الولايات المتحدة الأمريكية في الظلام..!
تروح عن نفسها روسيا الاتحادية، جيش عملاق، لكنه يغوص في وحل المعادلات الوهمية، عندما يؤلف..
تقول إحدى الحكايات العسكرية التي درجت وانتشرت خلال ال 72 ساعة الأخيرة ان (وابلان من الغواصات الروسية يغرقان الولايات المتحدة في الظلام).
.. بالطبع، أمر معقول(....)، وهو في ذات الوقت من الأمور المستحيلة، والحمير ان المحلل العسكري الروسي "سيرغي فالتشينكو"، كتب في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، متخذا الاصطفاف مع وحول، سيناريوهات القوة المستقبلية التي يتحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن "سيرغي" وضع ما يمك وصفه بسيناريو لماهية وشكل يوم القيامة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية.
بلغة وأساليب العراف العارف، يؤكد المحلل العسكري فالتشينكو، ان بلاده باتت سباقة في بعض قوى سلاح المستقبل لافتا:لقد سبقت روسيا بسنوات الولايات المتحدة في مجال الأسلحة الدقيقة فرط الصوتية. لم يتم تقليص الفجوة بعد، فيما يمكن للأسلحة الروسية الجديدة أن تغير طبيعة الحرب تماما.
.. المريب، بل الغريب ان هذا ال " فالتشينكو"، يضع لرؤيته مرجعية إسرائيلية صهيوني، فهو ينقل عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "ناتيف"، ياكوف كيدمي، قوله على قناة يوتيوب "Soloviev-LIVE": "لقد دخل الأمريكيون الآن مرحلة الاختبارات التجريبية الأولى لأنواع معينة من الصواريخ (فرط الصوتية). أما في روسيا، فقد وضعت هذه الأسلحة، كما قال الرئيس" بوتين"، في الخدمة، وهي أكثر تنوعا، ومواصفاتها التكتيكية والتقنية أفضل بعشر مرات مما ينتجه الأمريكيون".
.. يثير هذا الحال بين روسيا والولايات المتحدة، سؤال مستقبل الصناعات العسكرية التي دخلت سباقات لا رهان عليها، سباق الرقمية وسباق الفيزيائية وسباق الما وراء قارية، وسباق ان تكون جيو سياسة السلاح مرتبطة ب جيوسياسة كل بلد، إلى حد ان أسلحة معظم دول العالم الثالث، باتت متخلفة، تنفع للإرهاب والتطرف في حدود الدول المتخلفة ذاتها.
الأمر غريب فعلا، السلاح في الدول الكبرى والصناعة والرأسمالية، صناعة تنافس كل الصناعات العالمية والقرية والمستقبل ية.
لقد ظهر مصطلح (الأسلحة فائقة الدقة- فرط الصوتية)، في سنوات الأزمات الكبرى الصحية والاقتصادية، لنشر المزيد، المزيد من الرعب والخوف والهيمنة على المصادر.
مثل هذه الصواريخ تغير بالقطع، طبيعة المعارك والسيناريوهات المحتملة للحرب بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
هناك سعي دائم لفهم مستقبل جميع أنواع الأسلحة الاستراتيجية، وبالتالي نقلها إلى فضاء آخر مختلف تماما، بمجرد أن يتم وضع هذا السلاح (فرط الصوتي) في الخدمة في كل من روسيا والولايات المتحدة".
.. مهلا..!
السيناريوهات الروسية، وغيرها، تضعنا أمام نفق اسود، ظلام دامس، نهاية مشروعة للقوة.
إذ يمكن للأسلحة فائقة الدقة فرط الصوتية أن تدمر جميع عناصر الثالوث النووي للعدو خلال 15 دقيقة: قاذفات الصواريخ والمطارات التي تحتوي على طائرات تحمل أسلحة نووية والغواصات المسلحة بصواريخ عابرة للقارات.
