كنيسة الروم الملكيين تحتفل بتذكار القديس المجيد توما
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر، برئاسة الأنبا جورج بكر، الأربعاء، بتذكار القديس الرسول المجيد توما.
تقول الكنيسة: "نعرف من الإنجيل أن توما الرسول كان يلقّب بالتوأم. وقد اشتهر بجرأته. كما اشتهر بشكه بعد القيامة، لكن الإيمان بالمسيح القائم انتصر في قلبه فقال للمعلم الإلهي: "ربي وإلهي". ونعرف من التقليد أنه بشّر بالمسيح في بلاد فارس والهند، وقضى شهيداً. وإليه يعزى تأسيس الكنيستين الملابارية والملانكارية في جنوبي الهند.
وتكتفي كنيسة الروم الملكيين، في احتفالاتها اليوم، بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس، وإنجيل القدّيس يوحنّا.
بينما تقتبس العظة المقابلة العامة بتاريخ 27/ 09/ 2006، للبابا بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013.
وقال خلالها البابا الراحل: "عندما قرّر المسيح، في مرحلةٍ دقيقة من حياته، أن يذهب إلى بيت عنيا ليُقيم لعازر من الموت، مقتربًا هكذا بخطورة من اورشليم، قال توما لزملائه الرُّسل: "فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضاً لِنَموتَ معَه!". كان تصميمه على اتّباع المعلّم مثاليًّا حقًّا ويُعطينا تعليمًا ثمينًا: كما كشف تصميمه عن مدى استعداده الكامل للانضمام إلى الرّب يسوع، إلى حد أن يتطابق مصيره مع مصير الرّب يسوع، وأن تكون لديه الإرادة ليتشارك معه محنة الموت الكبرى. في الواقع، عندما يستعمل الإنجيليّون الفعل "تبع"، فَلِكَي يعنوا أنّه حيث يتوجّه الرّب يسوع، يتوجّه أيضًا تلميذه. تُعرف الحياة المسيحيّة بحياةٍ مع الرّب يسوع المسيح...: أن نموت معًا، أن نحيا معًا، أن نكون في قلبه كما هو في قلبنا".
أضاف: "ينقل إلينا الإنجيليّ تدخّلا ثانٍيًا لتوما وقت العشاء الأخير. فالرب يسوع، حين أنبأ برحيله الوشيك، أَعلن أنّه سيحضّر لتلاميذه مكانًا ليكونوا حيث يوجد. وقال لهم: "أَنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إِلى حَيثُ أَنا ذاهِب". فحينها تدخّل توما قائلاً: "يا ربّ، إِنَّنا لا نَعرِفُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟".. أعطت كلماته الفرصة للرّب يسوع لكي يقول كلامه الشّهير: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي". إنّ توما هو أوّل مَن كُشِف له هذا الأمر، ولكنّه يصلح لنا جميعًا ولجميع الأوقات.
في نفس الوقت، يعطينا سؤاله أيضًا الحقّ، إذا صحّ القول، لكي نطلب شروحًا من الرّب يسوع، فنحن غالبًا ما لا نفهمه. لتكن لنا الشجاعة لنقول: "أنا لا أفهمك، يا ربّ، أَصغِ إليّ، ساعدني لأفهم". هكذا، مع هذه الشفافيّة الّتي هي الطريقة الحقيقيّة للصلاة، وللتكلّم مع الرّب يسوع، نعبّر عن قدرتنا الضعيفة على الفهم، وفي الوقت نفسه نضع ذواتنا في موقف ثقة أولئك الّذين ينتظرون النور والقوّة من قِبَل ذاك الّذي يستطيع أن يعطيهما.