منظمة دولية تكشف الانتهاكات الجنسية ضد نساء تيجراي: «وسيلة للإذلال»
نددت منظمة «جلوبال سيتزن» الدولية، بالانتهاكات الجنسية التي تقوم بها القوات الحكومية الإثيوبية ضد نساء وفتيات عرقية تيجراي، معتبرة أن هذا السلاح يهدف لإذلال العرقية وإخضاعهم، ليس فقط الجيل الحالي، ولكن الأجيال القادمة أيضًا.
ونقلت المنظمة في تقريرٍ نشرته عبر موقعها الإلكتروني، عن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قوله: «ليس هناك شك في أن العنف الجنسي يُستخدم في هذا الصراع كسلاح في الحرب ووسيلة لإذلال وترهيب وصدمة شعب بأكمله اليوم والجيل القادم».
تحقيق أممي
و في مايو 2021، بدأت الأمم المتحدة تحقيقًا في قضايا الانتهاكات، ولكن لم يتم الإعلان عن النتائج بعد.
وفي غضون ذلك، أصدرت منظمة العفو الدولية، تقريرًا في أغسطس الماضي، رصد وقائع الاغتصاب والعنف الجنسي في الصراع بإقليم تيجراي، وكشفت عدد من الروايات عن سوء المعاملة والعبودية والعنف والتعذيب التي تعرضت لها النساء والفتيات الصغيرات نتيجة للحرب حتى الآن.
أوضاع معيشية سيئة
وفي هذا الصدد، قالت الناشطة الإريترية المقيمة بالعاصمة البريطانية لندن، فانيسا تسيهاي، إن «الأوضاع المعيشية سيئة تمامًا في تيجراي.. لا توجد كهرباء، ولا اتصالات، والنظام المصرفي مغلق، والمدارس ليست مغلقة فحسب، بل دُمِرت، ومئات الآلاف من الناس فرَّوا من منازلهم».
وأضافت في تصريحات لمنظمة «جلوبال سيتزن»، أن هناك نساء وفتيات تأثرن بالعنف ما بين الهجمات العسكرية، والقتال، والعنف الجنسي، الذي يؤثر على النساء والفتيات بشكل خاص.
وأشارت إلى أن هناك أزمة إنسانية تحدث في تيجراي الآن، مضيفة: «أكثر من 5.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة.. فالناس يتضورون جوعًا كما انهار نظام الرعاية الصحية».
وتابعت: «بعض الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات لا يحصلَّن عليها، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف الجنسي، فضلاً عن انهيار نظام الرعاية الصحية الذي لا يمكنه تقديم خدمات لعلاج الفتيات بعد تعرضهن للاغتصاب».
أعمال وحشية
وأكدت الناشطة الإريترية، أن الأعمال الجنسية التي تتم ضد نساء عرقية تيجراي، «وحشية تمامًا»، فضلاً عن إهانات وضرب وتعذيب وتهديدات بالقتل.
وصرحت: «تعرضت غالبية الناجيات اللاتي قابلناهن للاغتصاب الجماعي، واُحتجِزَ العديد منهن في ظروف الاستعباد الجنسي لعدة أيام وأسابيع وبعضهم استمر لعدة أشهر، وكان من بين الضحايا الأطفال الصغار».
وذكرت «تسيهاي»: «أصغر ضحية قمنا بتوثيقها كانت تبلغ من العمر 10 أعوام، وأكبرها تبلغ من العمر 62 عامًا، وتعرض بعضهن للاغتصاب أمام أفراد عائلاتهن، وأمام أطفالهن، وبعضهن حوامل، وكانت الظروف المحيطة بالعنف الجنسي في تيجراي مروعة».
محاسبة الجناة
وشددت الناشطة الإريترية، على أن «ما حدث للنساء والفتيات في تيجراي أمر غير مقبول، وغير قانوني ليس فقط بموجب القانون الإثيوبي، ولكن بالطبع بموجب القانون الفردي والقانون الدولي، إنهم يستحقون تعويضات، ويستحقون العدالة القانونية، ومحاسبة الجناة أمام محكمة قانونية».
وأكدت ضروروة إعادة التأهيل النساء في تيجراي، حيث تعرض الكثير منهن لأضرار جسدية ونفسية أيضًا، مضيفة: «هناك خوف من التحدث علانية، وهناك الكثير من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب لم يتكلمن بعد، ويشعرن بالخوف لأن مرتكبي هذه الأعمال مازالوا موجودين حولهم في كل مكان».