«سد النهضة» فى الأمم المتحدة.. القادة العرب يدعون لاتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر والسودان
حظيت قضية «سد النهضة» باهتمامٍ بارز في فعاليات اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76 بنيويورك، سواء في خطابات القادة والممثلين الرسميين، أو من خلال الاجتماعات واللقاءات الثنائية على هامش أعمال الجمعية العامة.
السعودية تدعم جهود الحل السلمي
أثار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدًا دعم بلاده لحل سلمي ملزم للقضية.
وقال الملك سلمان، في نص كلمته التي ألقاها عبر الاتصال المرئي، إن «السياسة الخارجية للمملكة تولي أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع».
وأضاف: «كما تدعم المملكة بقوة الجهود الرامية لحل سلمي ملزم لمشكلة سد النهضة بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية، والحلول السلمية برعاية الأمم المتحدة لأزمات ليبيا وسوريا، وجميع الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وتطلعات الشعب الأفغاني وضمان حقوقه بجميع أطيافه».
البحرين تدعو لتسوية عاجلة
من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في كلمة المملكة خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن مملكة البحرين تدعو إلى تسوية عاجلة لقضية سد النهضة، وأهمية التوصل إلى اتفاق عادل وملزم لمسألة ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويسهم في حفظ السلم والأمن والاستقرار في الشرق الإفريقي.
السودان: نجدد موقفنا الرافض لأى إجراء أحادى
بدوره، أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، موقف بلاده الرافض لأي إجراء أحادي بشأن سد النهضة، مجددًا استعداد بلاده للانخراط في أي مسار تفاوضي يدعم التوصل لحل بشأن هذه الأزمة.
وقال رئيس الوزراء السوداني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «نجدد موقفنا الرافض لأي إجراء أحادي بشأن سد النهضة والتمسك باتفاق قانوني ملزم».
وأضاف: «مستعدون لاستئناف المشاركة في أي مبادرة تؤدي إلى حل سلمي لأزمة سد النهضة»، مؤكدًا أن السودان يؤمن بعلاقات حسن الجوار.
كما أشار رئيس الوزراء السوداني، إلى تأثر بلاده من الملء الثاني لسد النهضة رغم الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، وصرح قائلًا: «واجهنا بعضًا من الأضرار بسبب سد النهضة الإثيوبي مؤخرًا».
وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول هذا الشأن، بهدف «تجنيب بلادنا الأضرار المحتملة التي تهدد سبل ووسائل عيش نصف سكان السودان».
وقال إن وضع ملف سد النهضة أمام مجلس الأمن جاء «لتعزيز مسار التفاوض الحالي تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بما يمكن من تحقيق الاتفاق المنشود».
تونس: تحركنا لم يكن موجهًا ضد أي طرف
من جهته، أشار وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين في الاجتماع التشاوري السنوي لمجلس جامعة الدول العربية عثمان الجرندي، إلى أن تحرك تونس في خصوص مسألة سد النهضة لم يكن موجهًا ضد أي طرف، مؤكدًا حرص تونس على التواصل مع إثيوبيا في العديد من المناسبات حول هذه المسألة، مشيرًا إلى أنها تعمدت على الرغم من ذلك إصدار بيانات تضمنت مغالطات بخصوص هذا التحرك.
وفي لقاء هامشي مع وزير الخارجية سامح شكري، تطرق الجرندي، إلى مسألة سد النهضة، وذلك إثر توفق تونس في اعتماد بيان رئاسي بالإجماع في مجلس الأمن حول المسألة، موضحًا أن الجهود التونسية في هذا المضمار، بتعليمات من الرئيس التونسي قيس سعيد، سعت إلى خلق ديناميكية جديدة لدفع مسار المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، بما يؤدي إلى اتفاق متوازن يحفظ مصالح وحقوق كل البلدان المعنية.
الجزائر تستجيب لرغبة الأشقاء
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في خطابه خلال النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة: «تواصل الجزائر مساعيها الرامية لوضع حد للخلافات وترقية الشراكة الاستراتيجية بين المجموعتين العربية والإفريقية، كما تؤكد ضرورة الالتزام بوحدة الصف الإفريقي وتفادي كل العوامل التي من شأنها الإخلال أو التأثير سلبًا على هذه الوحدة التي تظل الشرط الأساسي لتحقيق مختلف الأهداف الاستراتيجية التي تسعى دول وشعوب القارة لتجسيدها عبر أجندة 2063».
وأضاف: «في هذا الصدد، استجابت الجزائر لرغبة الأشقاء في إثيوبيا ومصر والسودان في قيامها بمسعى يرمي إلى الإسهام في توفير المناخ السياسي الذي سيمكن هذه الدول من تجاوز خلافاتها وتغليب منطق التعاون والمصلحة المشتركة».
رغبة أمريكية مصرية في إجراء مفاوضات
وعلى الصعيد الدولي، عقد وزير الخارجية سامح شكري، اجتماعًا مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في مدينة نيويورك، وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بيانٍ أوردته «الخارجية الأمريكية»، عبر موقعها الرسمي، إن الوزيران ناقشا الرغبة المشتركة في إجراء مفاوضات موجهة نحو النتائج بشأن سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي.
كما ناقش الجانبان أيضًا القيمة العالية التي توليها كل من الولايات المتحدة ومصر لتعزيز وتعميق شراكتهما التي تستجيب لمجموعة كاملة من القضايا في العلاقات الثنائية.