وبحسب المصدر الروسي، فإن الرؤية التي أعلنها الإسرائيلي "كيدمي"، تأخذ في الحسبان إن قادة روسيا لم يكشفوا عن كل خططهم في مجال الأسلحة الجديدة. بل "قلة قليلة من الناس يعرفون" التطورات الجارية في هذا المجال. و"سيعرفون عنها عندما تعمل كل هذه الأنظمة. هناك 170 محطة طاقة في الولايات المتحدة. يكفي ثلاث غواصات فقط، ورشقتان صاروخيتان، وفي غضون عشر دقائق، تغرق الولايات المتحدة في الظلام. يتم قطع الطاقة عنها تماما ولفترة طويلة. لا تبقى دولة وان لا أحد يستطيع فعل أي شيء".
.. بالتوازي، العالم يتحدث عن وجود :خطط أمريكية" لتحقيق قفزة سريعة، ونوعية في صناعة الصواريخ- فرط الصوتية.
كما يشيركبار قادة الجيوش في البنتاغون، فإن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة هي:" تطوير صواريخ مجنحة تُطلق من الجو ومتوافقة مع منصات إطلاق الصواريخ فرط الصوتية الأخرى"
القوى الكبرى، في العالم، سياسيا واقتصاديا وبالذات أمثال : روسيا والصين والولايات المتحدة، لا تكل من خططها لتطوير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بكل مراحل إنتاجها، لعل أبرزها "فرط الصوتية" التي:
*عسكريا: لا يمكن اعتراضها بواسطة أي نظام دفاع صاروخي حالي.
*امنيا:قوة ماحقة، سريعة، لا يمكن رصدها او التصدي لها.
..الروس،لديهم طموح سينمائي لرسم شكل نهايات للدول الكبرى، لهذا عجلوا من ابحاثهم في مجالات الأسلحة القذارة، التي تجعل أمريكيا في الظلام، بسبب او بدون سبب.
هل بادر أحدنا إلى طرح سؤال كبير عن طبيعة وماهية ما يحدث؟.
.. هنا اقصد :
ما هي الأسلحة "فرط الصوتية"؟
منصة و موقع "بارتي يارد" العسكري الإلكترونية تقول ان :
السلاح "فرط الصوتي" هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة "5 ماخ" أي أسرع خمس مرات من سرعة الصوت على الأقل، أي قادر على اجتياز ميل أي 1.6 كيلومتر، في الثانية الواحدة.
.. وان الصاروخ الباليستي الروسي Kh-47M2 Kinzhal، قادر على الوصول إلى سرعات ماخ 10 (7672 ميلًا في الساعة) ومسافات تصل إلى 1200 ميل.
… ويمكن لهذا النوع من الصواريخ حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي ينطلق بسرعات هائلة، لتدمير أهداف بدقة شديدة دون الحاجة لوقود دافع بل باستخدام الطاقة الحركية (...) فقط.
.. تؤشر الإجابات إلى خوف من ظلام علمي، مستقبلي، فعندما تصبح الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت جاهزة للعمل، فإن الفجوة بين أنظمة الدفاع الصاروخي والهجوم الصاروخي ستكون هائلة.
.. علينا الترقب، مع خلطة من الخوف والرعب، والبحث عن النهايات، فلا يوجد حاليًا نظام دفاع صاروخي تشغيلي قادر على اعتراض صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بهذا الحجم، وهنا تتبلور أهمية السباق العالمي على تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، بحسب سينار الإجابات المتوفرة.
.. لا يمكن لي، انا الكاتب القاص، أو الرسام المجتهد الباحث عن الجمال، ان اعيش لحظة رعب، أو ظلام من هكذا سيناريو، ومن هكذا إجابات عن:
ما هو الأثر الذي ستحدثه الصواريخ "فرط الصوتية"؟
.. ذلك العالم العارف، يبدو أنه جني، يخرج من عالم الف ليلة وليلة، ليضعنا على فوهة صاروخ، ليعدد لنا:
تقدم الصواريخ "فرط الصوتية" عددًا من المزايا الإضافية عسكريًا مقارنة بالأسلحة دون سرعة الصوت والأسرع من الصوت، لا سيما فيما يتعلق بملاحقة الأهداف ذات الأهمية الزمنية (على سبيل المثال، قاذفات الصواريخ الباليستية المتنقلة)، حيث تكون السرعة الإضافية لسلاح تفوق سرعة الصوت ذات قيمة أكبر ميدانيًا.
.. هي حقيقة تجمع بين علم المستقبل وفوضى لا جناح لها إلا أجنحة الموت.
*حسين دعسة، مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية.