مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان: نثق في دور القيادات والمؤسسات الدينية في مواجهة كورونا
أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ثقته في أدوار القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة لمساندة صانعي السياسات، لمواجهة تحديات عالمنا المعاصر، وعلى رأسها جائحة فيروس كورونا، داعيًا التعامل معهم كشركاء لعكس التطويرات، التي ينشدونها في مجتمعاتهم والمساعدة في نجاح وتحقيق البرامج المشتركة الموجهة لمجتمعاتهم المحلية.
وقال بن معمر- في كلمته خلال افتتاح النسخة الثامنة من مؤتمر أديان العالم 2021 الذي انطلقت فعالياته في مدينة شيكاغو الأمريكية بعنوان "لنفتح قلوبنا للعالم: التعاطف يبدأ بالعمل"- إن أزمة الجائحة أبرزت أدوار ومساهمات رجال الدين ونقلتهم النوعية من الصورة النمطية المعروفة عنهم لأعمال الوعظ والتوجيه والإرشاد إلى الانخراط والالتحام مع قضايا الواقع، والعالم الافتراضي لمساندة الجهود الرسمية والتفاعل مع خطط التنمية المستدامة.
واستعرض بن معمر نشاط مركز الحوار العالمي في تعزيز الحوار والتعاون بين القيادات ومؤسسات القيم الدينية وصانعي السياسات؛ مشيرًا إلى مساهمة المركز في الجمع بين قيادات دينية وصانعي السياسات لإتاحة الفرص غير المسبوقة؛ لتعزيز القدرات والعمل على إيجاد جسور مشتركة تربط المكونات الدينية بعالم صانعي السياسات؛ لافتًا إلى أن هذا النهج أثمر في تطوير جدول أعمال مشترك بين هذين الطرفين؛ لتعزيز مشاركتهما وزيادة زخم أعمالهما من خلال تنفيذ مئات الأنشطة لمواجهة التحديات العديدة التي تعصف بمجتمعاتنا.
وحول استراتيجية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، قال بن معمر إن المركز يترجم مهماته إلى منصات تطبيقية ومستدامة تحتضن أتباع الأديان في نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والمنطقة العربية وميانمار، بجانب إطلاق أول منصة للقيادات الدينية في أوروبا؛ لتعزيز سبل التعاون في القضايا المشتركة التي تواجه المجتمعين في أنحاء أوروبا.
وتابع بفضل برنامج "كايسيد" للزمالة الدولية، تمكنا من تدريب 450 شابًا وشابة من جميع أنحاء العالم على استخدام الأساليب المهنية اللازمة لتعزيز قيم الحوار والتعايش السلمي والمواطنة المشتركة.
وعوَّل الأمين العام لمركز الحوار العالمي على أدوار وتطبيقات القيادات المنظمات وممثلي الأديان في المؤتمر، ومساهمتهم الملموسة في أرض الواقع، متمنيًا تعاظم حماسهم وتلاحمهم مع أبناء مجتمعهم لتعزيز تماسكهم الاجتماعي، ومضاعفة التزامهم بالفئات المحتاجة؛ والمشاركة الفعالة وتحقيق النتائج التي تسهم في بناء قدرة أتباعهم على المشاركة في التنمية المستدامة ومجابهة التحديات؛ وأنه بهذه الممارسات يتعاظم انعكاس صورة القيم الدينية إيجابًا في أذهان الآخرين.
وشدَّد بن معمر على قدرات شباب اليوم ومهاراتهم، بوصفهم أكثر تحليًا بروح الإبداع والمنافسة والمرونة والذكاء التقني من أي جيل سبقهم، داعيًا إلى استثمار طاقاتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيفها لإحداث التطوير الاجتماعي وترشيد استخدام التقنيات الحديثة؛ لتنعم البشرية بحياة أفضل.