الروم الملكيين: مَن يصوم عليه أن يتعاطف مع الجائع
تحتفل كنيسة الروم الملكيين، برئاسة الانبا جورج بكر، اليوم، بحلول الأربعاء التاسع عشر بعد العنصرة والإنجيل الثاني بعد الصليب، بالاضافة الى تذكار القديس البار كرياكوس الناسك.
وتقول الكنيسة إنه ولد هذا البارّ في كورنش، وجاء المدينة المقدسة في الثامنة عشرة من عمره. وترهب تحت ارشاد القدّيس افتيميوس الكبير. ثم رأس مدة من الزمن دير القدّيس خاريطون. وحارب ضلال الاوريجانيين. وتوفي طاعناً في السن وممتلئاً قداسة، سنة 556.
وتكتفي الكنيسة في احتفالات اليوم بالقداس الالهي الذي يُقرأ خلاله رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي، و إنجيل القدّيس لوقا، بينما تقتبس العظة عظة عن الصّلاة والصّوم والصّدقة للقدّيس بطرس خريزولوغُس أسقف رافينا الذي عاش في الفترة حوالى 406 – 450.
وتقول: "مَن يصوم يجب أن يفهم معنى الصوم: يجب أن يتعاطف مع الجائع إن أراد أن يتعاطف الله مع جوعه؛ مَن يأمل الحصول على الرَّحمة يجب أن يكون رحومًا... ما فقدناه بسبب الاحتقار، يجب أن نستعيده بالصوم. فلنهذّبْ حياتنا بالصوم لأنّه ما من شيء أهم من ذلك نستطيع أن نقدّمه للربّ، كما أثبت النبيّ إشعيا عندما قال: "إِنًّما الذَّبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله" قَدِّمْ إذًا حياتك إلى الله، قَدِّمْ قربان الصوم حتّى تكون ذبيحتك طاهرة، ذبيحة مقدّسة، ضحيّة حيّة تشهد لصالحك.
تضيف: "لكن من أجل أن يقبل الربّ هذه الهبات، يجب أن تترافق مع الرَّحمة. لا يحمل الصوم ثماره إن لم تُروِه الرَّحمة؛ فالرَّحمة تروي مفاعيل الصوم. الرَّحمة بالنسبة إلى الصوم كالشتاء بالنسبة إلى الأرض. مَن يصوم، يروي قلبه جيّدًا، وينقّي جسده، وينزع العيوب ويزرع الفضائل: إن لم يسكب فيه أمواج الرحمة، لن يحصد أيّ ثمار.
وتكمل:"أنتَ الذي يصوم، سيصوم حقلك أيضًا إن حرمته الرَّحمة، أنتَ الذي يصوم، ما تزرعه بالرَّحمة سيفيض في أهرائك. حتّى لا تفرّط ببخلك، احصدْ بالسخاء. حين تعطي الفقراء، تعطي نفسك، لأنّ ما لا تتخلّى عنه للآخرين، لا تحصل عليه لنفسك.