«الزراعة»: مشروعات السدود العملاقة تعوق التوزيع العادل لمياه الأنهار
قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن مصر تحذر من أن تقف مشروعات إقامة السدود العملاقة حائلًا أمام التوزيع العادل لمياه الأنهار العابرة للحدود بما يشكل تهديدًا لنجاح برامج مكافحة التصحر والتشجير وإيجاد الحلول للتكيف والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
أضاف «القصير»، في كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه الدكتور نعيم مصيلحي، مستشار وزير الزراعة، أن مصر أولت اهتمامًا بالغًا بقطاع الزراعة وحظى بدعم غير مسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري من خلال إطلاق المشروعات القومية العملاقة للتنمية الزراعية على كل المحاور، موضحًا أن الوزارة تنفذ أكثر من 320 مشروعًا لتطوير منظومة الإنتاج الزراعي والأنشطة المرتبطة به وتحسين الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية.
وأوضح وزير الزراعة أنه في ضوء ندرة المياه تعتبر مصر من أوائل دول الإقليم التي سعت للاستفادة من معالجة المياه العادمة واستخدامها في إنشاء الغابات الشجرية، حيث أنشأت أول غابة تعتمد في ريها على المياه العادمة عام 1996 في منطقة الأقصر بدأت بمساحة 85 هكتارًا «210 فدانًا»، ثم ازدادت إلى 700 هكتار حاليًا تعادل 1729 فدانًا، تلاها بعد ذلك إنشاء مجموعة من الغابات بلغت عدد 51 غابة شجرية باستغلال مياه الصرف الصحى المعالج بإجمالى مساحة 12 ألف هكتار تعادل 29 ألفًا و652 فدانًا، موزعة في عدة محافظات.
أشار «القصير» إلى أن عدد الغابات الشجرية، حاليًا، يصل إلى 24 غابة وتصل مساحتها الكلية نحو 5 آلاف هكتار تعادل 12 ألفًا و355 فدانًا. وجار حاليًا، إنشاء عدد 27 غابة جديدة بإجمالي مساحة 7000 هكتار تعادل مساحة 17 ألفًا و297 فدانًا.
ونبه وزير الزراعة إلى أن مصر تدرك جيدًا أهمية التشجير وتنمية المراعى لا سيما في البيئات الجافة حتى في ظل تحديات نقص المياه والآثار السلبية للتغيرات المناخية والتصحر، حيث تولي اهتمامًا كبيرًا بالتشجير بكل أنواعه رغم ما تعانيه من شح في المياه.
أوضح «القصير» أن مصر تمتلك العديد من الحدائق التاريخية مثل حديقة الأورمان بالجيزة والحديقة النباتية بأسوان وغيرها، وغابات الصداقة المصرية مع اليابان بمدينة السادات ومع الصين بمنطقة سرابيوم، كذلك اهتمت مصر بإنشاء الأحزمة الشجرية لحماية المحاصيل الحقلية والبستانية وتحسين إنتاجيتها خاصة بالمناطق المستصلحة حديثًا أو في الواحات الصحراوية.
أشار إلى أن مصر أولت اهتمامًا كبيرًا بالتشجير الحضري وشبه الحضري على امتداد المدن المصرية القديمة والجديدة، وهو أمر واضح للعيان لمن أتيحت له فرصة زيارة القاهرة والتجول في امتداداتها العمرانية الجديدة. وتبلغ المساحات الخضراء في التوسعات الجديدة لمدينة القاهرة حوالي 11 -13% من جملة المساحة المشيدة، وزاد الاهتمام بالمسطحات الخضراء والتشجير في تصميم العاصمة الإدارية الجديدة، إذ تصل فيها المساحات الخضراء في التجمعات السكنية إلى حوالي 50% من نسبة المناطق المشيدة، فضلًا عن إنشاء حديقة قومية (National Park) بمساحة 2100 هكتار تعادل 5 آلاف و189 فدانًا.
وأشاد وزير الزراعة بدور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لجهودهم الكبيرة والمقدرة لتنظيم مثل هذه المنتديات المهمة، علاوة على دعمهم المتواصل لمصر وبلدان الإقليم لتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الجوع، والعمل المستمر في مجالات صيانة الموارد الطبيعية وحسن إدارتها بما يؤمن حياة أفضل للسكان ويسهم في توفير الحماية البيئية في بلداننا.