حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي 2021 بالتواشيح والوعظ ؟.. الإفتاء ترد
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر البث المباشر على صفحتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، من سائل يقول: ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي 2021 من خلال الابتهالات والتواشيح والأمسيات الدينية والوعاظ، حيث يحتفل بعض الناس بها مع كل ذكرى للمولد فما حكم الشرع في ذلك، حيث يقال إنه بدعة؟
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي 2021
من جانبها، قالت الدار، إن الاحتفالُ بذكرى المولد النبوي 2021 صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان، فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ" رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف، فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: "ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه" رواه مسلم.
وأضافت الدار، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصدُ الصالحةُ الأخرى؛ كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا، لأن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، فكان القول ببدعيته -فضلًا عن القول بتحريمه أو المنع منه، ضربًا من التنطع المذموم، لأن البدعة المنهي عنها هي ما أُحدِثَ مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا؛ فهذه بدعة الضلالة.
حكم احتفال الصحابة بذكرى المولد النبوي 2021
وأشارت إلى أن ادِّعاء أن أحدًا من الصحابة لم يحتفل بذكرى المولد النبوي 2021 صلى الله عليه وآله ليس بصحيح أيضًا، لما ورد في السنة النبوية من احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه، فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه أحمد والترمذي.