«مدبولى»: تنفيذ العاصمة الإدارية كان توفيقًا من الله ورؤية موفقة من الرئيس السيسى
◄مدبولي يستقبل نظيره الأردني بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة ويستعرضان تجربة مصر فى هذا المشروع القومى
◄مدبولي: تنفيذ عاصمة إدارية جديدة كان نتيجة لتوفيق من الله ولرؤية موفقة من الرئيس السيسي .. ودخلنا في تنمية 40 ألف فدان
◄المشروع ساهم في تنمية قطاع الصناعة فى مصر من خلال الاعتماد على مستلزماته من المنتج المحلى
◄تم الاعتماد على شركات القطاع الخاص ودور الدولة إشرافى وهو ما دعم زيادة قدرات قطاع المقاولات فى مصر
◄رئيس الوزراء الأردني يعبّر عن انبهار جميع مرافقيه من حجم البنية التحتية الذى يتم تنفيذه حاليًا في ربوع مصر .. ويؤكد: نحاول أن نستدعي هذه التجربة العملاقة في ضوء التحديات التي تواجه المدن الكبرى في المملكة الأردنية ومنها العاصمة عمّان
استقبل، اليوم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، والوفد المرافق له، في إطار زيارته الرسمية لمصر بهدف تعزيز فرص التعاون الثنائي بين البلدين، ليعدُ أول استقبال لمسئول رسمي يشهده مقر مجلس الوزراء بالحي الحكومي.
وفي قاعة الاجتماعات الرئيسية بالمقر، ترأس رئيسا وزراء مصر والأردن اجتماعاً شهد استعراض كافة عناصر مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، بما شمل خطوات التنفيذ في هذه المرحلة ومعدلات الإنجاز، والآفاق المستقبلية لهذا المشروع الضخم الذي يستهدف بلوغ آفاق واعدة في تطوير الخدمات الحكومية وجذب الاستثمارات، وتم التحاور والتناقش بين مسئولي الجانبين حول التجربة المصرية فى هذا المشروع القومى الكبير.
وحضر الاجتماع من الجانب المصري، الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء محمد أمين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من مسئولي الوزارة والهيئة وجهاز العاصمة الإدارية الجديدة، وممثلي شركة العاصمة الإدارية، ومن الجانب الأردني، الدكتور أحمد زيادات، وزير العدل، والدكتور إبراهيم الجازي، وزير الدولة لشئون رئاسة الوزراء، والمهندس يحيى الكسبي، وزير الأشغال العامة والإسكان، والسفير الأردني بالقاهرة، وعدد من المسئولين الأردنيين.
وفي مستهل الاجتماع، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، والوفد المرافق له، مشيراً إلى أنه أول مسئول رسمي يتم استقباله بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما يعكس عمق العلاقات والروابط بين مصر والأردن، متمنياً أن تستمر هذه العلاقات الطيبة تحت قياد الرئيس السيسي وجلالة الملك عبدالله.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن اجتماع اليوم يهدف إلى استعراض التجربة المصرية في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، سواء من الناحية التخطيطية والفنية، أو المؤسسية والإدارية والتمويل، مشيراً إلى أنه شرف بأن يكون واحداً من الذين ساهموا في وضع نواة هذه العاصمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة شكل ضرورة مع حجم هائل من الضغوطات والزيادة السكانية الكبيرة التي تعاني منها القاهرة، حيث وجدنا أننا لكي نخطط بصورة سليمة للمستقبل، فلن نستطيع استيعاب الزيادات والدور المستقبلي للقاهرة، إلا بوجود امتداد جديد تنتقل إليه الأنشطة الإدارية والمؤسسية والسياسية.
وأضاف أن دخول الدولة المصرية في تنفيذ عاصمة إدارية جديدة كان نتيجة لتوفيق من الله، ثم لرؤية موفقة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وفي هذا الصدد، أكد مدبولي أن المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، التي سيتم زيارتها اليوم، لم يتجاوز العمل بها 5 سنوات، وهي بمسطح حوالي 40 ألف فدان.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي وضع رؤية لتغيير الفكر الذي كانت تعمل به هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي كانت تعد المخطط، وتقسم الأراضي وتنفذ البنية الأساسية ثم تعتمد على القطاع الخاص بالكامل في عملية التنمية، لافتا إلى أنه لذلك استمر تنفيذ مدينة مثل القاهرة الجديدة لنحو 25 عاما، أما الآن فقد أشرفت على تنفيذ عدد كبير من المشروعات، موضحاً أن هذا المشروع ساهم فى تنمية قطاع الصناعة فى مصر من خلال الاعتماد على مستلزماته من المنتج المحلى، كما تم الاعتماد على شركات القطاع الخاص وليكون دور الدولة إشرافيا، وهو ما دعم زيادة قدرات قطاع المقاولات فى مصر.
وأكد رئيس الوزراء أننا في تجربة العاصمة الإدارية الجديدة كنا نستهدف تحقيق طفرة هائلة في أقل قدر ممكن من الوقت، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية لإنشاء العاصمة- إلى جانب الأهداف السياسية والتنموية- هو بُعد آخر مهم يتمثل في أن مشروعا بهذا الحجم يخلق مئات الآلاف من فرص العمل، ويخفض نسب البطالة، ويتسبب في دفعة هائلة في الاستثمار، وهذه النوعية من المشروعات كان أحد أهم أهدافها تثبيت الدولة المصرية، حيث تؤكد للمواطنين أن الدولة تتغير بصورة حقيقية وتمضي لتحقيق مستقبل أفضل لهم.
