«السادات» أدى دور مأذون وهو طالب
«لمست حبه وعشقه للفن خلال دراستنا الثانوية فى مدرسة (رقى المعارف) عندما جمعنا فريق التمثيل بالمدرسة».. هكذا بدأ الكاتب الكبير حسن إمام عمر حديثه عن محبة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للفن، التى دفعته لتجربة التمثيل أكثر من مرة، والتفوق فيه، حسبما نُشر فى مجلة «صباح الخير» عام ١٩٩٦.
ويوضح «عمر»: «اشتركنا معًا فى عرضين مسرحيين، أظهر فيهما السادات تفوقًا جعل مدرب الفريق، عبدالقادر المسيرى، يشيد بأدائه ويخصه بعبارات الإعجاب والتقدير، لصدقه فى تجسيد الشخصيات التاريخية والدينية».
توطدت علاقة «السادات» بـ«عمر» بعدما التحق بالعمل فى مجلة «الصباح»، التى كانت تهتم بالشئون الفنية، لذا كان يحرص على متابعة الأعمال المسرحية، فحرص «السادات» على مرافقته، وذهب معه لمسرح «رمسيس» وشاهد مسرحية «أولاد الفقراء»، للفنان الكبير يوسف وهبى، خمس مرات خلال عشرة أيام، فقد كان معجبًا بموضوع المسرحية وبجرأة «ابن الباشوات» فى نصرة الفلاحين والكادحين وتعرية الطبقة الأرستقراطية.
واعترف «السادات»، فى مقاله بجريدة «الجمهورية»، بميله وحبه الشديد للفن والفنانين، حيث قال: «كنت فى مدرسة (رقى المعارف) الثانوية، وتكونت فى المدرسة فرقة تمثيلية كنت أنا ضمن أفرادها، بعد أن أديت الامتحان أمام المشرف، وكان ممثلًا محترفًا يعد الرواية التى ستقدمها الفرقة فى نهاية العام الدراسى».
وروى «السادات» أنه حصل على دورين، أحدهما تراجيدى «جيروم» والآخر كوميدى «المأذون عزيز»، وحفظ البرنامج الذى طبع لهذه الحفلة وعليه صوره.
بعدما أدى «السادات» الشخصيتين، قرأ إعلانًا فى مجلة «فصول» تطلب فيه الفنانة أمينة محمد وجوهًا جديدة لفيلم «تيتاوونج»، وتوجه إلى مقر الشركة فى عمارة بشارع إبراهيم باشا، واستعرضت الفنانة أمينة محمد عشرين شابًا بينهم «السادات»، الذى قال فى مقاله بـ«الجمهورية»: «بعد أن أقلعت عن هذه الهواية دخلت الكلية الحربية، وكنت أحس فى نفسى الفخر والزهو بالجندية، إلى أن شاءت الأقدار أن أطرد من الجيش، ولم أكن قد خدمت سوى أربع سنوات واعتقلت عقب طردى مباشرة، وأمضيت أكثر من سنتين ثم هربت من المعتقل، وهنا كان علىّ أن أمثل فعلًا أدوارًا حقيقية على مسرح الحياة، وأنا هارب حتى لا يقبض علىّ البوليس».
ويقول «السادات» إنه كان يشعر وهو بين الفنانين بأنه يعيش بين «الأهل والأحباب».