كنيسة الروم الملكيين في مصر تحتفل بتذكار القديسة البارّة بلاجيا
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر، برئاسة الأنبا جورج بكر، اليوم الجمعة، بحلول يوم الجمعة العشرون بعد العنصرة والإنجيل الثالث بعد الصليب، وتذكار القديسة البارّة بلاجيا.
وتقول الكنيسة إنه ولدت هذه البارّة في أنطاكية سورية، في الشطر الثاني من القرن الخامس. وبعد سنين قضتها في الترف والملاهي، انتحلت الإِيمان بالمسيح، ونالت معمودية الخلاص. ثم ذهبت إلى جبل الزيتون بالقرب من القدس، وأنهت حياتها هناك في أعمال توبة شاقة.
وتكتفي كنيسة الروم الملكيين، في احتفالاتها اليوم، بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل فيلبّي، و إنجيل القدّيس لوقا.
وجاء في تاريخ الكنيسة قديسات كثيرات يحملن اسم "بيلاجيا" منهن الناسكة بيلاجيا التي تابت على يدي القديس نونيوس أسقف الرها وتزيت بزي راهب في جبل الزيتون، وعذراء طرسوس الشهيدة بيلاجيا، يعيد لها الغرب في 4 مايو، إضافة إلى العذراء الشهيدة بيلاجيا الأنطاكية، يعيد لها الغرب في 9 يونيو.
قال القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للاقباط الارثوذكس باسبورتنج، في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية"، إن: " تسمى "المجدلية الثالثة" بعد القديسة مريم المصرية التي دُعِيَت بـ"المجدلية الثانية". تحولت هذه الفتاة من حياة الشر والدنس إلى الحياة التقوية النسكية بقوة إلهية فائقة. وقد تنيحت حوالي عام 460 م.
وأضاف: "يصعب وصف دور بيلاجية التي عاشت في إنطاكية في القرن الخامس لا همَّ لها إلا اقتناص الرجال لممارسة الشر وتقديم كل غالٍ وثمينٍ عند قدميها. كانت تسير في شوارع المدينة بموكب، تمتطي بغلًا أبيض وترتدي ثوبًا خليعًا يبرز مفاتن جسمها، خاصة وأن الله وهبها جمالًا رائعًا، استخدمته لاصطياد النفوس لحساب الشر. كانت تتزين بالجواهر الثمينة والحلي لتعلن دلالها وترفها.
وتابع: "انعقد مجمع في إنطاكية بدعوة من بطريركها حضره مجموعة من الأساقفة من بينهم الأب نونيوس أسقف الرُها. وكانت المدينة كلها تتحدث عن هذه الفتاة التي حطمت نفوس الكثيرين حتى من المسيحيين. إذ جلس الأب الأسقف مع زملائه قال: "لقد سررت جداَ أن أرى بيلاجية، فقد بعثها الله درساَ لنا. إنها تبذل كل طاقتها لتحفظ جمالها وتمارس رقصاتها فتسر الناس، أما نحن فأقل غيرة منها في رعاية إيبارشياتنا والاهتمام بنفوسنا". في الليل إذ دخل الأسقف مخدعه كانت نفسه متمررة من أجل هذه المرأة التي يستخدمها العدو لغواية الكثيرين، فصار يبكي بمرارة لكي يحررها الله من هذا الأسر ويهبها خلاصًا. وفي الليل إذ نام حلم أنه يخدم ليتورجية الأفخارستيا (القداس الإلهي)، وإذا به يرتبك لًان طائرًا قبيح المنظر صار يحوم حول المذبح. وعندما صرف الشماس الموعوظين عند بدء قداس المؤمنين انطلق أيضًا الطائر، لكنه دخل إلى غرفة المعمودية عند باب الكنيسة، ثم غطس في المياه ليخرج حمامة بيضاء كالثلج انطلقت نحو السماء واختفت".
واختتم:"في الصباح، إذ كان يوم أحد، وقف الأب الأسقف يعظ عن الدينونة الرهيبة، وإذ كانت بيلاجية حاضرة مع أنها لم تكن قد انضمت إلى صفوف الموعوظين، شعرت كأن الله يوبخها، يرسل لها كلمة وعظ شخصية فبدأت تبكي بدموعٍ مرة، وبعد العظة انطلقت إلى الأسقف تسجد لله حتى الأرض وتطلب صلاة الأسقف عنها.