«الأهرام»: افتتاح السيسى معرض الحرف اليدوية يؤكد التوجه الاستراتيجى بدعمها
ذكرت صحيفة "الأهرام" أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي الدورة الثالثة من معرض الحرف اليدوية والمنتجات التراثية عكس رسالة اهتمام من الدولة بأعلى مستوياتها بخصوص هذه الحرف والصناعات، وأكد التوجه الاستراتيجي الوطني بدعمها.
وأشارت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الاثنين/ تحت عنوان (الحرف اليدوية والمنتجات التراثية) - إلى أنه في عام 2017 حظيت الحرف والمنتجات التراثية بدفعة قوية، حين وجه الرئيس السيسي بتشكيل مجموعة من الشباب تتولى الاهتمام بهذه الصناعات في مختلف المحافظات.
وأوضحت الصحيفة أنه على أثر ذلك، جرى تشييد ورش في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقطاع الفنون التشكيلية، إلى جانب مراكز الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط، وخرجت معارض "تراثنا" إلى النور، وأطلق صندوق التنمية الثقافية مبادرة «صنايعية مصر» فى يوليو 2019، بهدف تأهيل جيل جديد من الصنايعية، وإعادة الحرف التقليدية إلى دائرة الضوء، وأنشيء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.
ويثير الانتباه مقولة منشورة على منصة المشروعات الصغيرة الإلكترونية، جديرة بالتفكير، ومحفزة لطاقات الإبداع، تقول: "أيا كانت فكرتك فإن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة أمر مهم.. قطّعها حتى تعتقد أنها صغيرة جدا لكن ما زالت ذات قيمة"، وهذه المقولة تختزل حكاية المشروعات الصغيرة، وقيمتها الهائلة، وتختزل قيمة الصبر، وقيمة العرق، الذى يبذله أصحابها لأجل التميز في صناعات الحياة.
ورأت (الأهرام) أن الصناعات الحرفية والتراثية يمكن أن تشكل سندا للدولة في كثير من الأمور، منها: استعادة قيمة العمل والصبر، ففي ظل غوايات الحياة العصرية، تعرضت كثير من الصناعات الحرفية للاندثار، ومعها اندثر كثير من القيم والأصول، وتراجع زمن الأسطوات والمعلمين، وتساوى - زيفا - العمل الجيد باللاّعمل؛ وتأكيد الاستقلالية الفردية، وهو ما يتسق مع سياسة الدولة والتوجه العالمي نحو تقليص الوظائف الحكومية والبيروقراطية لمصلحة المبادرات الفردية، ويكرس الحرية، والاستقلالية الشخصية، التي يتأسس عليها العالم الحديث.
وكان لافتا أن يكون اثنان من الثلاثة الذين كرمهم الرئيس السيسي في المعرض من السيدات، اللاتي تعبن على أنفسهن بشكل لافت؛ ومصدر للدخل القومي: إذ تشير الإحصاءات إلى بلوغ حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية عام 2018 ما يزيد على 100 مليار دولار، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه الصناعات، التي تلقى رواجا كبيرا، وتعتبر مصدر دخل مهما للسياحة، والمبادلات بين الشعوب؛ وفي الأخيرة، فإنه يمكن لبعض الممارسات الحديثة (اليوتيوبرز مثالا) أن تشكل مصدر دخل لكثير من الأفراد، ولكنها لا يمكن أن تبني اقتصاد أمة، بينما يمكن للصناعات الحرفية أن تتأسس عليها اقتصادات الأمم.