رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصفقة الإيرانية.. والهروب من نيويورك

بطريقة أو أخرى، ينشط كبار الكتاب الروس في تحليل الحالة الإيرانية، بالارتباط مع الحالة الروسية أو أدوار إيران في المنطقة والشرق الأوسط، عدا عن تأثير الحالة في العلاقات الدولية والأمنية، كما الأممية الأشد خطورة، بالذات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. 
الباحث الروسي "إيلنار باينازاروف"  يمتلك رؤية تحليلية  استراتيجية، مدعومة من مراكز صنع القرار في روسيا الاتحادية، كما الكرملين، فيؤكد بعنوان: لن يلتقوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقالة التي حيرت الإعلام الأمريكي، ونشرتها صحيفة 
"إزفيستيا"،  الروسية في طبعتها الدولية، التي تبث على الإنترنت. 
ماذا عن  أسباب رفض طهران عقد اجتماع وزاري للخماسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

يجيب "اينازاروف"، بهدوء، يسبق العاصفة: يجتمع المشاركون في الاتفاق النووي الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب موقف إيران. 
 يحرص الإعلام الروسي على تشويه الحقائق المتعلقة بحليفه القوى في سوريا ولبنان واليمن، ففي الدور الإيراني، بعض من الطموح الروسي، بإعادة صورة روسيا القوية، التي تستطيع  خلط الأوراق، ولهذا كشف"اينا ازاروف" عن توقعات الخبراء الروس  في مجال الأمن والجيش، والقيادات المحلية الإيرانية، حول  آلية التغيرات المحتملة في سياسة إيران الخارجية مع تنصيب إبراهيم رئيسي، ما يؤكد كيف سارت العلاقة مع الولايات المتحدة، رئيس المحكمة العليا في إيران، سابقا، والرئيس الحالي، إبراهيم رئيسي، نال  61.95% من الأصوات، كان فوزا متوقعها.

أصر المشاركون الأوروبيون، في حيثيات الملف النووي الإيراني، على عقد اجتماع رفيع المستوى في الأمم المتحدة، خلال الأسبوع، لكن طهران اعتذرت، وفضلت المفاوضات في فيينا…أيضا، ظهر سبب آخر لعدم عقد الاجتماع، ما أعلن عن موقف جمهورية الصين الشعبية، فحتى وقت قريب، لم يكن الدبلوماسيون الصينيون متأكدين من أنهم سيصلون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب الوضع الوبائي. لذلك، لم يكن ممكنا إدراج الاجتماع في الجدول الزمني.

.. هناك حقيقة تاريخية- سياسية، فمن المعتاد في السياسة الإيرانية العميقة، أن (كل شيء في إيران يمكن أن يتغير خلال 24 ساعة)، وقد تشمل التغيرات المحتملة في سياسة إيران الخارجية، تحديد أدوارها حول العالم، وبناء تحالفات مع الجوار الجيوسياسية الإيراني، خصوصا مع مفاجأة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ودخول حركة طالبان دائرة صنع القرار الأفغاني، سياسيا وعسكريا.

في ظل التداعيات حول اجتماع فيينا أو نيويورك، توضح كبيرة الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيلينا دونايفا، أنه من الحقيقة القول  إن  الرئيس الإيراني رئيسي، حذر ويريد ان يبقى (عمليا) المرشح الأول لمنصب الزعيم الروحي، لهذا، فإن كل شيء في إيران يمكن أن يتغير في غضون 24 ساعة، وتبدو-نتيجة لذلك-، المناقشات التي لن تتم في نيويورك، حاسمة ويرى الرئيس الإيراني أن كشف ملفات أوروبا اضمن لمستقبل الاتفاق النووي، نظرا لطبيعة العلاقات الأوروبية الإيرانية، التي تتأثر بالحضور الأمريكي أو أية عقوبات محتملة.

إذا كان ما يجري، هروبا دبلوماسيا، فإن الإدارة الأمريكية تراه مناورة ولطمة، فالذي يراه الأمريكان، هو تحديد القوة الإيرانية النووية وكبح الطموحات الإقليمية لإيران.، غالبا وهذا المهم، سيتم الحفاظ على الوضع الراهن، حيث ينص الدستور الإيراني  على أن القول الفصل (في واقع العلاقات الإيرانية والسياسة الخارجية) بيد القائد الروحي… وتاليها يمكن لرئيسي، أن يقرر بشكل مستقل مقدار الحرية في السياسة الخارجية التي سيتركها  لإدارته، استنادا إلى ملفات متباينة وأزمات وحروب.

في المنظور الاستشرافي الدولي، لا توقعات سياسية او اقتصادية او دبلوماسية أممية، قد تقود نحو أي تغيير في الاتجاه  التحالف العميق "الروسي الإيراني"، نتيجة لواقع العلاقة بينهما في دول النزاع في المنطقة،والعالم. 
لدى إيران قدر كبير، احيانا خفي، وأحيانا يبدو بشكل "محدود" ما يجعل التعاون مع روسيا، كمظلة تسيير مصالح عليا في ملفات الأسلحة والصناعة النووية، الصواريخ والأسلحة الثقيلة، وهناك التنسيق الأمني الطائفي وحماية مناطق النفوذ. 
في إيران،  اشكالية سياسية، فالمتداول ان هدف الزعيم الروحي المركزي هو موازنة علاقات إيران الدولية، مع دول الجوار، ومع دول الطائفة الشيعية تحديداوالعمل أيضا مع دول الشرق المنوب بالمد الإيراني المشوه .

مركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية يؤكد أن الإيرانيين اعتذروا عن اجتماع الخماسية هناك، لأنهم لا يريدون مقابلة الأمريكيين شخصيا. كما إن توقيت المحادثات المقبلة (....) ما زال غير قابل للخروج عن الرغبة الأميركية بالتنسيق مع المجموعة الاوروبية . 
حقيقة الأمر، "إيران ليست مهتمة على الإطلاق بما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي تعيد ترتيب أوراق المواجهة، انطلاقًا من واقع ضروريات حسم قضايا المنطقة، بالذات في سوريا والعراق ولبنان، عادي أن لا تقبل إيران هزيمة التواجد الطائفي، أو مب اليد في الشئون المحيطة، وترسل بريدها للإدارة الأميركية، انها  فقط مهتمة برفع جميع العقوبات في وقت واحد، ثم الحديث عن خطط العمل سياسيا واقتصاديا وعسكري، بشمولية وتعاون ممكن، فلدى إيران ملفات قابلة للطي، واخرى شاملة مشتركة.

إيران تهرب من نيويورك، لتلقن الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، درسا في طرق الالتفاف على المفاوضات (أي منهج تفاوضي)، مقترح بشأن الاتفاق النووي.