«ليل طنجة.. الرواية الأخيرة» لــ محمد سعيد أحجيوج عن دار العين قريباً
تصدر قريبا عن دار العين للنشر والتوزيع، النسخة المصرية لرواية الكاتب المغربي محمد سعيد أحجيوج "ليل طنجة.. الرواية الأخيرة"، والتي سبق أن تُوجت بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة 2019، وأشرفت على تنظيمها دكتورة فاطمة البودي، مديرة دار العين للنشر.
ولد الكاتب محمد سعيد أحجيوج في مدينة طنجة المغربية في الأول من أبريل 1982. أصدر من قبل مجموعتين قصصيتين، "أشياء تحدث" 2004 و"انتحار مرجأ" 2006. وسبق له الفوز بثلاث جوائز شعرية عن قصائده "انتحار المتنبي في رماد الحلاج"، "أغاني محمد الدرة" و"انكسارات الحلاج". كما أصدر مجلة "طنجة الأدبية" (2004-2005) وعددا من المشاريع الأدبية والثقافية.
صدرت له في القاهرة، ديسمبر 2019، نوفيلا "كافكا في طنجة"، وفاز مخطوط روايته "ليل طنجة" بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة (2019). صدر له خلال خريف 2020 رواية "أحجية إدمون عمران المالح" عن دار هاشيت أنطوان (نوفل)، في بيروت.
ــ رواية "ليل طنجة" تكشف قيمة الرحلة وكيف أنها أهم من الوصول
رواية "ليل طنجة" للكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج، رواية قصيرة محكمة البناء ومكثفة يأخذنا الكاتب من خلالها في رحلة عبر مواضيع مختلفة لا تبدأ بالصراع العربي الإسرائيلي ولا تنتهي بمعركة أنوال في الشمال المغربي وقصة الأسلحة الكيماوية التي استخدمتها إسبانيا، تحت صمت دولي، للقضاء على مقاومة المتطوعين في جيش عبد الكريم الخطابي الذي كسر شوكة الاستعمار الإسباني. تتعدد ثيمات الرواية وتتنوع، ويتركز الصراع الداخلي لبطل الرواية حول الفقد؛ فقد الأم وفقد الحبيبة، وأما الحبكة الأساسية التي تحرك الأحداث فتتركز حول رحلته الليلية بحثا عن بديل للحبيبة، وخلال ذلك نكتشف قيمة الرحلة وكيف أنها أهم من الوصول. الوصول إلى النهاية يعيدنا إلى بداية الرواية بأسئلة جديدة ورؤية مختلفة لقراءة ثانية محملة باحتمالات متناقضة، قد لا يكون أي منها صحيحا وقد تكون جميعها صحيحة.
وعن رواية "ليل طنجة" تقول الناقدة الفلسطينية "ريم غنايم" :قلمُ تسجيل، بطلٌ مُضطرب يروي روايات تشبهه، امرأة مجهولة، وحكايات لا يكتمل استقرارها السّرديّ إلاّ بتشظّي معماريّتها المألوفة. هذا كلّ ما تحتاجه رواية قصيرة جيّدة لتؤسّس أفقًا سرديًا معرفيًا يكسر أفق التوقّعات النمطيّة للقارىء على أشكاله.
أسئلة ومساءلات كثيرة حول واقع الرواية، بنيتها، آفاقها ووجهتها، تطرحها رواية ليل طنجة للكاتب المغربي محمّد سعيد احجيوج، في تمرين جديد يفتحُ إطار مدوّنة السّرد الروائيّ العربيّ الجديد على مفهوم الكتابة وإعادة النّظر في هيئة الرواية وما يجب أن يكون أو لا يكون.
رواية مونوفونيّة هذه المرة، تخالف الباراديغم الروائيّ السائد. صوتٌ واحِد يترنّح بين الخيال والواقع، يكتب ويسجّل ويتحرّك أمامَ نفسه في حواسّه الخَمس التي يسندها قالب الماتريوشكا السرديّ- الحكايات الموضوعة داخل حكايات، لتصير الرواية فرزًا لإمكانية كتابة تفكّر في ضخّ التشويش في مساحات الوحدات السردية الصغرى والكبرى.
قالت لجنة التحكيم، التي ترأستها د. إقبال العثيمين، في حيثيات الفوز: "ليل طنجة رواية تقدم أسلوبا روائيا يمزج الدراما بالسخرية، والتاريخ بالراهن المعاصر، في أجواء لا تخلو من كابوسية، وتقترح أدوات سردية جديدة تعتمد الميتافيكشن أسلوبا يمتلك الكاتب أدواته ويوجهها بين الواقع والخيال ببراعة... وتلقي الضوء على مشكلات المواطن العربي المعاصر ومأزقه الوجودي في عالم يشهد تغييرات عاصفة."