وأشار مدبولي إلى أن العاصمة الجديدة تخلق طفرة حقيقية من خلال ما أطلقنا عليه مدن الجيل الرابع، وكلها مدن ذكية، فكل مناطق العاصمة الإدارية الجديدة وخدماتها وبنيتها الأساسية، وكافة المباني الرئيسية بها، تدار بمنظومة ذكية بالكامل، لافتاً الى أن أحد أهم أهداف هذا المشروع تطوير الجهاز الإداري من خلال انتقاء من يصلحون أن يكونوا نواة المستقبل للجهاز الإداري للدولة، هؤلاء من سينتقلون للعمل في العاصمة، والتركيز عليهم في التدريب ورفع الكفاءة وبناء القدرات، ليكون العمل بلا ورق، ووفق التكنولوجيا الأحدث عالمياً.
وفي مستهل كلمته، عبّر الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، عن مشاعر الود التي دوما ما يلمسها والترحيب الكبير من جانب المسئولين في جمهورية مصر العربية، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وجميع أعضاء الحكومة، موجها الشكر بالإنابة عن الوفد المرافق له، وكذلك عن الدبلوماسيين الأردنيين الذي يعيشون على أرض مصر على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة الذي يلقونه من جانب المسئولين المصريين.
وقال رئيس الوزراء: إنني أستطيع القول بالإنابة عن الدبلوماسيين الأردنيين إنهم يشرفون بالعيش على أرض الشقيقة جمهورية مصر العربية، وإن هذا الشعور كان يختلجه أيضا عندما كان مندوبا دائما للأردن في جامعة الدول العربية لمدة 5 سنوات، وكذلك عندما كان سفيرا لبلاده في مصر، مؤكدا أن هذا التمثيل الدبلوماسي للمملكة يختلف كثيرا عن كل أنماط التمثيل الدبلوماسي في أي مكان آخر، حيث إنه يشعر بأنه خرج من بلده ليأتي إلى بلده أيضًا، وبأن الأبواب المصرية مفتوحة أمامنا دوماً، وهذا ما نشرُف به ونستشعره جميعا في الأردن، بدءا من صاحب الجلالة الهاشمي الملك عبدالله بن الحسين المفدى، عاهل المملكة الأردنية، مرورا بكل مسئولي الحكومة الأردنية والدبلوماسيين، وأيضًا شعبيْنا الشقيقيْن، كما أكد الدكتور بشر الخصاونة أن لمصر مكانة كبرى في قلب جلالة الملك عبدالله؛ قيادة وشعبا، كما تحظى مصر بمكانة الشقيقة الكبرى في قلب كل مواطن أردني.
وأكد "الخصاونة" العلاقة الطيبة التي تجمعه بالدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مؤكدا اعتزازه بهذه العلاقة، كما عبر عن اعتزازه أيضًا بالعلاقة الطيبة ومشاعر الأخوة مع اللواء محمد أمين، الذي لم يبخل عليه بالنصيحة، وقدم له يد العون في الأمور التي تطلبت ذلك، كما لم يبخل عليه بالمشورة الطيبة.
وتطرق رئيس الوزراء الأردني، خلال حديثه، إلى اللقاء الذي جمع بين قيادتي البلدين؛ الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأخيه الملك عبدالله بن الحسين، منذ ما يزيد على الشهر ونصف الشهر، وحضره كل من رئيسي وزراء البلدين، مشيرا إلى أنه جرى الحديث بين قيادتي البلدين، في هذا اللقاء، حول التجربة المصرية الرائدة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، ولاسيما المشروعات الإنشائية، وكان الحديث منصبًا بصفة أساسية على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي اعتُمد كنموذج مصري، والذي لم يكن سوى حبر على ورق في 2016، لكن ذُهلت اليوم وأنا أرى هذه المشروعات العملاقة، ونحن نغبطكم على ما وصلت إليه العاصمة الإدارية الجديدة من مراحل متقدمة.
كما عبّر رئيس الوزراء الأردني عن انبهار جميع مرافقيه من حجم البنية التحتية الذي يتم تنفيذه حاليا في ربوع مصر، والمستوى المتقدم للغاية الذي يتم تنفيذها به، خاصة الطرق والمحاور الكبرى الجديدة المؤدية إلى العاصمة الإدارية، ونحن نحاول أن نستدعي ونستفيد من هذه التجربة العملاقة، ولا سيما في ضوء التحديات التي تواجه المدن الكبرى في المملكة الأردنية، ومنها العاصمة عمّان ومدينة الزرقا، التي أصبحت الزيادة السكانية مضطردة بها، والتي من المتوقع أن تتطلب أن ننتقل إلى مركز حضري.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور بشر الخصاونة إلى أن الانتقال إلى مركز حضري جديد في المملكة الأردنية يتطلب توفير إطار ممكن وجاذب، مؤكدا أن النموذج المصري شجع على إقامة هذه الأنماط العمرانية الناجحة، مستغلاً بشكل أساسي المورد الطبيعي السيادي للدولة وهو أراضي الدولة وتنمية قيمتها لتصبح تجربة ناجحة في إطار استدعاء الاستثمار بعد ذلك، وارتفاع القيمة العقارية لهذه الأراضي، بعد تطوير الخدمات الأساسية والبنية التحتية من قبل الدولة.
وقال رئيس الوزراء الأردني: نرى اليوم برؤى العين نموذجاً فيه إنجاز واضح ملموس ومثير للإعجاب، ونود أن نتعلم من هذه التجربة ونستفيد منها، موجها كل الشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي عبّر لأخيه جلالة الملك عن كل الاستعداد لوضع التجربة المصرية الناجزة والمستمرة أمامنا لنستفيد منها ولنستطيع أن نوائم عناصرها، ونستفيد من الخبرات المصرية في مجال المشروعات الكبرى.