في عيدهما.. تعرف على القديسين «سرجيوس» و«واخس» وكنيستهما الآثرية بمصر القديمة
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم، بتذكار استشهاد الشهيد العظيم سرجيوس؛والتي تسمى كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة على اسمه تخليدًا لذكراه.
وروى ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، قصة حياته قائلًا: إنه كان هو وصديقه “واخس” قائدين في الجيش الروماني في ولاية جالريوس ومكسيمانوس، ولما دعيا ذات يوم لحضور أحدي الاحتفالات الخاصة بالآلهة الوثنية رفضا بثبات فحمي غضب القيصر عليهما وأمر بتجريدهم من ملابسهم وتعذيبهم؛ وإمعانًا في التحقير من شأنهما أمر أن يرتديا ملابس النساء، وأن يوضع قيد حديدي في عنقيهما.
وتابع: لقد أحتملا القديسان كل هذه الإهانات بشجاعة نادرة فأمر الوالي إحالتهما إلي أنطيوخوس حاكم سوريا الذي أمر أن يضرب واخس بأعصاب البقر فنال إكليل الشهادة.
مُضيفًا: ولقد أمر الوالي بإلقاء جسده في نهر الفرات فقذفته المياه إلى الشاطئ فشاهده مجموعة من الرهبان المتوحدين ودفنوه بإكرام شديد، بعدها أمر الوالي بتعذيب صديقه سرجيوس تعذيبًا شديدًا ثم أرسله إلى ولاية تعرف بأسم الرصافة ولقد كان والي الرصافة صديقًا لـ"سرجيوس"، فحاول بكل الطرق أن يقنعه أن يعدل عن رأيه وينكر إيمانه حفاظا علي حياته؛ فرفض بكل إصرار؛ وعندما يأس من إقناعه أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة في يوم 10 بابة الموافق 20 أكتوبر.
وتابع: فقامت إحدى العذارى واحتفظت بجسده حتى انتهاء عصور الاستشهاد؛ بعدها تم بناء كنيسة كبرى على اسمه في مدينة الرصافة بالعراق وقام خمسة عشر أسقفا بتدشينها وتحتفل الكنيسة بتذكار تدشين هذه الكنيسة في 19 هاتور من التقويم القبطي الموافق 28 نوفمبر من التقويم الميلادي أما تذكار تكريس كنيستهم في مصر القديمة فيقع في يوم 10 أبيب الموافق من التقويم القبطي الموافق 17 يوليو من التقويم الميلادي.
وواصل ماجد كامل قائلاً: أما عن كنيسة أبو سرجة وتعرف أيضًا بكنيسة المغارة فيؤكد المؤرخون أنها أقدم كنيسة في مصر القديمة بل وفي القاهرة كلها ولقد شيدت في نفس الموقع الذي مرت به العائلة المقدسة وفيها توجد المغارة التي استراحت فيها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلي أرض مصر وتقع المغارة أسفل الهيكل الرئيسي الذي على اسم سرجيوس وواخس طولها حوالي 6 متر وعرضها 5 متر وارتفاعها 2 ونصف متر تقريبًا.
وتابع: لقد تم تجديد وإعادة افتتاح الكنيسة في 1 يونيو 2016 بحضور كل من حلمي النمنم وزير الثقافة السابق، والدكتور خالد العناني وزير الآثار؛ والسيدة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والتعاون الدولي.
وواصل: لقد صرح القس أنجيليوس جرجس كاهن الكنيسة وقتها أنه أثناء عملية الترميم تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الكنوز الأثرية مثل جرن للمعمودية مغطى بمبانٍ من الطوب وطبقة من الرخام ومنقوش عليه صليب من المغارة؛ ولقد تم اكتشافه بالمغارة ويرجع للقرن الرابع الميلادي، وشرقية مذبح المغارة وهي عبارة عن تجويف في شرقية مذبح المغارة؛ حيث أكتشفت خلف الحائط الشرقي للمغارة، والحائط الأصلي للكنيسة؛ وهو مماثل لطرق بناء الحوائط الموجودة في روما خلال الفترة من القرن الثاني الميلادي حتي القرن الرابع الميلادي، أيقونة فريسكا لثلاثة أشخاص هم:- القديس مارمرقس في المنتصف؛ وعن يساره البابا ديسقوروس البابا رقم 25 من باباوات كنيسة الإسكندرية؛ أما الشخص الذي عن يمينه فلم نتمكن من معرفته.
مختتمًا: كما قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين مذابح الكنيسة الجديدة في يوم الإثنين 10 أكتوبر 2016 بحضور 14 أسقف من أساقفة الكنيسة القبطية؛ كما قام قداسته بترقية ثلاثة من الآباء الكهنة إلى رتبة القمصية.