كنيسة الروم الملكيين تحتفل بعيد القديس لونجينوس
تحتفل كنيسة الروم الملكيين برئاسة المطران الانبا جورج بكر، اليوم، بحلول السبت الحادي والعشرون بعد العنصرة، والإنجيل الرابع بعد الصليب، و تذكار القدّيس لونجينوس قائد المئة الواقف بإزاء الصليب.
تقول الكنيسة: "تذكر التقاليد القديمة أن قائد المئة الروماني الذي أشرف على تنفيذ الحكم بالإعدام بيسوع والمصلوبين معه، كان اسمة لونجينوس. وأصله من كبادوكية. وانه على أثر الإيمان الذي انبثق نوره في نفسه عندما أسلم يسوع الروح، رفض الفضة التي عرضها عليه رؤساء اليهود ليخفي قيامة يسوع، وغادر، ورفيقين له، الجيش الروماني وعاد إلى بلاده يكرز بالوهة المسيح. غير أن بيلاطس الوالي، اذ اغراه اليهود بالمال، شكى لونجينوس إلى الإمبراطور طبياريوس فأمر هذا بأن يقطع رأسه ورأس رفيقيه. وأرسلت هامته المكرّمة من كبادوكية إلى المدينة المقدسة حتى يتأكد لليهود ولبيلاطس أنه مات".
وتكتفي الكنيسة كنيسة الروم الملكيين خلال احتفالات اليوم بالقداس الالهي الذي يُقرأ خلاله عدة قراءات كنسية مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل قورنتس، وإنجيل القدّيس لوقا.
بينما تقتبس العظة الاحتفالية من الجزء الثّالث، من كتاب "مرآة المحبّة" للقدّيس ألريد دو ريلفو اذلي عاش في الفترة (1110 - 1167)، وهو راهب سِستِرسيانيّ.
وتقول العظة: "عندما يبتعد الإنسان عن الضجيج الخارجيّ، ويدخل في سرّ قلبه، ويغلق بابه في وجه حشد الغرور الصاخب...، عندما لا يبقى فيه أيّ شيء هائج وغير منظّم، أيّ شيء يشدّه ويمزّقه...، يكون ذلك الاحتفالَ السعيد بِسَبتٍ أوّل. غير أنّه يستطيع مغادرة هذه الغرفة الحميمة الحاضنة لقلبه، ليدخل راحةَ حلاوةِ المحبّة الأخويّة، المليئة بالسعادة والسلام. هذا هو سبت ثانٍ، سبت المحبّة الأخويّة."
وتضيف: "عندما تتطهّر النفس في هذين الشكلَين من المحبّة (الذات والقريب)، تتوق بشوق أكبر إلى أفراح العناق الإلهيّ ممّا يثبّتها بشكل أكبر. وإذ هي مشتعلة برغبة قصوى، فهي تعبر حجاب الجسد وتدخل قدس الأقداس، حيث الرّب يسوع المسيح هو روح أمام وجهها، فيغمرها بالكامل نور لا يوصف وحلاوة غير عاديّة. وإذ يسود الصمت كلّ ما هو جسديّ ومحسوس وقابل للتغيير، تحدّق بنظر ثاقب في الّذي هو، الّذي هو دائمًا ثابت، مشابه لذاته، الّذي هو واحد. وإذ هي حُرّة لترى أنّ الربّ ذاته هو الله، تحتفل دون أدنى شكّ بِسَبت السبوت في عناقات المحبّة الحلوة ذاتها.