توابع «بريكست».. البريطانيون يواجهون نقص الوقود والأيدى العاملة بتخفيف سياسات الهجرة
يعيش البريطانيون حالة من الهلع، وسط تفاقم أزمة نقص الوقود في المملكة المتحدة، وأعلنت الحكومة البريطانية مساء الإثنين، أنها طلبت من الجيش الاستعداد للقيام بعمليات التوصيل إذا لزم الأمر.
وقالت وزارة الطاقة في بيان مساء الإثنين، إن: «عددًا محدودًا من سائقي الصهاريج العسكرية سيتم وضعهم في حالة تأهب ونشرهم إذا لزم الأمر لتحقيق مزيد من الاستقرار في سلسلة توريد الوقود».. بحسب «العربية».
ويبدو أن الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» أجبر مع أزمة كورونا العالمية، حكومة بوريس جونسون على إعادة النظر في سياسات الهجرة والاعتماد على العمالة الأجنبية، حيث قررت بريطانيا السبت منح ما يزيد على 10 آلاف تأشيرة عمل مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر من أكتوبر إلى ديسمبر للحد من النقص الهائل في عدد السائقين والعمال في قطاعات رئيسية في الاقتصاد البريطاني.
وبحسب «فرانس 24» سُجل نقص حاد في إمدادات الوقود أدى إلى تشكل طوابير طويلة أمام المحطات التي أغلق بعضها.
مغادرة العمال الأجانب
ونقلت شبكة «يورونيوز» عن هيئة النقل البريطانية، قولها إن: المملكة المتحدة تعاني من نقص في عشرات الآلاف من سائقي الشاحنات، بسبب مجموعة كاملة من العوامل بما في ذلك جائحة فيروس كورونا، ومغادرة العمال الأجانب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الشبكة إلى أن الوضع يعيد إلى الذاكرة ما شهدته البلاد في سبعينيات القرن الماضي عندما تسببت مشاكل الوقود في خفض أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام والتقنين في استخدام الوقود. كذلك، يذكّر بأواخر العام 2000 عندما حاصر محتجون على ارتفاع أسعار الوقود مصافي النفط، ما أدى إلى شل الحياة تقريبًا في البلاد على مدى أسابيع.
ونقلت «العربية» عن رابطة تجار البترول في بريطانيا (بي آر إيه) أن الوقود نفد من حوالي نصف المحطات البالغ عددها 8 آلاف في المملكة المتحدة مطلع الأسبوع الجاري.
وتشعر اتحادات العاملين في المجال الطبي بالقلق، على غرار «إيفري دكتور» التي تقول إنها تتلقى معلومات من العديد من أعضائها تفيد بأنهم «أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في محاولة العثور على وقود دون نتيجة».
رواتب خيالية
ولا تقتصر الأعراض الجانبية للخروج من الاتحاد الأوروبي على أزمة نقص سائقي الشاحنات التي فاقمت أزمة الوقود، ولكن المملكة باتت تعاني نقصًا في الأيدي العاملة بقطاع الزراعة.
ووصل الأمر إلى أن مزرعة بريطانية تبحث عن عمال لقطف «الكرنب»، مقابل راتب يصل إلى 62 ألف جنيه استرليني، أي ما يعادل 84 ألف دولار تقريبًا.
ونشرت المزرعة إعلانًا عبر الإنترنت لفرصة عمل بأجر يصل إلى 30 جنيهًا استرلينيًا (40 دولارًا أمريكيًا) في الساعة، و62 ألف استرليني في السنة، مقابل جمع محصول الملفوف والبروكلي، والراتب قد يزيد وفق معدل حصاد العامل، ليتجاوز المبلغ المذكور أعلاه. حسبما ذكرت صحيفة «إكسبريس» البريطانية.
وأرجعت الصحيفة تقديم مثل هذا الراتب الجيد، إلى النقص الكبير في أعداد العاملين بقطف الفواكه والخضروات.