بالمتطرفين الإسلاميين في برنامج "بريفينت" تعد قليلة بالمقارنة مع العدد الحقيقي للإرهابيين الإسلاميين الذين يمثلون أكثر من 90 في المائة من المشتبه بهم البالغ عددهم 43000 في قائمة مراقبة المخابرات البريطانية والغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية وعمليات القتل والطعن الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مؤلف الدراسة جوناثان هول" قوله: "الإرهاب الممارس على يد جماعات الإسلام السياسي لا يزال يمثل التهديد الرئيسي في بريطانيا العظمى وكان مسؤولاً عن غالبية الإدانات بالإرهاب في عام 2019."
وأشارت إلى أنه في العام الماضي، تمت إحالة 210 متطرف إسلامي فقط إلى برنامج منع التطرف ، وفقًا للتقرير الذي نشرته جمعية هنري جاكسون، فيما كانت صحيفة "الجارديان" كشفت هذا الأسبوع أن المشتبه به في حادثة مقتل النائب البريطاني كان معروفا سابقا لبرنامج "بريفينت"، ولكنه رغم ذلك لم يظهر في أي قائمة مراقبة حالية للأجهزة الأمنية البريطانية.
وتابعت أنه من المتوقع خلال الفترة القادمة أن توصي مراجعة حكومية لبرنامج بريفينت تحا إشراف ويليام شوكروس، المؤرخ والوصي الرئيسي السابق لجمعية هنري جاكسون، بإصلاح شامل للبرنامج، مع التركيز بشكل أكبر على حماية الأمن العام وتأمين التمويل لمدة ثلاث سنوات لمخططات التخلص من المتطرفين.
وقال الدكتور آلان ميندوزا، مدير جمعية هنري جاكسون: "الواقع هو أن برنامج بريفينت كافح لمواجهة الزيادة في الإحالات إليه على مر السنين في ظل تزايد التطرف والعداء المستمر له من قبل بعض قادة المجتمع المسلم".
وأضاف "نحن بحاجة إلى مزيد من البرامج للمضي قدمًا، ويجب أن نضاعف جهودنا لتقوية برامجنا لمكافحة التطرف".
من جهته، قال رقيب إحسان، المساعد في الدراسة، قوله إن عدم التطابق يعني "وجود احتمال حقيقي للغاية للمتطرفين الإسلاميين الذين يمثلون خطرا أمنيا كبيرا لا يخضعون للمراقبة الكافية من قبل السلطات العامة".
وحذرت الدراسة من أن "المملكة المتحدة لا تستطيع أن تصاب بالشلل بسبب سياسات التصحيح السياسي والهوية القبلية في مكافحة التطرف التابع لجماعات الإسلام السياسي - وهو تهديد إرهابي يقلق المسلمين وغير المسلمين في بريطانيا إلى درجات مماثلة".
وأضافت: "لقد تم التشكيك مرة أخرى في فعالية هياكل مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة بعد مقتل السير ديفيد، والهدف الرئيسي لمخطط بريفنت هو الحد من التهديد الإرهابي الشامل للمملكة المتحدة وزيادة السلامة العامة، ولكنه يفشل الآن في تحقيق هذا الهدف".