صحيفة ألمانية هجوم إثيوبيا الأخير على تيجراي: يغرق الإقليم في الدماء
نددت صحيفة "فرانكفورتر الجماينة تسايتونج" الألمانية بالهجوم الأخير الذي شنته الحكومة الإثيوبية على قوات تيجراي بشمال البلاد، معتبرة أن أحداث التصعيد الأخيرة في الصراع القائم منذ 11 شهرًا من شأنها أن تغرق منطقة تيجراي بأكملها في كارثة كبيرة وتتسبب في أحداث دموية تضيف لمأساة السكان هناك.
ولفتت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن الحكومة المركزية في أديس أبابا جندت عشرات الآلاف من الجنود في الأشهر القليلة الماضية من أجل شن هجوم واسع النطاق على إقليم تيجراي ومقاطعة أمهرة المجاورة، في حين أنه هناك ملايين من السكان في المنطقة بحاجة ماسة إلى المساعدة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والأدوية والوقود.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاتشو رضا، قوله في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء إن "عشرات الآلاف من الجنود برفقة دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات مسيرة شاركوا على عدة جبهات في هذا الهجوم المتهور منذ يوم الاثنين"، مضيفا أن الهجوم خلف العديد من الضحايا.
وأشارت إلى أن خدمة الإنترنت المستقلة "Ethiopia Map" كشفت عن قيام القوات المسلحة الإثيوبية، التابعة للحكومة بقصف عدة مدن على الحدود مع تيجراي.
وأدانت الصحيفة فرض الحكومة الإثيوبية حصارًا فعليا على تيجراي، مشيرًا إلى أن هذا الحصار جعل المقاطعة المضطربة بالفعل معزولة تمامًا عن العالم الخارجي، وأضافت أن أديس أبابا قامت بقطع كل خدمات الاتصالات والانترنت عن الإقليم ومنعت دخول قوافل المساعدات الإنسانية إليه بالرغم من المجاعة المنتشرة هناك نتيجة النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية.
توقعات بأحداث دموية
وتابعت "يكاد يكون من المستحيل الحصول على معلومات مستقلة عن تيجراي، حيث يخشى أعضاء منظمات الإغاثة الدولية العمل هناك، ولكن الهجوم الأخير قد يغرق المقاطعة في كارثة"، لافتة إلى أن اندلاع القتال كان أمرا متوقعا لا سيما مع اقترب موسم الأمطار الآن.
كما نقلت الصحيفة عن الصحفي الإثيوبي صمويل جيتاتشو، قوله بشأن هذا الهجوم"هذه لحظة حاسمة تتحدث عنها أديس أبابا منذ بعض الوقت، ومن المتوقع أن تكون دموية للغاية".
وبينت أن عشرات الآلاف من الأشخاص قتلوا في الصراع المستمر منذ قيام القوات الإثيوبية بشن حربها على تيجراي قبل عام تقريبًا، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة حذرت مرارًا وتكرارًا من خطورة تفاقم الأزمات الانسانية في الإقليم المحاصر الذي يعتمد أكثر من خمسة ملايين من سكانه على المساعدات الغذائية ويواجه 400 ألف شخص مجاعة تهدد حياتهم، فضلا عن موت العديد من الأطفال من الجوع.