هند البنا.. أول مصابة حروق تُدشن مبادرة باسم «احتواء»
«ابني بيخاف من إيديها»، جملة تفوهت بها هند بتأثر شديد خلال تواصلنا معاها للوقوف على مبادرتها باسم احتواء، ومعرفة تفاصيل عن تدشين أول مبادرة ذاتية لاحتواء مصابي الحروق، وقال هذه الجملة مدير المدرسة موجهًا حديثه لهند عندما اشتكي طالب من منظر يديها التي تعرضت للحرق، وكان آخر يوم عمل لها بالمدرسة آنذاك.
بالفعل تأثرت هند من الموقف السابق ولكن على قدر الكسر على قدر القوة التي اكتسبتها عقب ذلك في محاولات تفكير كانت مساحتها كبيرة حول حقوق مصابي الحروق، وتعرضهم للتنمر من قبل أشخاص لا يعلمون كم الوجع من النظرات فقط حتى نظرات الشفقة تؤثر بالسلب على النفس.
تواصلت "الدستور" مع هند البنا حيث تعرضت لحروق نتيجة لحريق نشب في المطبخ، مما نتج عنه حروق في اليدين، وجاءت لها فكرة مبادرة"احتواء" عام 2018 ، وقامت بالبحث عن المصابات بالحروق وتحدثت معهن وقامت بتسجيل المبادرة والدفاع عن حقوقهن والمطالبة بالضم إلى نسبة الـ5% من ذوى الإعاقة، فالمصابون بالحروق أيضًا متضررون للغاية .
وعن الأهل قالت البنا :«أهلي داعمون للغاية لي، بل يشجعونني على الاستمرار في العمل والدعم ولا أتوقف عن مواصلة شغفي».
وأكدت هند على مساعدة المبادرة للعديد من مصابي ومصابات الحروق في إيجاد عمل، وإيصالهم لأماكن العمل الشاغرة، كما نسعى لتدعيم الثقة بالنفس الخاصة بهم، مؤكدة أنهم كانوا متواجدين كأعضاء للمبادرة في حريق رمسيس عام 2019، وضمن المباردات التطوعية بالكويت وبالإضافة لحضور ندوة بعنوان"أنتي الدنيا" 2020بمعرض الكتاب 2020، وأول تكريم للمبادرة كان في مركز تخصصي بمحافظة أسيوط عام 2019.
وعن اليوم العالمي للفتاة قالت هند: " لا بد ألا تتنازل الفتاة عن حلمها وسعادتها وتحقيق شغفها نهائيًا، فأعمل في مجال الإكسسوارات ولدي براند خاص بي وهو يعتبر بابا من المشروعات متناهية الصغر حيث بدأت بأقل من 1000 جنيه رأس مال، ويتم البيع عن طريق الأونلاين.
ومن المواهب التى تتمتع بها هند أيضًا الغناء فتغنت برومو رواية تيستروجين للكاتب شريف عبدالهادي، كما أنها كاتبه لروايات فأصدرت كتابا رومانسيا عام 2016 تحت اسم "مملكة عشق"، ولا أنكر أنى اكتشفت في ذاتي هذا من رحم معاناتي من عدم قبولي في أعمال أخرى على الرغم من حصولي على بكالريوس خدمة اجتماعية، وعدد لا نهائي من الكورسات في الإذاعة، الصحافة، والإعلام.
وتمنت أن يكون هناك مؤسسة تحت اسم "هند البنا" خاصة بمصابي الحروق، وأن يتم التعامل معانا كوننا أشخاصا عاديين ولا يتم التعامل وكأننا مواطنون درجة تانية، وأن يكون لنا مقعد في البرلمان باسم فئة مصابي الحروق.