أرسل خطابا لهتلر يدعوه للإسلام
في ذكرى أحمد حسين.. قصة صاحب مشروع القرش وأول مصنع للطرابيش في مصر
تمر اليوم ذكر رحيل أحمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة، والذي رحل في مثل هذا اليوم 26سبتمبر، والذي ولد في 8 مارس 1911 بحي "السيدة زينب" بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في "مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية"، ثم انتقل منها إلى مدرسة "محمد علي الأميرية".
و كان لشغفه بالمسرح والتمثيل في مرحلة الثانوية دور بارز في تنمية مهارات الخطابة لديه، والتي ظهرت عقب التحاقة بكلية الحقوق في 1928 ليمارس السياسة والخطابة بشكل عملي .
- مشروع القرش ومصنع الطرابيش
كانت مصر في فترة الثلاثينيات تمر با أزمة اقتصادية تهدده اقتصادها الداخلي، ولكن في المقابل كان للأعيان والمثقفين والوطنيين دور في إنعاش هذا الاقتصاد، وذلك باطلاق مبادرات للالتفاف حول المشاريع التى تخدم بسطاء المصريين، ففي الـ13 من أغسطس عام 1928 وقع الشيخ الصوفي عبد الرحيم مصطفي الدمرداش باشا، شيكا بمبلغ مائة ألف جنيه لتشييد مبني علاج للفقراء والإنفاق على مصاريفه من ريع المبلغ شريطة علاج المرضي دون النظر إلى جنسياتهم وعقائدهم.
ومن بعد جاءت مبادرة "القرش" للكاتب الصحفي فتحي رضوان وصديقه المناضل أحمد حسين والتي التف الناس حولها، حتى وصل الأمر بترحيب حكومة اسماعيل صدقي بالمبادرة ومساندتها ، ونجحت المبادرة في جمع مايقر من 17 الف جنيه في العام الأول لها ، وفي العام التالي وصل حجم التبرعات الى 13 ألف جنيه مصري .
و كان نتيجة مبادرة مشروع القرش" افتتاح أول مصنع للطرابيش بالقاهرة، وكانت بمثابة نجاح كبير للمبادرة،خاصة أن الزي المصري كان مرتبطا بالطربوش كواحد من المتعلقات الرئيسية، غير ذلك أنهم نجحوا في وقف استيراده، والاعتماد على صناعته محليا.
- مصر الفتاة وحريق القاهرة ورسالة لهتلر
فى نفس تلك الفترة شكل أحمد حسين ورفاقة جمعية "مصر الفتاة" وكانت جريدة الصرخة لسانا لها، واختير أحمد حسين رئيسا للجمعية والتي تحولت في1936 إلى حزب سياسي.
و دارت معارك طويلة بين حزب مصر الفتاة عقب تأسيسه، وزعيم حزب الوفد مصطفي النحاس والتي وصلت إلى حد اتهام أحمد حسين بالخيانة والتعامل مع دول أجنبية، حتى وصل الأمر لاعتقاله على إثر خطاب أرسله إلى هتلر يدعوه فيه إلى الإسلام.
و قرر أحمد حسين اعتزال الحياة السياسية قبل حريق القاهرة بيومين، مما جعله محط نظر الشك والريبة ليتم توجيه اتهامه بالضلوع في حريق القاهرة، وكاد أن يفقد حياته إلا أن قيام ثورة 52 أنقذته من حبل المشنقة
أفرج عن أحمد حسين ليقرر نفيه اختياريا إلى سوريا، وبعد عاد لمصر ليعتزل العمل السياسي ويشتغل بالمحاماه، ثم اعتزلها ليتفرغ للكتابة، وأصدر مجموعة من المؤلفات منها: "موسوعة تاريخ مصر" في خمسة أجزاء، وعدد صفحاتها 1500 صفحة، وإيماني، والأرض الطيبة، وفي الإيمان والإسلام، ووراء القضبان، ورسالة إلى هتلر، وحكومة الوفد، واحترقت القاهرة، والاشتراكية، وكتاب الطاقة الإنسانية من إصدار دار القلم؛ وهو أشهر كتبه على الإطلاق.ثم اتجه إلى تفسير القرآن الكريم لكنه لم يكمله.