«لبيع الوهم».. شركات التبغ المسخن تحاول جذب الشباب بعروض أسعار متدنية لمنتجاتها
تعمل شركات التبغ المسخن على الترويج لمنتجاتها على أنها بديل عن التبغ العادي وتدعى أنه أقل ضررا من الأخير وهو ما يخالف الحقيقة، بإجرائها لعروض للبيع بأسعار متدنية بهدف جذب الشباب لشرائها.
وهو ما أكده الدكتور وائل صفوت رئيس مؤسسة صحة مصر ومنسق التحالف المصري لمكافحة الأمراض غير المعدية، قائلا: إن هذه الأنواع من الدعاية ما هي إلا تحايل من الشركات لجذب المواطنين لشراء منتجاتهم، مضيفا أن انخفاض أسعار التبغ بصفة عامة والمسخن بصفة خاصة يزيد من إقبال الشباب على التدخين، ما يعد تعديا على القوانين التى تطالب بالامتناع عن التدخين وسياسات مكافحة التبغ في العالم.
وأوضح صفوت في تصريحات خاصة للدستور، أن الشركات العالمية المنتجة للتبغ المسخن تتحايل على المواطنين بتخفيض الأسعار لتزيد من أعداد المستهلكين له، وتزيد من مكاسبها وتحقق أرباحها على حساب صحة الشباب، وخداعهم بأنها أقل ضررا من منتجات التبغ الأخرى.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة وجيدة أنور أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب عين شمس، عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، إن التبغ المسخن له أضرار كبيرة جدا على المجتمع؛ لأنه سوف يتسبب في ظهور فئة جديدة من المدخنين اعتادوا على تدخينه وتمادوا فيه بسبب اعتقاداتهم الخاطئة بأنه أقل ضررا من السجائر العادية.
وأوضحت أستاذ الصحة العامة في تصريحات خاصة للدستور أن تدخين التبغ المسخن له أضرار تدخين السجائر العادية نفسها لاحتوائها على نفس المواد الكيميائية الضارة، لافتة إلى أن الشركات المنتجة للتبغ المسخن تنتهك القانون بسبب عدم وضع الصور التحذيرية لأضرار التدخين على منتجاتها ما يجعل الإقبال عليها كبيرا.
وأكدت أنور أنه يجب التصدي لتلك الشركات عن طريق القيام بحملات توعية بخطورة التبغ المسخن والتدخين على صحة المواطنين وتوعيتهم بأنه ليس أقل ضررا.
وفي هذا الشأن، كانت منظمة "ستوب"- وهي منظمة رقابية على صناعة التبغ- أشارت في بيان لها إلى أن التبغ المسخن هو حيلة أخرى من حيل شركات التبغ لجذب جيل جديد من المدخنين، كما أنها تواصل تسويق السجائر للشباب بمنتجات جديدة تسبب الإدمان مثل السجائر الإلكترونية.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن منتجات التبغ الساخنة هي منتجات تبغ، مما يعني أن أحكام الاتفاقية الإطارية تنطبق بشكل تام على هذه المنتجات. "وفقا للقرارFCTC/COP8(22)). وعلى وجه التحديد، تُلزم المادة 13-4 (أ) الأطراف الشريكة بحظر جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته التي تروج لمنتج من منتجات التبغ بأي وسيلة كاذبة أو مضللة أو غيرها من الوسائل الخادعة أو التي قد تعطي انطباعا خاطئا عن خصائصه أو آثاره الصحية أو مخاطره أو انبعاثاته".
وأكدت منظمة الصحة العالمية من جديد أن الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في منتجات التبغ المسخّن لا يجعل منها منتجات غير ضارة، ولا يفضي إلى انخفاض المخاطر على صحة الإنسان. وفي الواقع، فإن نسب بعض المواد السميّة التي يحتوي عليها الضبوب الذي يتولّد منها أعلى من تلك الموجودة في دخان السجائر التقليدية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة قامت بترخيص تسويق أحد منتجات التبغ المسخّن، ألا وهو نظام تسخين التبغ "IQOS"، بموجب القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، وينص هذا القانون على ضرورة الحصول على تصريح سابق للتسويق قبل طرح منتجات التبغ الجديدة في السوق في الولايات المتحدة.
ومن جانبها أوضحت إدارة الأغذية والأدوية في بيانها أنه "حتى مع اتخاذ هذا الإجراء، تظل هذه المنتجات غير مأمونة و"غير معتمدة من قِبل إدارة الأغذية والأدوية"، كما أن الأوامر المتعلقة بتعديل التعرّض للمخاطر لا تسمح للشركة بالمطالبة بأي تعديل آخر على التعرّض للمخاطر، أو الإدلاء بأيّ بيانات صريحة أو ضمنية تفيد بأن إدارة الأغذية والأدوية قد اعتمدت هذه المنتجات أو تعتبرها مأمونة للاستخدام من جانب المستهلكين، أو تضلّل المستهلكين بحملهم على اعتقاد ذلك".
ورفضت إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة، بموجب ترخيصها، الادعاءات القائلة بأن المنتج أقل ضررًا من منتجات التبغ الأخرى أو أنه يتيح الحد من المخاطر المحدقة بالصحة، مطالبة من الشركة المعنية أن ترصد مدى وعي الشباب بالمنتجات وتعاطيهم لها من أجل المساعدة على التأكد من أن تسويق منتجات التبغ المعدَّلة المخاطر لا ينطوي على عواقب غير مقصودة في حال استخدامها من قِبل الشباب. ويجب على الشركة أيضًا أن تبلغ إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة بالجهود المبذولة في سبيل الحيلولة دون حصول الشباب عليها وتعرّضهم لها.